عبارة عظيمة في معناها، لكنها لا تكفي وحدها إن لم نُترجمها إلى رؤية عملية، ومشروع وطني شامل يشعر به كل جنوبي، من حوف إلى باب المندب.
التمسك بهذه المقولة لا يكون بالترديد فقط، بل بالسعي الجاد لترسيخها في الواقع السياسي والإداري والاقتصادي، على قاعدة الشراكة لا التبعية، والعدالة لا التحيز، والاعتراف بكل خصوصية محلية كجزء من كلٍّ جامع لا يقصي أحدًا.
نقول: لا جنوب بلا حضرموت، فنترجم ذلك بمزيد من التمكين السياسي والإداري والثقافي لحضرموت، وبفتح أبواب القرار والموارد والنفوذ لكل أبنائها، لا بجعلها مجرد ورقة تفاوض أو موقع جغرافي.
ونقول: لا حضرموت بدون الجنوب، فنترجم ذلك بتعزيز الاندماج الوطني، وبناء مؤسسات اتحادية عادلة تضمن لحضرموت دورها الفاعل، وتكفل لها حمايتها وحقها في الثروة والقرار.
إن بناء الدولة الجنوبية لا يكون عبر الشعارات فقط، بل من خلال العمل المؤسسي، والتكامل الجغرافي، والانفتاح على أبناء الجنوب في المهرة وسقطرى وشبوة ولحج وأبين والضالع وعدن، عبر توزيع عادل للسلطة، وبرامج تنمية شاملة، ومشروع سياسي يلم شتاتنا ويمنحنا الثقة في الغد.
نريد حضرموت التي تقود وتشارك، لا التي يُزايد بها البعض. نريد جنوبًا لا يستثني، ولا يهيمن، ولا يعيد إنتاج المركزية بوجه جديد. إن الجملة التي نرفعها اليوم يجب أن تكون خريطة طريق لا يافطة زينة، وعهد عمل لا مجرد أمنية. فإما أن نكون أوفياء لمعناها، أو نكون أول من يخذلها.