> رأس العارة «الأيام» هشام عطيري:

نجحت الحملة الأمنية المشتركة في مديرية المضاربة ورأس العارة، بقيادة ألوية العمالقة ودرع الوطن، في إحباط محاولة تهريب هي الأكبر من نوعها، حيث تم ضبط نصف طن من المواد المخدرة خلال عملية نوعية شهدت اشتباكًا مسلحًا استمر لأكثر من 40 دقيقة في عرض البحر، على بعد 15 ميلاً بحريًا قبالة سواحل رأس العارة.
  • تفاصيل العملية: اشتباك عنيف وسط الأمواج
بحسب غرفة العمليات التابعة للحملة، تلقت القوات بلاغًا استخباراتيًا يفيد بتحرك قارب مشبوه في عمق البحر، وعلى الفور تحركت وحدات بحرية تابعة للحملة باستخدام قارب صيد بسيط لملاحقة القارب المهرّب، الذي كان مجهزًا بتقنيات حديثة وأسلحة متوسطة.


وبعد رصد القارب في موقع يبعد 15 ميلاً بحريًا عن الساحل، حاول المهربون الإفلات وأطلقوا النار على أفراد الحملة، مما أدى إلى اندلاع اشتباك بحري عنيف استمر أكثر من 40 دقيقة، أظهر فيه أفراد الحملة شجاعة نادرة رغم ضعف الإمكانيات.

وتمكنت القوات من السيطرة على القارب واعتقال ثلاثة من المهربين، إلى جانب نقل القارب والمضبوطات إلى ساحل رأس العارة لاستكمال الإجراءات القانونية.


ووفقًا للمقدم مياس حيدرة مدير إدارة مكافحة المخدرات بعدن، فقد شملت الكمية المضبوطة:

314 كيلوجرامًا من مادة الشبو

108 كيلوجرامات من الحشيش

25 كيلوجرامًا من الهيروين


وتُقدّر القيمة السوقية لهذه الكمية بما يفوق مليار ريال يمني، ما يجعلها واحدة من أكبر شحنات المخدرات التي تم ضبطها منذ انطلاق الحملة الأمنية في الصبيحة.
  • تصاعد خطر السواحل وتحولها إلى ممر ترانزيت
أشار تقرير الحملة إلى أن سواحل الجنوب، لاسيما رأس العارة، أصبحت نقطة عبور رئيسية لشبكات تهريب المخدرات القادمة من أفغانستان والمتجهة إلى القرن الأفريقي، وذلك بعد تضييق الخناق الأمني على الطرق البرية من المهرة حتى عدن.


وأوضح المتحدث الإعلامي باسم الحملة أسعد اليوسفي أن المهربين باتوا يستخدمون هذه السواحل كمنصات لإعادة توزيع المخدرات على نطاق دولي تديره عصابات عابرة للحدود في آسيا وأفريقيا.

العميد عبدالله أحمد لحمدي مدير عام إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، زار موقع الضبطية واصفًا العملية بـ "النوعية والمتميزة"، ومؤكدًا على دعم الوزارة لجهود الفروع الميدانية في المحافظات المحررة، رغم ما وصفه بـ "شحّ الإمكانيات وعدم تناسبها مع حجم التحديات".


وأكد العميد حمدي شكري قائد الحملة الأمنية، والعميد بشير المضربي قائد ألوية درع الوطن أن هذه العملية لن تكون الأخيرة، وأن قواتهم تواصل جهودها لملاحقة المهربين وتفكيك شبكات التهريب مهما كانت إمكانياتهم أو تسليحهم.

من جهته، أوضح المقدم مختار الدقم مدير إدارة مكافحة المخدرات في لحج أن القارب الذي تم ضبطه يبلغ طوله 12 مترًا، داعيًا إلى تقديم دعم فني وتجهيزات بحرية حديثة للحملة، بهدف رفع كفاءة العمليات في مواجهة المهربين.


أكدت إدارة مكافحة المخدرات أنها قامت بتحريز الكميات المضبوطة وفتحت تحقيقًا مع المهربين الثلاثة تمهيدًا لإحالتهم إلى النيابة الجزائية، حيث صدر توجيه قضائي بإتلاف المواد المخدرة وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة.
  • الحملة الأمنية: سدّ منيع في وجه الجريمة المنظمة
يُشار إلى أن الحملة الأمنية المشتركة في مديريات الصبيحة، المكوّنة من ألوية العمالقة ودرع الوطن والحزام الأمني، تواصل تحقيق نجاحات أمنية متتالية، أبرزها ضبط قارب أدوية مهرّبة قبل يومين فقط من عملية المخدرات، في مؤشر على النشاط المتزايد لشبكات التهريب في هذه المنطقة الحساسة.


وفي ختام التصريحات، وجّه المتحدث الإعلامي للحملة الأمنية مناشدة عاجلة للسلطات المحلية وقيادة الشرعية ودول التحالف العربي لتقديم الدعم العاجل للحملة، مشيرًا إلى أن ما تحققه هذه القوات من إنجازات، رغم شح الإمكانيات، يؤكد أنها "العين الساهرة واليد الضاربة في حماية السواحل اليمنية من التهريب والجريمة المنظمة".