> «الأيام» نبيل مصطفى مهدي:

اختتمت كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن يوم الاربعاء الماضي 28/12/2005م أعمال مؤتمرها الطبي اليمني الكوبي الدولي والذي تزامن انعقاده مع احتفال الكلية بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسها وثلاثين عاماً على مرور علاقة التعاون العلمي والتعليمي اليمني الكوبي الذي حمل الكثير من المعاني الهامة وسطر له التاريخ بأحرف من نور ذكريات مليئة بالكفاح في التحصيل العلمي والتعليمي ونجاحات وتطورات وتقدماً صنعها القائمون عليها من السابقين والجدد أكانوا في عمادة الكلية أو أعضاء هيئة التدريس أو طلاباً وطالبات، فرغم شحة الإمكانيات والصعوبات التي كانت تواجه تأسيس الكلية عام 1975م واستمراريتها بذل القائمون عليها - مدرسين يمنيين وكوبيين من ذوي الكفاءة العلمية الرفيعة وطلاباً وطالبات - كل جهدهم آنذاك من أجل التحصيل العلمي في المجال الطبي، حيث أن افتتاح كلية الطب آنذاك كان بالنسبة لهم حلماً وعندما تحقق الحلم تشبثوا به بكل ما أوتوا من قوة، وبعزيمة وتصميم وإرادة قوية أكملوا مشوارهم العلمي واليوم أصبحوا من أعلامها رؤساء أقسام علمية وأعضاء هيئة تعليمية في الكلية في بعض المستشفيات ووزارة الصحة العامة وغير ذلك من المرافق الطبية.

وعلى هامش انعقاد المؤتمر الطبي اليمني الكوبي التقينا عدداً من خريجي الدفعات الأولى بالكلية هم اليوم أعضاء في هيئتها التدريسية، وبين الأمس واليوم أجمعوا وبتنهيدة مشتركة: لا تذكرونا بالماضي الصعب.. بل اجعلونا نعيش فرحة ما وصلت إليه الكلية اليوم.. فإلى أحاديثهم.

< د. سوسن محمد باخبيرة، دكتوراه في امراض الدم الاكلينيكية:

كان حلم دراسة الطب يراودنا جميعاً منذ البدايات الأولى، ولكن كانت احلامنا تصطدم بقلة الامكانيات وشحة المنح المقدمة لدولة نامية كاليمن. وما إن فتحت الكلية أبوابها حتى هرع إليها الطلاب آملين التزود بالعلم للوصول إلى أسمى المهن الإنسانية.. بدأت كليتنا صغيرة في تكوينها محدودة بإمكانياتها، ولكنها كبيرة بعطائها وغنية بطاقمها التدريسي والتأسيسي، الذي تشكل من خيرة البروفيسورات الكوبيين والمدرسين اليمنيين المؤسسين لهذا الصرح، وقد كان لعطائهم اللا متناهي أثرٌ كبير على المتلقين من الطلاب الذين بادلوا هذا العطاء العلمي اللا محدود بنتائج ايجابية ومثمرة ونشاط طلابي تميزت به الكلية بإقامة الندوات العلمية السنوية والمعارف الطبية والنشاط الرياضي والترفيهي.. تميز خريجو هذه الكلية من الدفع الأولى بالجد والاجتهاد والمثابرة لكي يكونوا على مستوى المسؤولية.

واليوم وهي تطفئ الشمعة الثلاثين من عمرها المديد أصبحت كليتنا من الكليات الرائدة وذات السمعة المشرفة في الوطن العربي وأحد المعالم الأكاديمية، كما أنها بعد أن كانت محصورة على الطب البشري اشتملت على تخصصات أخرى كالصيدلة والأسنان، وشمل التوسع العمراني توسعاً في الطاقة الاستيعابية إذ أصبحت ترفد كل محافظات الجمهورية بالأطباء الممتازين ذوي المهارات العلمية والعملية العالية.

وفي الأخير نتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في التأسيس والنهوض بهذا الصرح العلمي والمتميز، ونقول لهم شكراً لكل ما بذلوه ويبذلونه، ولتستمر كليتنا منبراً ينير طريقنا وقبساً نستمد منه عطاءنا ونغني منه مداركنا العلمية، ورافداً من روافد العطاء في عدن الحبيبة واليمن الأم.

< د. أيمان النقيب، مدرسة بكلية الطب قسم أمراض النساء والتوليد:

منذ ثلاثين عاماً وبالذات في عام 1975م، برز إلى الواقع حلم كان يعتبر تحقيقه من رابع المستحيلات.

ولكنه تحقق بفضل الإرادة القوية من قبل القادة السياسيين والقادة في وزارة الصحة وكذلك القادة في الجامعة، الذين قرروا أن تكون كلية الطب فكانت.

وتحقق الحلم بفضل العلاقة الحميمة مع الدولة الأممية كوبا ممثلة بزعيمها الأممي فيدل كاسترو، والتي دعمت كلية الطب بأفضل ما لديها من بروفسورات وفي مختلف التخصصات ليساهموا في تأسيس الكلية وفي تدريس طلابها. كذلك قامت كوبا بتدريب الهيئة التعليمية اليمنية المساعدة.

وقد كانت البداية صعبة، ولكن مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فبدأت الكلية بإمكانيات متواضعة بل ومتواضعة جداً.. ولكن بفضل إصرار قيادة الجامعة وكذلك الكلية ممثلة بعميدها د. عبدالله سعيد حطاب، وبفضل صبر وتحمل طلابها فقد نفذت الكلية خططها وانتقلت بثبات من سنة إلى أخرى مستقبلة دفعة بعد أخرى متخطية كل الصعاب، وأصبحت اليوم تستقبل العديد من الطلاب من خارج اليمن سواء أكانوا يمنيين مهاجرين أو طلابا عربا من الدول العربية الشقيقة الذين جاؤوا يتلقون العلم في كلية الطب بجامعة عدن، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على السمعة الطيبة التي تتمتع بها كلية الطب. كذلك أصبحت تقوم بعقد دورات في الدراسات العليا ليتأهل الأطباء محلياً.

ومن ثمار النجاح لهذه الكلية على مدى الثلاثين عاما الماضية أنه تم تخريج العديد من أطباء العموم أو الاختصاصيين في مختلف التخصصات، والذين أصبحوا يعملون ليس فقط في اليمن ولكن كذلك في دول الخليج الشقيقة. إضافة إلى تبوئهم العديد من المناصب القيادية سواء في الكلية أو مكاتب الصحة.

وكوني من خريجات الدفعة الأولى 1982م فإنني أتقدم بجزيل شكري وتقديري وجل امتناني لكل من ساهم في تأسيس هذه الكلية. وإنني أتوسل من العلي القدير الرحمة والمغفرة للمتوفين منهم سواء على مستوى القيادة السياسية أو قيادة وزارة الصحة والجامعة.

وكما نعرف فإن هذا النجاح الذي حققته الكلية ما هو إلا حصيلة جهد كل من تحمل على عاتقه المسؤولية في إدارة الجامعة أو في إدارة الكلية على مدى فترات مختلفة.

وفي هذه المناسبة (مرور ثلاثين عام على تأسيس الكلية) أهنئ جميع الطاقم العامل في جامعة عدن ممثلة برئيسها د. عبدالكريم يحيى راصع، الذي يبذل قصارى جهده بإدخال كل جديد على العملية التعليمية للنهوض بها إلى الأفضل، وكذلك جميع الطاقم العامل في كلية الطب ممثلا بالدكتور عبدالله سعيد حطاب، الذي كان له الفضل في ثبات كلية الطب لما يتمتع به من جدية وصبر في تحمل الصعاب.

كذلك أهنئ جميع الطاقم العامل في مكتب الصحة بعدن ممثلا بالدكتور الخضر ناصر لصور لتعاونه في تسهيل مهام كلية الطب من خلال تسهيل مهمة تدريب الطلاب في جميع المرافق الصحية.

وفقنا الله جميعاً إلى عمل الخير .

< د. جمال إسماعيل خدابخش: اُنشئت كلية الطب بقرار سياسي للحاجة الماسة في البلد لأطباء وطنييين بدلاً من الأطباء المستوردين، وتم التحاقنا بهذه الكلية ضمن الدفعة الثانية، وكان واقع الكلية آنذاك بسيطاً جداً لا يمتلك أبسط المقومات لدراسة الطب مثل مبنى كلية مستقل أو صفوف دراسية، وكان يفتقر للأدوات والوسائل الحديثة التي يفترض أن تكون موجودة، ولكن بفضل الجهود والمثابرة من قيادات الكلية ممثلة بعميدها أ. د. سعيد عبدالله حطاب ووزارة التعليم العالي في تلك الحقبة وجهود وإصرار الطلاب بالمثابرة والاجتهاد الشخصي، تم التحصيل العلمي بالشكل المطلوب بمساعدة الأساتذة الكوبيين الذين بذلوا جهوداً جبارة لاستمرارية التعليم الطبي والنهوض بالكلية إلى مستوى عال من العلم والمعرفة.

حالياً بعد مرور 30 عاماً اصبحت كلية الطب راسخة جذورها بشكل صلب، وهي تمتلك كافة المقومات الدراسية مقارنة بالماضي، إلا أنه لا يوجد تنسيق بين المستشفيات التعليمية والجامعة ممثلة بكلية الطب، مما أدى إلى تدني مستوى التحصيل العلمي والتدريب العملي مقارنة بأيام دراستنا في بداية الثمانينات.

وتعتبر الدفع الاولى من خريجي كلية الطب من الدفع الجيدة وهي الآن تتبوأ مناصب قيادية في الجامعة وفي كلية الطب ووزارة الصحة العامة.. نتمنى للكلية التطور والنجاح بقيادة عميدها المؤسس والحالي أ.د. سعيد حطاب ورئيس الجامعة أ.د. عبدالكريم يحيى راصع، وأن تشهد نقلة نوعية نقلة نوعية متميزة ترفد الوطن بأطباء مؤهلين علمياً وعملياً.

< د. صالح سلمان باصالح، رئيس قسم العيون بكلية الطب والعلوم الصحية:

في العام 1975م بدأت في الدراسة بكلية الطب في خورمكسر في مباني كلية التربية ومختبراتها، ورغم شحة الامكانات إلا أن الحماس لدى عمادة الكلية وهيئة التدريس الوطنية والأساتذة الكوبيين وكذلك الرغبة الصادقة لدى الدفعة في التعليم، جعلتنا نجتاز الكثير من الصعاب خاصة مشكلة اللغة الإنجليزية ونقل المادة العلمية، حيث كان المنهج في السنة الاولى في الاحياء والكيمياء والفيزياء لأهم كتب الجامعات العالمية في هذه المواد، وبالتالي تتطلب جهدا مضاعفا، وسارت السنة الأولى، وتتواصل بعد ذلك السنوات، وتتخرج الدفعة الأولى في العام 1982م ورغم ما شهده الوطن خلال تلك الفترة من مآسٍ سياسية إلا أن ذلك لم يكن يعيق العملية التعليمية وإن كان أثر على الجوانب الاجتماعية والسياسية الاخرى للوطن. ومع سير المشوار وتخرج عدة دفعات من الكلية وتحسن الامكانات من ناحية المبنى والمختبرات وزيادة أعداد هيئة التدريس وتوسع الكلية سواء في افتتاح فروع أخرى أو تخرج عدة تخصصات في الدراسات العليا .. كل ذلك يدل على هذا الاصرار الذي حمله الجيل الاول من الرواد الاساتذة. نأمل أن نواصل الكلية عطاءها مستقبلاً ومزيداً من النجاح في كافة الأهداف التي حددتها.

< د. فائزة صالح الكعكي، أستاذ مساعد كلية الطب والعلوم الصحية جامعة عدن، دكتوراه في العلوم المورفولوجية تخصص علم الأجنة، خريجة الدفعة الثالثة من كلية الطب: «التحقت بكلية الطب سنة 1977م في الوقت الذي كانت كلية الطب في بداية عهدها، ولم يمض على تأسيسها سوى عامان، بمبنى متواضع، وقاعات صغيرة، ومختبرات بسيطة في إمكانياتها وكبيرة في عطائها، واستطاعت هذه الكلية أن تضع بصماتها العلمية والعملية بعطاء سخي من أساتذة يمنيين بمساعدة أساتذة كوبيين في أرقى جامعات دولة كوبا الصديقة، والذين يشكلون عماد الكلية لعشرات السنين ومازالوا إلى يومنا هذا. هذه العوامل توفرت مع وجود طلبة كلهم حماس وإصرار على المضي في الاستفادة المتوفرة في ذلك الوقت من دراستهم الاكاديمية في الطب وخدمة وطنهم.

وها قد تخرجنا من هذه الكلية منذ زمن وكلنا فخر أننا من خريجي هذه الكلية العريقة التي تعتبر أول كلية طب في الجزيرة العربية».

< د. نزية محمد باحميد، أستاذ مساعد الأمراض الباطنية في الكلية:

بمناسبة حلول الذكرى الثلاثين لتأسيس كلية الطب جامعة عدن وانعقاد المؤتمر اليمني الكوبي الدولي المنعقد حالياً في كلية الطب، ولكوني أحد خريجي الدفعة الأولى لكلية الطب -جامعة عدن عام 82م أتقدم بالتهاني القلبية بحلول هذه المناسبة في البدء لرئاسة جامعة عدن الممثلة بالأستاذ د. عبدالكريم يحيى راصع، رئيس جامعة عدن وعمادة كلية الطب وجميع الزملاء في هيئة التدريس والتدريس المساعدة والعاملين في الكلية وأبناءنا طلاب الكلية.وأود بهذه المناسبة الإشادة بجهود جميع من ساهم في إنشاء وتطوير هذه الكلية من الأساتذة الكوبيين وكل الكوادر اليمنية في مراحلها المختلفة ،والذين نكن لهم كل العرفان والجميل.

إن ما شهدته كلية الطب جامعة عدن خلال هذه الفترة من تطور وتوسع في العديد من أقسامها وفتح مجال الدراسات العليا وما يعتمل فيها حالياً من عملية تقيم لهذه التجربة وتطوير وتقيم مناهج الدراسة فيها لهو منجز نعتز به جميعاً.

أتمنى من جميع زملائي في هيئة التدريس والتدريس المساعدة بذل المزيد من الجهود لتحسين وتطوير عملية التدريس في الكلية، وذلك لمواكبة التطور السريع الحاصل في إطار التعليم الطبي وأرجو من أبنائنا طلاب الكلية تسخير كل الجهود والوقت للاستفادة التامة من الفرص المتاحة لهم للدراسة والتطبيق..

< مدرس دكتور وائل القاهري، ماجستير باثولوجيا إكلينيكية: يسير برنامج الدراسات العليا في الكلية بصورة أفضل مما بدأت عليه، فهناك العديد من المراجع والمجلات الطبية العالمية متوفرة في مكتبة الكلية، كما يتوفر لطلاب الدراسات العليا إمكانية الاطلاع على كافة الأبحاث الطبية عبر محرك الهناري في شبكة الانترنت.. كما اكتسب العديد من أعضاء الهيئة التعليمية الخبرة في الإشراف على رسائل الماجستير رغم شحة الامكانات الطبية في المستشفيات وعدم وجود الدعم المادي الكامل للبحث العلمي.

الخلاصة
خلال العامين الماضيين 2004/2005م بدأت الكلية بإعادة التقييم لمناهجها والسير نحو عملية التحديث للتعليم الطبي وفق الطرق والأسس العلمية الحديثة وإيلاء جانب التطبيق العملي الطبي أهمية كبيرة في هذه المرحلة التي يمكن تسميتها بالمرحلة الذهبية للكلية وذلك لعدة أسباب، أبرزها تولي أ.د. عبدالكريم يحيى راصع دفة قيادة جامعة عدن، هذا الرجل الذي بدأ منذ توليه منصب قيادة جامعة عدن رسم استراتيجية التطور للتعليم الجامعي وشرع في تنفيذ الخطوات الأولى باعتبار كلية الطب والعلوم الصحية النواة.