> صنعاء «الأيام» محمد فارع الشيباني:

عبدالقادر باجمال، رئيس الوزراء
وقال: «لسنا في بلد مثل سويسرا ولسنا في بلد ليس فيه نظام ولا قانون، عندنا الساحة كافية لكي نتحاور حولها ومن داخلها وبهدوء تام، أما أولئك الذين استرخصوا أنفسهم فقد قلت فيهم، من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام.. أولئك هم الذين قالوا فلنستعن بالخارج.. فلا الداخل ولا النازل ولا الطالع، أقول لهم بكل وضوح: اقرأوا خطاب كونداليزا رايس أمس».
وتطرق الأخ باجمال الى موضوع تقرير حقوق الإنسان فقال: «سعدنا نحن كحكومة للجمهورية اليمنية بهذا التقرير الأول من نوعه في تاريخ الجمهورية اليمنية، بل في تاريخ اليمن الحديث بصورة عامة منذ الثورة اليمنية المباركة، وهو تقرير لو طلب من أية حكومة قبل الوحدة ان تضعه لثارت ثائرة الدنيا ولن تقعد، ولقد قيل هذا الكلام حينها وكنا محتاجين لتقرير من مثل هذا ونحن في سجون عدن».
وأوضح قائلا: «أحدثكم وأنا خريج سجون سابق من تجربة عشتها وكنت حينها ما أحوجنا لهذا الكتاب او لمثل هذا التقرير، وقد يلتبس على البعض منكم أننا لا نحتاج الى تقرير إنما الى تحقيق مع وزير الداخلية ومع النائب العام، ومع فلان وفلان ، هكذا هي عقلية المؤامرة التي نريد ان نصوغها ونريد ان نرفضها أيضا عن عقول بعض الآخرين.. في البدء تكون هكذا.. تكون الكلمة في البدء نريد ان نؤصل معاني حقوق الإنسان ونريد ان نغرسها ثقافة في عقول جميع الناس قبل ان نصطرع على شيء لم ندركه بعد قبل ان نتجادل على شيء لم يتبين لنا بعد وقبل ان نختلف على شيء لم نفرزه فرزا صحيحا حقا وواقعا».
وأضاف: «للأسف فإننا نريد كما أراد البعض وفشل، نريد أن نحرق المراحل في مفاهيم حقوق الإنسان كما حرقنا المراحل في مفاهيم التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. أولئك الذين أودوا بحياتنا الى مآس كثيرة بسبب حرق المراحل، الآن يريدوننا أيضا أن نحرق مراحل مفاهيم وخطوات ورؤى حقوق الإنسان في المجتمع المدني، وهذا ينبغي أن نصده عنا جميعا، لأننا نريد أن نلتزم بخطاب سياسي تجاه قضايا الإنسان وليس بخطاب انتهازي أو خطاب فوضوي».

جانب من الحضور
وكعادته أورد باجمال طرفة ذكرها الكاتب (رسول حمزاتوف) في كتابه «داغستان بلدي»، ألمح من خلالها الى الأوضاع التي سادت في بلاده إبان الاحتلال الروسي لها وهي تتعلق بحق الاحتفاظ بالهوية والاسم، وكيف ان الوجوه في بلده كانت أغلبيتها تحمل أسماء روسية مثل فلاديمير، اليتش، لينين وغيره، وكان السلئق الذي يعمل معهم اسمه محمد حسن، وكيف حاول هذا السائق ان يغير اسمه الى اسم روسي ولكن والده وقف أمامه وقال له، اذا أردت ان تغير اسمك فأنت حر، ولكن لن اسمح ان تغير اسمي، فإنه سيبقى (حسن).. وقد علق أحد الحاضرين على هذه الطرفة ساخرا بقوله: اذن يجب على من يحمل اسم هيثم أو غازي أو عبدربه أن يغيره الى (عزي) أو (جمال) أو (فخري).
وكانت الأخت أمة العليم السوسوة، وزيرة حقوق الإنسان قد ألقت قبل ذلك كلمة قصيرة رحبت بالحاضرين، مشيرة الى ان هذا التقرير سيكون عادة سنوية للوزارة، وشكرت جميع الذين ساهموا في وضع التقرير من مسئولين في الحكومة وممثلين للمجتمع المدني.
حضر الحفل عدد كبير من رجال السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وجمع كبير من رجال الصحافة والإعلام.