الجمعة, 25 أبريل 2025
118
تتكرر المناشدات من قبل مؤسسة الكهرباء لنجدتها بتوفير متطلبات محطات الكهرباء بالوقود اللازم لتشغيلها؛ وكأنها جمعية خيرية تتوسل ذلك؛ وليست مؤسسة حيوية ومن أهم مؤسسات الدولة الرئيسية في مجال الخدمات؛ ولها خططها وإجراءاتها وتدابيرها الإستباقية؛ وعلى نفس الموال تتكرر وتعدد الأعذار والمبررات المختلقة والفاضحة والمخزية من قبل جهات مسؤولة عدة.
وهذا ما يعكس عدم إكتراث بعض الجهات بل وتتعمد ذلك وهو ما يندرج ضمن حرب الخدمات؛ وفشل جهات أخرى والنتيجة في الأخير واحدة وهي إنقطاع خدمة الكهرباء على الناس - ولعل الفساد هنا هو البطل الأول - ويبقى العذاب والجحيم الأكبر من نصيب سكان العاصمة الحبيبة عدن بدرجة رئيسية.
لقد طال وطال صبر الناس كثيرا وتحملوا فوق ما لايوصف من آلام ومعاناة متعددة الفعل والتأثير على حياتهم؛ ولذلك نقول لكل من يهمهم أمر الناس؛ إن لم تتحركوا سريعا قبل أن يشتد الصيف بحرارته لإنقاذهم؛ فتأكدوا بأن تيار الغضب الشعبي قادم وستتحملون جميعا كل تداعياته الخطيرة المحتملة؛ في ظل الحياة المعيشية الصعبة والقاسية التي يعيشها شعبنا في الجنوب.
وكذلك بسبب والأوضاع المأزومة والمحتقنة والشاملة لمختلف مناحي الحياة؛ ناهيك عن تربص الكثير من القوى المعادية لقضية الجنوب والتي تنتظر حدوث الغضب الشعبي وهو المبرر والشرعي؛ بكونه ردة فعل طبيعية على ما وصلت إليه حياة الناس؛ لتفعل فعلها الإجرامي الخبيث وهو الأمر الذي سبق لنا التحذير منه مرارا؛ وهنا ستختلط الأوراق وتتوه الحقيقة؛ وقد يفقد معها مؤشر البوصلة إتجاه السير الصحيح؛ ويربك حركة شعبنا ولو مؤقتا في معركته الوطنية الكبرى ..
فهل هناك من يقرأ بعمق طبيعة الأوضاع المتحركة ويتفاعل معها بمسؤولية؛ويدرك بأن إحتمالات إنزلاقها في أي لحظة إلى ما لا يحمد عقباه أمر وارد الحدوث؛ حتى تتخذ التدابير والإجراءات اللازمة لمعالجة مكامن الخلل وإصلاح ما يمكن إصلاحه ودون تردد وقبل فوات الآوان وتخرج الأمور عن السيطرة.