أخر تحديث للموقع
الاثنين, 07 يوليو 2025 - 02:45 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • وجهة نظر.. ماذا لو سقط المجلس الانتقالي؟

    صالح علي الدويل باراس




    لم يكن اليمن موحدًا سياسيًّا إنما كان "تابع ومتبوع" فانتهى سياسيًّا وما يجري هو مراسيم دفنه وليس دعمًا إقليميًّا ودوليًّا له ، ولم يتبقَ إلا إشهار إفلاس الشرعية ماليًّا فكل مؤشرات الإفلاس موجودة، فالعفاشية كخيار سياسي ل"تابع ومتبوع " جُرِّبت وانتهت باغتيال "عفاش" وما تلاه مجرد تفاصيل لا أهمية لها، و"الحوثية" انتهت في الجنوب بعاصفة الحزم ثم المقاومة الجنوبية التي كسرتها فيه ، و"الإخوانية" انتهت بفشل غزوة خيبر لإسقاط "عدن" ثم الانسحابات من تخوم صنعاء واكتفاؤهم بمديرية وبعض مديرية في مأرب وفشلهم في تقديم نموذج عليه شبه التفاف في شبوة.

    منذ ما قبل إزاحة "منصور" أو بالأحرى حين تحوّل "الحزم إلى أمل" يتأكد أن التدخل الإقليمي والدولي أكثر حضورًا وتأثيرًا فالحوثي باقٍ شمالًا برضى ودعم دولي مهما اختلفوا معه فهو مازال مطلوبًا - لمصالحهم مستقبلا - ولأنه من فروع "الزيدية" التي تعايشت مع الآخرين في الشمال برضى أو بإكراه فلن يحتاج اندماجه والاندماج معه إلا حلول شكلية للمناطق التابعة له تاريخيا.
    • الجنوب
    الجنوب ركن استراتيجي في الملاحة الدولية بشقيها التجاري والعسكري ومن أهم مفاتيح الجزيرة العربية لذا فللعالم أطماعه كما للإقليم أطماعه في تركة "الرجل المريض".
    • ماذا لو سقط الانتقالي
    مهما صدقت نوايا المنظرين والساخطين وجماعات "أين موقعي؟" فلن يستطيعوا أن يحولوا تنظير "ما ينبغي وما لا ينبغي" إلى حامل مشروع يحل محل الانتقالي فسقوطه سيخلق تحديًّا وفراغًا سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا وستزداد تعقيدات الصراعات الداخلية وسيسقط خيار استقلال دولة الجنوب الموحدة لأنها لا توجد قوة جنوبية في حجمه وثقله سياسيًّا وعسكريًّا - مما يغير من مسار النضال السياسي في ما كان يُسمّى "جنوب" ، ولذا فسقوطه ليس من مصلحة القوى الجنوبية كلها.

    حرب الخدمات وقطع المرتبات وانهيار واختلاق الأزمات في الجنوب من مؤشرات سياسة أن الخيار الدولي والإقليمي لذوبان الشرعية وحرق الانتقالي وهو خيار العودة إلى ما قبل 1967 أو قريبا منه ، لذا فأنه حتى القوى والنخب الجنوبية التي تعاديه - وتراهن على مواقعها مع اليمننة- عليها أن تبحث عن قواسم مشتركة لمواجهة مشروع تفتيت الجنوب فتحديات سقوطه كارثية على الجميع.

    ما يجري في هضبة حضرموت ليس خلافا مع الانتقالي بل "بث تجريبي" لخيار ما قبل 67م مهما كان تدّخل قوى اليمننة فيه نكاية بالمشروع الجنوبي.

    ستكون المنظمات الإرهابية الرابح المرحلي حتى يتم قسمة المصالح بين الكبار فيه! تليها الإخوانية والسلفية وستكون إما مسيطرة وهذا احتمال غير وارد لإدارة منطقة استراتيجية عالميا وإقليميا والثاني سيديرونهما في صراع لكسر قامة الحوثي وتحجيم غلوائه شمالا، وسيديرونها جنوبا بطريقة "بوتين" إذ خلق صراع بين أقوى قوتين في "المافيا الروسية" حتى انهكهما وبالتالي قضى عليهما، وستدار السلفية والإخوانية بذات الأسلوب حتى يتم إضعافهما لتثبيت تلك الانقساميات التي يحتاجونها لإدارة مصالحهم في ما كان يُسمى جنوب.

المزيد من مقالات (صالح علي الدويل باراس)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال