> لوكسمبورج «الأيام» د.ب.أ :

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان
تسبب استمرار اختلاف الاتحاد الاوروبي حول شروط انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي في تأجيل بداية مفاوضات العضوية التاريخية مع أنقرة والتي كان من مقرر لها الخامسة من مساء امس الاثنين.
ل
كن دبلوماسيين قالوا إن وزير الخارجية التركي عبد الله جول لا يزال بامكانه الذهاب إلى لوكسمبورج في وقت لاحق من اليوم أو في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء لبدء المحادثات.

وقال دبلوماسي بالاتحاد الاوروبي لوكالة الانباء الالمانية "انقضى موعد الخامسة مساء (15 بتوقيت جرينيتش) لكن اليوم ما يزال ممكنا (لبدء المحادثات)" فيما يبذل فيه الوزراء محاولات اللحظة الاخيرة للتوصل إلى اتفاق حول شروط بدء مفاوضات العضوية مع تركيا.

وأوضح دبلوماسي بريطاني فيما عقد فيه الوزراء جولة أخرى من المحادثات الثنائية لمحاولة إقناع النمسا إسقاط طلبها بحصول أنقرة على شراكة تفضيلية بدلا من العضوية الكاملة "لقد اقتربنا بشدة (من التوصل لاتفاق) لكننا لم نتوصل بعد...سنستمر في المحاولة".

وفيما يبدو تخفيفا في موقف فيينا المبدئي المتشدد قالت وزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلاسنيك للصحفيين إن هدف الانضمام "لا يمكن التشكيك فيه".

غير أن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي يستضيف محادثات الازمة يواصل مناورات صعبة ومن بينها الاتصال بالدول الاربع والعشرين الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لكنه كذلك على اتصال هاتفي دائم مع جول في أنقرة.

وتردد كذلك أن سترو الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي على اتصال بوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس. وتضغط واشنطن منذ فترة طويلة على الاتحاد الاوروبي لفتح أبوابه لتركيا.

كان سترو الذي بدا عليه التعب أعرب للصحفيين عن عدم تأكده من أن محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي ستبدأ في الموعد المقرر لها.

وقال سترو "نحن في مرحلة صعبة في هذه المفاوضات..لا يمكنني القول ماذا ستكون النتيجة" مضيفا أنه في الوقت الذي ما يزال يأمل فيه التوصل لاتفاق " فان ذلك ليس مؤكدا قطعا".

لكن فيما تواصلت المحادثات حذر بعض وزراء الاتحاد إن المصداقية الدولية للاتحاد الاوروبي في خطر.

وحذر وزير خارجية لاتفيا أرتيس بابريكس إن تقاعس الاتحاد الاوروبي في فتح أبوابه لتركيا ذات الاغلبية المسلمة فانه يتخلى بذلك عن آماله في أن يصبح لاعبا على الساحة الدولية.

وقال بابريكس لوكالة الانباء الالمانية إن الاتحاد الاوروبي سيصبح "نادي الدول الفاشلة".

وحذر بابريكس بقوله "بعض شركائنا يتسمون بتصرفات طفولية قليلا" مضيفا إن مفاوضات العضوية لا يمكن أن تبدأ دون إشارة واضحة من أن انضمام تركيا هو الهدف النهائي منها.

وقال منسق الشئون الامنية والخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي أثار مخاوف مشابهة من أن عدم بدء مفاوضات العضوية مع تركيا كما وعدها الاتحاد في الموعد المقرر سيكون له عواقب "وخيمة".

وأكد دبلوماسيون إن الضغوط التي تمارسها دول أخرى في الاتحاد إضافة إلى تركيا التي قالت إنها لن تتفاوض الا جرى تحديد العضوية على أنها الهدف المقرر من المحادثات أدت إلى تخفيف فيينا لموقفها المعارض للاشارة إلى أن هدف انضمام تركيا هو الهدف الاخير من المفاوضات.

لكنهم قالوا إن النمسا ما تزال تطالب بوضع الاتحاد الاوروبي لخطوط متشددة للمفاوضات التي من شأنها أن تحد من تنفيذ الاتحاد الاوروبي وعده تركيا بمنحها عضوية كاملة وذلك في إشارة إلى شروط الانضام المتشددة.

كما تطالب فيينا بأن يحتوي نص التفاوض على إشارة إلى المشكلات التي قد يواجهها الاتحاد الاوروبي من استيعاب أعضاء جدد.

كان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الذي عكس المزاج المتجهم الذي يسود أروقة الاتحاد الاوروبي قال أنه يتعين على حكومات الاتحاد الاوروبي الالتزام بالتعهد الذي قطعته في كانون الاول/ديسمبر الماضي بمنح تركيا العضوية الكاملة.

وقال فيشر إن التوصل إلى "اتفاق هو مسألة إرادة سياسية" مشيرا إلى أن الوزراء يبذلون كل ما بوسعهم لضمان حضور وزير الخارجية التركي عبد الله جول لبدء مفاوضات الانضمام رسميا.

وفي أنقرة قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان "الاتحاد الاوروبي يحتاج إلى تركيا على الاقل بقدر حاجتها إليه".

من ناحية أخرى أرجأ سترو المحادثات المقررة حول كرواتيا مع كارلا ديل بونتي رئيس فريق الادعاء في محكمة جرائم الحرب الدولية انتظارا لاتخاذ قرار حول تركيا.

وألغت الحكومات الاوروبية بداية مفاوضات العضوية مع كرواتيا في 17 آذار/مارس الماضي في أعقاب تقرير يفيد أن ديل بونتي انتقدت زغرب لفشلها في تسليم أنتي جوتوفينا المشتبه في ارتكابه جرائم حرب الى المحكمة بلاهاي.

وتصر النمسا على ضرورة الموافقة على موعد لبدء محادثات الانضمام مع كرواتيا قبل فتح المفاوضات مع تركيا.