> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

مدرسة الرحمن وأعمال التوسع بها
وعند هذه النقطة الحرجة تدخل رجال الأمن في الوقت المناسب وقاموا بانتزاع الجنبية من الشخص المهاجم وعملوا على تحريزها.. ليمنعوا بذلك كارثة حقيقية كادت تقع داخل حرم جامع الرحمن المجاور للمدرسة.

ياسر اليماني يظهر الجنبية التي حاول أحد المدرسين الهجوم بها عليه
وفي مسرح تلك الوقائع أجرى مندوب «الأيام» استطلاعا لآراء الأطراف كافة.
عبدالوهاب السموي، مدرس بالمدرسة قال: «القضية ليست قضية إشراف وإنما قضية استيلاء وإغلاق كما حدث بمدرسة غزوة بدر، وهذا هو خوفنا من توقيع المحاضر، فنحن نرحب بالإشراف، لكن القضية هي قضية (استئصال) واغلاق وتهميش للمدرسة وللكادر الوظيفي فيها، وبشكل عام هذه المدرسة مفتوحة للجميع، فلدينا المناهج الحكومية والبرامج الصيفية أيضا.. فكيف تكون هذه المدارس مثيرة للفتنة؟! فالفتنة في رأينا هي في الاستحواذ واستئصال الآخرين».

من اليسار: مدير المدرسة عبدالوهاب السموي وإلى جانبه عبدالعزيز السماطي مدير أمن المنطقة
واضاف قائلا: «في ضوء ذلك قمنا بالنزول الى المدرسة وقابلنا الأخ عبدالوهاب السموي، مدير المدرسة الذي ابلغنا رفضه التوقيع على المحاضر معللا ذلك بأنه تلقى اتصالا من الشيخ محمد الحزمي، عضو مجلس النواب بمنعه من ذلك».
الدولة تلاحقنا بدلا من ملاحقة الحوثيين
وليد صلاح الحزمي (شقيق الشيخ الحزمي) قال: «نحن يا أخي أصبحنا لا ندري ما هو الوضع الحاصل، وما الذي يحدث في هذه الأيام؟ وبدلا من ملاحقة الحوثيين اصبحت الدولة تلاحقنا نحن الحلفاء الذين نخدم معها وفي نفس الخندق لمحاربة أعداء الوطن».

يمين: مدير التحفيظ بوزارة الأوقاف ونائب مدير التحفيظ بتربية الأمانة
لماذا هم متخوفون؟!
خالد الغيل، الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية الوحدة قال: «لماذا كل هذا الخوف؟ لماذا لا يريدون التوقيع على المحاضر؟ فليس هناك ما يستدعي حدوث هذا التوتر من قبلهم طالما ان الدولة تلتزم بالاحتفاظ بالمدرسة وكادرها وطلابها وستقوم وزارة الأوقاف والإرشاد بالإشراف عليها.. لماذا يحاولون اثارة فتنة؟ ان كل ذلك يوحي ان في الأمر شيئا يخفونه».
وأضاف قائلا: «تصور لقد وجدنا نموذج استمارة قبول لطلاب صف أول من صفحتين تحتوي على أسئلة ذات طابع نفسي لا استطيع أنا أن اجيب عليها، وهذا دليل على وجود شيء معين مجهول وتعبئة خاطئة للطلاب.
الأمر الآخر هو أن صاحب المدرسة عضو في مجلس النواب أعلى سلطة تشريعية في البلاد، كيف له وهو بهذا الموقع ان يرفض قرارا صادرا من مجلس الوزراء وبتوجيه من رئيس الجمهورية، مستغلا منصبه وعصابته التي شكلها داخل المسجد.. لماذا لا يواجه ويأتي بنفسه بدلا من التنفيذ والأمر عبر جهاز الهاتف الجوال؟
ثم إن تكاليف بناء هذه المدرسة من أين جاءت؟ ألم تأت من تبرعات المواطنين المقدمة للجوامع؟ علما أننا عند البدء ببناء المدرسة أتينا اليه حيث أبلغنا ان ما يجري هو توسعة للمصلين في الجامع، واذا بذلك يتحول الى مدرسة تقوم بممارسة نشاطات تسمى بالدفاع عن النفس والتعبئة الخاطئة للأطفال.. وكل ذلك يجري فيها باسم الدين».
لجئوا الى الاستفزاز لاختلاق مشكلة
ياسر اليماني، مدير عام مديرية الوحدة قال: «هذه المدرسة من (10) مدارس في مديرية الوحدة فقط، وهي غير خاضعة للإشراف من قبل وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والإرشاد، وكجهة منفذة سنعمل بالتوجيهات وبأي طريقة كانت.
ان ما حدث اليوم من تهجم علي ورميي بهاتف، ولولا انني تمسكت بالحكمة لكانت حدثت كارثة، لأنهم أرادوا استفزازنا بأي طريقة ليستغلوها كفرصة لإثارة مشكلة، ولكنني عندما رأيت (الجنبية) تخرج عرفت ان الأمر استفزازي لذلك أمرت بانسحاب جميع العناصر من داخل حرم المسجد والمدرسة وحاولنا معهم بالحوار، الا ان الاتصالات الهاتفية التي كانت تصل الى ادارة المدرسة من الشيخ محمد الحزمي، عضو مجلس النواب قد حملت اليهم اوامر واضحة تقضي بعدم التوقيع، في وقت يقوم الشيخ نفسه بالتصريح بأنه يرغب بالتوقيع، وفي هذا مغالطة تكشف عن انهم يخفون أمرا ما نجهله».
المدرسة عبارة عن ثكنة عسكرية
ومضى اليماني متسائلا: «لماذا منعوا اللجنة من دخول المدرسة؟ أليس لأنهم لا يريدون ان يكشف أمرها كونها ثكنة عسكرية؟
ان ما يدل على موقفهم هذا حالة التعصب والهيجان والخوف التي يبدونها تجاه انتقال الإدارة والإشراف على المدرسة الى كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والإرشاد.
لقد كان ردهم واضحا وصريحا وهو رفضهم القاطع للخضوع لأي إشراف على المدرسة من قبل الدولة، مؤكدين بمواقفهم تلك ممارستهم للتطرف والتعبئة الخاطئة للطلاب، وهذا لن يتم التساهل فيه مع أي طرف كان لكونه يشكل خطرا على الوطن وافراده.
لقد لمسنا اليوم انهم قاموا بدس عناصر جرى اخفاؤها في اماكن فوقنا، ما كشف لنا ان هناك أمرا خطيرا يدبرونه.. لهذا من المؤسف القول، انه اذا كان عضو في مجلس النواب أعلى سلطة تشريعية في البلاد يقف في وجه الدولة، من بعد ذلك سيطبق القانون ومن سيحترم مصلحة الوطن؟».
ما خفي هو الأعظم!!
وأضاف اليماني قائلا: «ان ما يجري في المدرسة هو في الظاهر مجرد ديكور، أما في الباطن فهم يمارسون التطرف والتعبئة الخاطئة المضرة بالوطن.
لقد قاموا بعد الصلاة بالقاء خطبة في المسجد هادفين الى تعبئة الناس، كما قاموا باستخدام الأطفال كدروع بشرية أمام المدرسة كي لا يدخلها أحد.
وإنني هنا أؤكد أننا بالصبر والحكمة لازلنا نتعامل معهم بلغة الحوار ولن نذهب الى ما يصبون اليه وهو اثارة فتنة واستخدام القوة، وأدعوهم للتقيد بالتوجيهات والقرارات وليس من حق أي شخص مهما كان موقعه ممارسة نشاطات تضر بالمصلحة والوحدة الوطنية وتعبئة الأطفال بأفكار متطرفة خاطئة باسم الدين».