> «الأيام الرياضي» محمد بن عبدات:

يطرح من حين إلى آخر بعض الإعلاميين المعنيين لدوري الثانية لكرة القدم، ومعهم كثير من الجماهير الرياضية وخاصة في الوادي، تسأولاً دائماً حول المستوى المتقلب الذي يظهر عليه فريق سلام الغرفة في كل موسم، حيث تشاهده في دور الذهاب قوياً ويتصدر دون عناء الترتيب، إلا أنه فيما بعد يبدأ بالعد التنازلي حيث تجده بعيداً كل البعد عن المنافسة وتكرر ذلك بالذات في الثلاثة المواسم الأخيرة، باستثناء أول موسم صعد فيه الفريق للدرجة الثانية، الذي قاده حينها تدريبياً الكابتن محمد حسن البعداني، المدرب الذي فرض شخصيته منذ البداية، برغم الظروف التي واجهته في المباريات الأولى، حيث لم يستمع أو يتراخى لتيار الشللية والنظرة الضيقة سواء من المحيطين بالجهاز التدريبي أو في الإدارة نفسها، التي تنفذ السياسة التي تملى عليها من هؤلاء دون جدال، كون الرغبة والعاطفة كانت تغلب على أصحاب القرار في تلك الإدارة، وحتى لا نبعد كثيراً عن موضوعنا نقف أمام التساؤل السابق الذي أصاب الجماهير الرياضية بحيرة، ولهم العذر في ذلك كونهم بعيدين عن بواطن الأمور ولا يعلمون أن هناك وجوهاً محسوبة على الرياضة تبدأ مع كل موسم بتنفيذ أساليب غير مرغوب فيها تجاه المدرب والإدارة معاً، وذلك من خلال سعيهم جاهدين دون أن يلعب هذا اللاعب وذاك، خاصة عندما يعاني الفريق في بعض مراحل الدوري من إصابة بعض اللاعبين أو غير ذلك من الظروف التي تفرض نفسها أحياناً على اللاعب بقوة، وبالتالي يحاول هؤلاء فرض لاعبين دون المستوى في موقع اللاعب المصاب أو الموقوف لعل وعسى أن يأخذ هذا اللاعب المحبب إليهم فرصته، برغم معرفتهم بقدرات كثير من اللاعبين الاحتياطيين التي تتفوق بشكل واضح على الإمكانيات الهزيلة لمن يدفعون بهم، إلا أن مشكلة هؤلاء اللاعبين الجيدين أنهم غير مرغوب فيهم، لهذا تعلن عليهم الحرب مبكرا خوفا من أن يتحصلوا على فرصة تتيح لهم حجز مكان أساس في التشكيلة الزرقاء، وذلك من خلال التقليل من شأنهم وخاصة أمام المدرب الذي يجد نفسه محاصراً بكلام متطابق ومتوازن حول مستواهم، بل يصل بهم الأمر أحياناً إلى أن يقولوا إن هؤلاء اللاعبين ليس لديهم حماس وإنهم مازالوا صغاراً، والدرجة الثانية كبيرة عليهم، برغم أن أغلبهم تعدى العشرين من عمره .. المهم يحاولون بشتى الطرق فرض ذلك على المدرب، وخاصة من خلال المحيطين بالجهاز التدريبي ومن يهمه الأمر من أعضاء الهيئة الإدارية، ولهذا يفشل النادي في إيجاد البديل، رغم أنه موجود بكثرة، ومن هنا تتراجع النتائج من مباراة إلى أخرى حتى يفقد الفريق أمل التنافس تماماً بل يصل به الأمر أحياناً إلى الهرب من شبح الهبوط كما حصل في الموسم الماضي.

وبما أن هناك قاعدة ممتاز للعبة كرة القدم بالنادي، حيث حصل فريق الشباب على بطولة أندية الوادي هذا العام وفاز الفريق الرديف (الصف الثاني) بأكثر من بطولة كان آخرها الوصول إلى المباراة النهائية لدوري 22 مايو متخطياً فرقاً غير عادية على مستوى الوادي، خاضت الدوري بطاقمها الأساسي، ولكن للأسف وبرغم كل ذلك لم يستفد النادي من هؤلاء الشباب الجيدين لهذه الأسباب، لدرجة أن البعض منهم هجر الكرة تماماً عندما وجد نفسه محارباً ولم يجد له مكاناً أو فرصة إلا إذا كان اللاعب مثلما أوضحنا في السطور السابقة قريباً من العين والقلب.. وبهذا أعتقد أن الأمور تجلت بصورة واضحة للإجابة على تلك التساؤلات.أما ما يجعلني عزيزي القارئ أسطر كلمات هذا الموضوع هو لفت الانتباه ليس إلا للإدارة الحالية، التي يتصدر فريقها مجموعته حالياً، خاصة وأن فيها أشخاصاً تهمهم المصلحة العامة، وكذلك هي همسة في أذن المدرب مكيش حتى لا توضع عليه فيما بعد بعض علامات الاستفهام، خاصة وأن اللوبي المشار إليه بدأ يتحرك بنفس الاسلوب المتخذ من قبله في كل موسم. أملي كبير أن يتفهم كل الخيرين من محبي وعشاق النادي هذا الوضع بالوقوف بحزم أمام تلك التصرفات التي تضر بالنادي وسمعته وتفقده مكانة ممتازة.

وفي الأخير أتمنى من كل قلبي ألا يتعرض الفريق الأزرق هذه المرة لشيء من ذلك حتى يحقق أحلام لاعبيه وجماهيره الوفيه والله من وراء القصد.