> احمد هادي حسين:

يوم الخميس السابع من أبريل 2006م.. كان العالم العربي، ومعه بلادنا يحتفل «باليوم العربي لليتيم».. وفي الواقع إن لهذه المناسبة الكثير من الدلالات الإنسانية التي معها أيضاً ينتاب المرء وخاصة أولئك اليتامى الذين فقدوا (أمهاتهم وآبائهم)..أو أحدهم (الأم) شعور باعتبارها فعلاً عنوان ودلالات اليتيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وإذا كانت بلادنا قد اعتادت أن تشارك في إحياء (الأيام العربية والعالمية) بشكل روتيني إعلامياً وذلك من منطلق (إسقاط الواجب) كالاحتفال بيوم المدينة.. ويوم الشجرة.. ويوم الحجرة ويوم البقعة ..الخ فإن الاحتفال «باليوم العربي لليتيم» وما يحمله من المعاني الإنسانية.. يتوجب على الدولة أن تستشعر واجبها المسؤول تجاه ذلك العدد الكبير من (اليتامى واليتيمات).. ليس في أمانة العاصمة التي تتمركز فيها دون غيرها من محافظات الجمهورية أكثر من ثماني دور لرعاية الأيتام.. ونذكر منها: دار رعاية الأيتام، دار الشوكاني لرعاية الأيتام، مؤسسة الصالح، دار اللواء، دار الرحمة لليتيمات، ومركز الطفولة الآمنة ودار الفرسان و..و .. الخ.

وإنما نريد أن تتبنى الدولة فعلاً إنشاء مراكز ودور الأيتام في كل محافظات الجمهورية، على أن تشملها الرعاية والاهتمام والدعم وتوفير كل الإمكانيات والظروف التي ربما تخفف، ولكنها لا تنهي بقع الحزن والأسى الذي يغلف مشاعر وأحاسيس (اليتامى) في أي لحظة شرود لاستذكار عواطف وحنان الأم.. الذي لا ولن تعوضه ملذات الدنيا وما فيها.

نعود ونذكر هنا.. أن تلك الاحتفالات باليوم العربي لليتيم وفي ذلك النطاق الضيق جداً.. لا شك وأنه يثير في نفوس (اليتامى) الموجودين في كل محافظات الوطن مزيداً من الحسرات.. باعتبارهم يقبعون في ظروف تعيسة تزيدهم هي الأخرى مضاعفات الإحباط والمرارة.

ولذلك كله.. ينبغي لوزارة الشئون الاجتماعية، وصناديق الرعاية الاجتماعية.. أن تضطلع بدور فاعل ومؤثر وملموس في توجيه الاهتمام نحو شريحة الأيتام.. وإقامة مراكز ودور الرعاية للأيتام.. لعلها والله أفضل من (جمعيات المشمش).. ويكفي يا سادة يا كرام استقطاع حتى قيمة (حبة نقفة).. أو قيمة حبة سيجارة .. أو ريال واحد من صناديق التحسين.. وما أكثر الصناديق وما أروع الكراتين في بلادي!! ليتم تسخير تلك المبالغ وغيرها لصالح (اليتامى واليتيمات) أينما وجدوا في قرى ومدن ومناطق ومديريات ومحافظات الجمهورية.

ولا ننسى أيضاً.. ضرورة إسهام كل الهيئات والمنظمات بغية انتشال ذلك الوضع الذي يرزح في أكنافه أعداد متنامية من شريحة (اليتامى).

قال تعالى:{فأما اليتيم فلا تقهرü وأما السائل فلا تنهر..} صدق الله العظيم.