> «الأيام» مصطفى غيلان:

تحتفل اليوم 8 مايو جمعيات الهلال الأحمر والصليب الاحمر في جميع انحاء العالم باليوم العالمي لها لإحياء البداية التأسيسية لهذا الاطار الدولي الذي تأسس عام 1862م، وكان إنشاؤه تطبيقاً عملياً لفكرة هنري دونان السويسري الاصل إثر كارثة سل فرينو، الناجمة عن الاقتتال بين النمسا وفرنسا والتي راح ضحيتها اكثر من أربعين الف مواطن، وكانت فكرة هنري تهدف الى مساعدة ضحايا الحرب، ثم اخرجت هذه الفكرة الى الحيز العملي بإنشاء اللجنة الدولية للصليب الاحمر واخذت مقلوب (معكوس) العلم السويسري شعاراً لها.

وبهذه المناسبة أجرت صحيفة «الأيام» عدداً من المقابلات مع اعضاء جمعية الهلال الاحمر اليمني فرع عدن.

افتتاح مركز الخياطة الثاني احتفاءً بهذه الذكرى
< كان أول المتحدثين عمر محمد الزعلي، المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر فرع عدن، الذي تحدث بهذه المناسبة التي تعد من أهم المناسبات المحلية والدولية، وأوضح أهمية الاستعدادات الجارية والاحتفالية، فقال: «يفتتح فرع جمعية الهلال الاحمر مركز الخياطة لتأهيل متطوعات الهلال الاحمر في محافظة عدن بدعم من الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر، احتفاءً بهذه الذكرى العالمية». مشيراً إلى وجود مركز للخياطة (أحد تفرعات الجمعية) بدعم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر، في سجن المنصورة بعدن بالتنسيق مع إدارة السجون في وزارة الداخلية، حيث يقوم المركز بتدريب السجينات على الحياكة والخياطة. وأضاف قائلاً: «وبهذه المناسبة ستقيم الجمعية عدداً من الانشطة والفعاليات الاحتفالية وكذلك عقد دروات في الدعم النفسي وتنمية القدرات».

طور البداية والتكوين والعمل الإنساني الدولي
< أما الاخ صالح احمد باحزيم، مسئول البحث والانقاذ في وحدة الحماية في الجمعية فرع عدن فقد تحدث عن طور النشأة والتكوين للاتحاد الدولي وعن إسهامات الجمعيات الوطنية بالعالم في الاحتفال .. فقال: «هذا اليوم العالمي الثامن من مايو تحتفل به كل جمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر في العالم، اما بالنسبة الى مرحلة النشوء والتكوين وكما هو موثق تاريخياً فكانت بعد حادثة سل فرينو وهي إحدى المقاطعات الايطالية وبعد وصول هنري الرائد لفكرة أول عمل انساني، التاجر الذي التقى بامبراطور فرنسا إثر هذه الواقعة التاريخية المعروفة بالحروب ضد الانسانية من جراء الاقتتال الدائر بين فرنسا والنمسا، والتي راح ضحيتها اكثر من اربعين ألفاً وشارك في هذه الحرب 320 ألفاً، وكان الضحايا من المدنيين، ولأثر هذه المعركة الدائرة بدأت فكرة إيجاد إطار دولي لعمل إنساني يحمي الانسان اثناء النزاعات المسلحة، ثم بدأت هذه الفكرة الاساسية، التي كانت تهدف الى المساعدة الميدانية لضحايا الحرب، في الانتقال من الحيز النظري الى الواقع العملي بإنشاء اللجنة الدولية عام 1862م ثم تطورت الاشكال التنظيمية للعمل الانساني الدولي بنشوء جمعية الاغاثة (التي تسمى الآن اللجنة الدولية للصليب الاحمر) ومقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا تقديرا لريادة هنري السويسري الاصل واتخذت جنيف مقراً للجنة الدولية». واستطرد قائلاً: «تعمل هذه اللجنة في جميع انحاء العالم وتسمى بعثة اللجنة الدولية مثل اليمن وغيرها من بلدان العالم لمتابعة قضايا الاسرى المعتقلين في السجون في العالم، ودعم الجمعيات الوطنية اثناء النزاعات المسلحة ووقت السلم مثل بناء مستشفيات ومراكز صحية ووسائل نقل».

وأوضح أنه في عام 1864م نظم اجتماع دبلوماسي شاركت فيه اكثر من 12 دولة و41 جمعية، وأسفر هذا الاجتماع عن وضع قواعد قانونية لإغاثة المصابين في ميدان المعركة، وهي البداية لتقنين العرف الدولي ولإيجاد تشريع أثناء الحروب، وإن كان هذا الاجتماع قد انبثق عنه هذا التقنين للاغاثة في البر إلا ان تشريعات الحماية قد تطورت وظهرت مسوغات قانونية خاصة حمائية للمواطنين وآمرة لاغاثتهم في أي معارك حربية بحرية أو برية سواء أكانت موقعية أم متحركة، كما ظهرت مواد قانونية لازم العمل بها عالمياً مثل اتفاقية جنيف التي وقعت عليها عدد من الدول وهي تمثل معاهدة اتفاقية وتعاقدية بين الدول لحماية الاسرى وضمان معاملتهم انسانياً، وقد كانت هذه الاتفاقيات بمثابة مقدمات لظهور القانون الدولي الانساني ومن هذه الاتفاقيات التي عقدت في عام 1977م الخاصة بالمنازعات الداخلية.

منوها بأن اعتماد شارة اللجنة الدولية للصليب الاحمر هي صليب مقلوب، عكس العلم السويسري (راية بيضاء وصليب احمر) ورمز شارة العلم السويسري (راية حمراء وصليب ابيض)، اما بالنسبة لنشأة الهلال الأحمر فتعود إلى 1876م وكانت هذه المبادرة التأسيسية من قبل الاتراك، وإشارة الهلال الاحمر (راية بيضاء، وهلال احمر)، معكوس العلم التركي، وعلم تركيا (راية خضراء وهلال أبيض)، وشعار هذه المنظمات الدولية ليس رموزاً دينية اما بعض الجمعيات الوطنية العربية العالمية فعليها حسب اتفاقية جنيف اختيار احد الرمزين او الشعارين.

مفيداً بأن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الاحمر يتكون شعاره من (ارضية بيضاء وهلال احمر وصليب أحمر) ويتكون من اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية، وقد تأسس في عام 1919م ويشرف الاتحاد على عدد من الفروع ومنها اللجنة المركزية للبحث عن المفقودين التي نشأت في 1870م والتي تأتي في إطار نشاطه الاختصاصي ومن مهامه تنمية قدرات الجمعيات الوطنية. مختتماً حديثه بالقول: إن اللجنة الدولية تعمل على سبعة مبادئ اساسية هي: الانسانية، الحياد، عدم التحيز، الاستقلالية، الطوعية، العالمية والوحدة.

مراحل نشوء جمعية الهلال فرع عدن والتحضيرات للاحتفال بيوم 8 مايو
< أما الأخ نائف السيد حسن، عضو إدارة الكوارث وقسم الاعلام في فرع الجمعية بعدن، الذي انضم إلى الجمعية عام 1993م فتحدث عن مراحل نشوء فرع عدن والتحضيرات الجارية للاحتفال بهذه الذكرى، وقال: «كانت البداية الاولى لتأسيس الصليب الاحمر تعود الى مرحلة ما قبل الاستقلال في عدن الى عام 54-1955م، وكان يعرف اول تكوين انساني بالصليب الاحمر البريطاني، ثم بعد مرحلة الاستقلال اصدر قرار رئاسي في عام 1968م بانشاء جمعية الهلال الاحمر اليمني ومقرها في عدن، وفي الشطر الشمالي اصدر قرار رئاسي بتشكيل جمعية مماثلة لها في 1980م، وقد كان يوجد للاتحاد امتدادات في الشطر الشمالي تعود الى عام 1970م بوجود الصليب الاحمر وبإنشاء الجمعية تم الاعتراف بها دولياً عام 1982م».

وأضاف: «وبعد قيام الوحدة اليمنية المباركة تم دمج فرعي عدن وصنعاء، وتكون اطار اندماجي في صنعاء وتكوين مركز يدير كل فروع الجمعية في المحافظات الذي يبلغ عددها 16 فرعاً.

ومازال المركز يسعى الى انشاء مثل هذه التفريعات التكوينية، وقد استحدث مؤخراً فروعاً في محافظة شبوة وفي سقطرى، وإعادة تفعيل فرع حضرموت بعد توقف عن اداء مهامه واختصاصه النشاطي منذ فترة طويلة».

وفي ختام حديثه أعرب الاعلامي نائف السيد عن شكره لاهتمام السلطة المحلية ممثلة بالاخ المحافظ محمد احمد الكحلاني وفروع الوزارات ذات العلاقة بعمل الجمعية، من أجل انجاز المهام التحضيرية والاحتفالية لهذا اليوم العالمي، مهنئاً جميع المتطوعين وأعضاء الهلال الأحمر، والجمعيات الوطنية في العالم بهذا اليوم الخالد، شاكراً جهود صحيفة «الأيام» ممثلة بالاخوين هشام وتمام باشراحيل على اهتمامها بعمل وأنشطة جمعيات الهلال الاحمر واللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر.