> محمد فريد المحامي:

لا وألف لا يا ابن ردفان لا تعض أبناء جلدتك (ردفان) ومن وقفوا معهم من أناس وصحافة، بأسنان غيرك، فالرجال مواقف، والمواقف عند ذي الشهامة دين وفخر واعتزاز، لا تقايض في سوق المصالح الضيقة ما هو خير بما هو شر المفاتن والمذلة .

ذلك ما يجعلنا هنا نعتذر لكل من وصمتهم بمقالك المنشور في صحيفة «الأيام» في عدد (4695) بتاريخ 26/1/2006م، ونؤكد أن ما قلته في مقالتك ما هو إلا رأيك الشخصي ولا صلة له ولا ارتباط بمواقف وآراء أبناء ردفان وقيادات وأعضاء جمعيتهم، فردفان يا أخي نخوة وشهامة لا مذلة وإذلال، فما كتبته لا يضر من استهدفتهم بقدر ما هو ضرر عليك حتى عند الذين طفح كيلهم في الصحف الرسمية بكيل التهم وزرع الضغائن والفتن في منشوراتهم وخطاباتهم الإعلامية التي لا أبقت لا أمواتاً ولا أحياء من قيادات وأبناء الجنوب خارج مكايلهم الدنيئة بدءاً من تهم الخيانة والعنصرية والانفصالية، وكأن الصحافة والإعلام الرسمي تحول مكنسة على الجميع (طغمة وزمرة) لكيل التهم للأحياء وللأموات سواء من هم في السلطة أو خارج السلطة، في البلاد وخـارج البـلاد.

نعم أخي وعزيزي عارف ستلوم نفسك قبل أن يلومك الآخرون، وانقد نفسك قبل نقد الآخرين لك، كل ذلك لأسباب وجيهة نوجزها بما يلي:

أولاً: ما أظهره مقالك للقارئ وكأن اغلاق الجمعية واعتقال محمد صالح المشرقي عضو الهيئة القيادية في الجمعية راضون عنه ومتفق عليه، وذلك نستدل به فيما كتبته من وجود خيط تفاهم مع التأمينات لحل المشكلة من قبلكم، وقلت متهجماً على المتضامنين والصحف دعونا وشأننا..!

ثانياً: إن آل ردفان وجمعيتهم لا يسامحونك فيما صرحت به في مقالك من أنك شاهد أن الجمعية مارست عملا سياسيا في لقاء دعوة التصالح والتسامح بين أبناء البيت الواحد من الجنوبيين، مع أنك كنت حاضراً في اللقاء ولم نسمع منك بادرة استهجان أو معارضة للقاء، وكنت بذلك تعرف أنه عمل خيري يصب في إطار المهام الخيرية للجمعية.

ثالثاً: إن ما قمت به من شتائم لمن آزر وتضامن مع ردفان وجمعيتهم من صحافة وكتاب شرفاء وشخصيات اجتماعية وعامة مردود عليك وليس عليهم، فالثابت عند ذي الشهامات والأخلاق الحميدة يأخذ من الخير والجمائل، لا يردها أو يشمت بصاحبها، فمن كال لي صاعاً في موقف وخير كلت له صاعين، لا أقايض خيره عليّ بشتائم.

رابعاً: خسرت أبناء جلدتك (ردفان) فبدلاً من أن تكون في صف المدافعين عنهم حولت نفسك إلى شاهد لوأد حرياتهم وتكميم أفواههم وانتقاص شهامتهم ومكانتهم في قلوب محبيهم، الذين لبوا النداء من كل فج في 13 يناير 2006م لتصفية القلوب وغرس المودة والمحبة والتسامح، لصون أنفسهم ولدرء الفتن والمفاتن، التي يزكيها نابشو القبور.

ليتك يا أخي كنت في الموقع المرجو والمطلوب منك كابن ردفان، فكان عليك حتى من باب الغيرة أن تسخر جهدك في الكتابة للمطالبة بالإفراج عن ابن ردفان محمد صالح المشرقي، العضو القيادي في الجمعية الذي اقتيد من قبل الأمن السياسي إلى زنزانة مظلمة دون وجه حق أو ذنب ارتكب، أو ليتك احتججت على طرد الطلاب من الجمعية من قبل الأمن وهم على أبواب الامتحانات الجامعية، أو ليتك حتى صمتّ فالصمت من ذهب.

وأخيراً لا يسعني الا أن أقول مكرراً: عذراً عذراً لكل الأقلام الشريفة والصحافة (وفي مقدمتها صحيفة «الأيام») وكل الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى، وجميع الشخصيات الاجتماعية والعامة، الذين شكل تعاطفهم وتضامنهم مع آل ردفان وجمعيتهم الخيرية وقضاياهم العادلة مفخرة نعتز بها، ولترد بالقبلات الطيبة من أخلص رجال الرجال من أبناء ردفان.

ولم يكن ما حصل من كلام منشور في صحيفة «الأيام» من قبل كاتبه الأخ عارف صالح شائف الا تعبيراً عن رأيه الشخصي الذي لا يمت بأي صلة للرأي الواضح والصريح لأبناء ردفان وقيادات وأعضاء جمعيتهم تجاه ما حصل من إذلال وإهانة لأبناء ردفان وضيوفهم في لقاء التسامح، ويكفي أن نقول لأخينا وعزيزنا عارف صالح شائف: «لا يا من ظنيت أنت أنا».