> نجيب محمد يابلي
أما سعد فهو سعد زغلول باشا، الزعيم الكاريزمي المصري (1857-1927م)، وقيس هو د. قيس غانم نعمان، الصديق العزيز وابن مدينتي الشيخ عثمان وهذا البلدياتي الذي ارتقى درجات السلم الوظيفي على المستوى الدولي، وتبوأ مناصب رفيعة لدى الأمم المتحدة وبرنامجها الإنمائي في نيويورك وعمل ممثلاً مقيماً في عدد من بلدان العالم.
التقيت د . قيس غانم مؤخراً وأمتعنا في منتدى «الأيام» بعدن ومنتدى «الفقيد اليابلي» في الشيخ عثمان بأحاديث شهية متبلة بأسلوبه وروحه الساخرتين، ومن ضمن الأطباق الشهية كان طبق حوى عرضاً بديعاً عن جمال الطبيعة في جزر هاواي (ولاية أمريكية في المحيط الهادي) وجزر سيشل المحسوبة على إقليم شرق أفريقياً.
ورد في ذلك الطبق الشهي أنه عند نزوله في مطار سيشل، كان آخر الركاب النازلين من الطائرة من المحظوظين لأنه كان الرقم (000،100) في عداد السياح الواصلين إلى سيشل حتى ذلك التاريخ. وجد الراكب المحظوظ نفسه أمام مسؤولين من مكتب السياحة هناك، وأغدقوه بالهدايا والعطايا، لم يجد نفسه أمام خاطفين يقتادونه رهينة ليطلقوا سراحه مقابل فدية بالرقم الفلاني. لم يجد نفسه أمام انتحاريين يمطرونه بالقنابل والرصاص، وإنما وجد نفسه أمام حس سياحي من العيار الثقيل، وهذا هو الذوق وإلا فلا.
الغريب في الأمر أن عدد السياح قد وصل في ذلك العام من أعوام نهاية التسعينات إلى (100) ألف سائح، بينما لم يتجاوز عدد السكان (75) ألف نسمة والمفارقة مريعة: إننا بالملايين من النسمات وحسنا السياحي نائم مع أهل الكهف.
بعد أن فرغت من تناول ذلك الطبق الشهي الذي يفوق طبق الكافيار، مذاقاً وسعراً عادت بي الذاكرة إلى الوراء لتضع سعد زعلول باشا في شاشتها واستفسرت ذاكرتي: وما شأن سعد بقيس؟ أجابت: لقد نفى البريطانيون سعد زغلول وعدداً من زملائه أمثال مصطفى النحاس ومكرم عبيد إلى جزر سيشل، أما د. قيس غانم نعمان فقد دخلها سائحاً.
ثم سألتها: لماذا أقحمت عدن ضلعاً ثالثاً في مثلث المكان؟ أجابت: هل نسيت أن عدن كانت المحطة الثانية لاحتجاز سعد وزملائه الذين وصلوا إليها في 24 يناير،1921م ومكثوا في حصن جبل حديد حتى نهاىة فبراير،1922م حيث غادر سعد مع خادمه الخاص عبدالله أفندي محمود يوم أول مارس، 1922م عائدين إلى القاهرة . أما د . قيس فهو من أبناء عدن.
واجهتها بعد ذلك بالقول: مثلما حصرت المكان في مثلث اسمحي لي بسؤال ثالث. قالت : على الرحب والسعة. قلت : وما شأن القاهرة؟ قالت: القاهرة هي بلد سعد وأما قيس فقد مكث فيها ثلاثة أعوام وتحديداً الأعوام 64/1966م، حيث أنهى الثانوية العامة بامتياز على الرغم من نيله جملة مواضيع في شهادة الثقافة العامة بمستوييها العادي والعالي، وأمضى عامين في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بناء على نصيحة الاستاذ عبدالله فاضل فارع، وكان حينها زائراً للقاهرة.
لله درك ذاكرة تفننت بربط الزمان والمكان والإنسان.
التقيت د . قيس غانم مؤخراً وأمتعنا في منتدى «الأيام» بعدن ومنتدى «الفقيد اليابلي» في الشيخ عثمان بأحاديث شهية متبلة بأسلوبه وروحه الساخرتين، ومن ضمن الأطباق الشهية كان طبق حوى عرضاً بديعاً عن جمال الطبيعة في جزر هاواي (ولاية أمريكية في المحيط الهادي) وجزر سيشل المحسوبة على إقليم شرق أفريقياً.
ورد في ذلك الطبق الشهي أنه عند نزوله في مطار سيشل، كان آخر الركاب النازلين من الطائرة من المحظوظين لأنه كان الرقم (000،100) في عداد السياح الواصلين إلى سيشل حتى ذلك التاريخ. وجد الراكب المحظوظ نفسه أمام مسؤولين من مكتب السياحة هناك، وأغدقوه بالهدايا والعطايا، لم يجد نفسه أمام خاطفين يقتادونه رهينة ليطلقوا سراحه مقابل فدية بالرقم الفلاني. لم يجد نفسه أمام انتحاريين يمطرونه بالقنابل والرصاص، وإنما وجد نفسه أمام حس سياحي من العيار الثقيل، وهذا هو الذوق وإلا فلا.
الغريب في الأمر أن عدد السياح قد وصل في ذلك العام من أعوام نهاية التسعينات إلى (100) ألف سائح، بينما لم يتجاوز عدد السكان (75) ألف نسمة والمفارقة مريعة: إننا بالملايين من النسمات وحسنا السياحي نائم مع أهل الكهف.
بعد أن فرغت من تناول ذلك الطبق الشهي الذي يفوق طبق الكافيار، مذاقاً وسعراً عادت بي الذاكرة إلى الوراء لتضع سعد زعلول باشا في شاشتها واستفسرت ذاكرتي: وما شأن سعد بقيس؟ أجابت: لقد نفى البريطانيون سعد زغلول وعدداً من زملائه أمثال مصطفى النحاس ومكرم عبيد إلى جزر سيشل، أما د. قيس غانم نعمان فقد دخلها سائحاً.
ثم سألتها: لماذا أقحمت عدن ضلعاً ثالثاً في مثلث المكان؟ أجابت: هل نسيت أن عدن كانت المحطة الثانية لاحتجاز سعد وزملائه الذين وصلوا إليها في 24 يناير،1921م ومكثوا في حصن جبل حديد حتى نهاىة فبراير،1922م حيث غادر سعد مع خادمه الخاص عبدالله أفندي محمود يوم أول مارس، 1922م عائدين إلى القاهرة . أما د . قيس فهو من أبناء عدن.
واجهتها بعد ذلك بالقول: مثلما حصرت المكان في مثلث اسمحي لي بسؤال ثالث. قالت : على الرحب والسعة. قلت : وما شأن القاهرة؟ قالت: القاهرة هي بلد سعد وأما قيس فقد مكث فيها ثلاثة أعوام وتحديداً الأعوام 64/1966م، حيث أنهى الثانوية العامة بامتياز على الرغم من نيله جملة مواضيع في شهادة الثقافة العامة بمستوييها العادي والعالي، وأمضى عامين في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بناء على نصيحة الاستاذ عبدالله فاضل فارع، وكان حينها زائراً للقاهرة.
لله درك ذاكرة تفننت بربط الزمان والمكان والإنسان.