> «الأيام» علوي بن سميط :

المزارع باسويد يحصد نجاح تجربته
وصلت مزرعة باسيود ومساحتها 5 أفدنة شمال المطار صرفت له كتعويض ومن أرض غبراء أحالها إلى خضراء، بل إنه جعلها حقل تجارب لأفكاره التي تراوده منذ شبابه، كما ذكر لي، واستطاع خلال السنتين الماضيتين أن يكون صاحب أول حقل لزراعة النخيل بالأنسجة واستطاع بخبرته النجاح فيها، ومع الحديث معه فهمت أنه يحب القراءة في شأن الزراعة والمحاصيل واستطاع وبعد إصرار أن يكون من أوائل المزارعين في تربية صنف القمح الغنيمي وتطويره وطرح كميات كبيرة من انتاجه، إلا أن الأكثر دهشة هو أن يسمع أي مواطن في حضرموت بمن فيهم الاختصاصيون أن تنجح زراعة (الحيدوان) في الأرض كغيره من المحاصيل المعروفة ويعتبر ذلك النجاح قفزة كبيرة في العلوم الزراعية، فسألت المزارع المجتهد هود باسيود، فأجاب: الفكرة جاءت بعد أن شحت الأمطار ولم تعد شجرة الحيدوان تتواجد بكثرة في الجبال والتي يجمع محصولها بتعب لتناثر هذه الشجرة وصعوبة الوصول إليها حيث يجمعها السكان الجبليون والبدو ومحصولها مطلوب عند الحضارم المقيمين أو المغتربين لأنها أساس مهم في تكوين (العصيد) الوجبة المعروفة والمهمة في حضرموت، كما أن الحيدوان يدخل في تركيب الحلوى المعروفة، فجاءت الفكرة أن هذه المادة طالما أصبحت معدومة والحاجة إليها مطلوبة ثم أنها تزرع في المناطق الجبلية أي تنبت من ذاتها وشحة الأمطار، بدأت الفكرة: لماذا لا أزرعها كأي محصول معروف».
ولكن هذه مغامرة فلم يزرع أحد الحيدوان بالري العادي وأنت تعلم ذلك فكيف تم لك النجاح؟
- المغامرة ليست كما تقول ولكن ربما نسبة النجاح قبل التنفيذ قد تبدو متدنية جداً، ولكن بدأت أجمع المعلومات التقليدية في الزراعة بمراقبة النجوم والوقت والمناخ والتربة والأصلح وكمية المياه وبدأت شخصياً أجري الحسابات والقياسات والتجارب منذ 2002 إلى أن وصلت لنجاح امكانية زراعة هذا المحصول في 2003م.

محصول الحيدوان اليابس في المساحة المخصصة لزراعته مما يعني أنه ناضج وجاهز للحصاد
- لا .. يبدأ أخضر وله وقت في جنيه حتى تصبح النبتة كما تشاهد يابسة وعملية جني الحصاد تكون بالبيد وليس بالآلة أو الشريم (المنجل) وبعد الجني يتم فرز حبوب الحيدوان وتنقيتها بالغربال يعني العملية من زراعته حتى حصاده متعبة وهذه أول مرة أحصد انتاجا وفيرا للحيدوان بعد نجاح تجربته وأنتم أول وسيلة إعلام تحضرونها وأعطيكم شرف الاطلاع على التجربة الناجحة، وأنا أتابع «الأيام» وأعلم أنها تتابع الجديد والتجديد والحيدوان اسمه العلمي (برهيفيا).
Boerhaviaelegance
(البرهيفيا) علمياً هو(الحيدوان) الاسم الذي ما يعرف به محلياً وهو من المحاصيل التي ترتفع أسعارها لأن زراعتها كما سبق في أعالي الجبال يجمعها مختصون وعلى أشهر طويلة واليوم وبجرأة لا سابق لها تنجح تجربة مزارع من حضرموت في تطويعها لتصبح محصولاً حقلياً .. ولأنها ارتبطت بالناس فإن كمية من الحيدوان يباع في وادي حضرموت الآن (المصري) وهو قياس للكيل يعادل رطلا أو يزيد قليلاً بسعر 2800-3000 ريال وسعر الكيلو من حبوب الحيدوان المطحونة يصل إلى ستة آلاف ريال أو يزيد، ولكن هل يهبط السعر بعد نجاح زراعته في الحقل، وأن الحاجة له في تزايد؟ لم يؤكد لي أحد بأن انخفاض ربما يحصل إلا أن الأخ المزارع باسيود يؤكد أن الحاجة والطلب لهذه المادة تتجاوز المحلية وتصل الطلبات من دون الخليج المجاورة، وكما نجحت تجربة زراعته بعد تجارب سنوات تحت حرارة الشمس وباجتهادات شخصية وحضور «الأيام» الأسبوع الماضي جني هذا المحصول وتحت حرارة الشمس أيضاً يعتبر نجاحاً للعقول والأفكار التي يحملها عدد من المزارعين ومنهم صاحبنا باسيود، ونجاحاً علمياً بدرجة أولى، فالمساحة التي شاهدناها بكل تأكيد ستعطي محصولا وفيراً وهو ما يحتاج أن يهتم المسؤولون وجهات الاختصاص بهذه الشخصية الزراعية والتي كرمت أيضاً العام الماضي 2004م حيث جاء في شهادة تقدير وقع عليها الأخوان م. حسن عمر سويد وزير الزراعة والأخ عبدالقادر علي هلال، محافظ محافظة حضرموت:
« تم منح هو د عاشور باسيود هذه الشهادة تقديراً لجهوده المبذولة من أجل تحسين وتطوير زراعة النخيل والسدر آملين المزيد من العطاء».
وسبق أن زار مزرعة باسيود المتواضعة مساحة الغنية بتجارب تصل إلى مصاف الباحثين وتضاهي تجارب المزارعين في الدول المتقدمة، فريق من قسم الأصول الوراثية بكلية ناصر للعلوم الزراعية بجامعة عدن، واطلع على بدايات أبحاث هذا المزارع والمؤشرات الأولى لإمكانية نجاح زراعة الحيدوان حيث كتب د. محسن عمر قنزل، المنسق الوطني للأصول الوراثية للنباتات الطبية والعطرية والصناعية بكلية الزراعة بجامعة عدن في المجلة اليمنية للبحوث الزراعية الصادرة في يونيو2003م ص119 عدد (17) :

تنقية المحصول بالغربال يقوم به عامل زراعي