> طارق الشامي:

طارق الشامي
طارق الشامي
في يناير الماضي وعقب قراءتي لمقال الاستاذ الكبير الصحفي محمد الحاج سالم شحيري وفي تواصل بيني وبينه عبر الهاتف عاتبته لأسلوب تعامله في مقاله الصحفي ومهاجمته لمجموعة من الأشخاص التقوا في مقر جمعية ردفان لكي يتصالحوا فيما بينهم وحاول بأسلوبه الهادئ اقناعي بأن الأمر ليس كما صورته بعض الصحف بأنه لقاء هدفه إنساني واجتماعي وانما هناك أهداف سياسية وراء ذلك..وعندما شعر بعدم قناعتي بطرحه سألني أيش رأيك لما يجتمعوا باسم التسامح وطي ملفات الماضي ويستمعوا إلى حديث مباشر من بريطانيا يدعو للكراهية ويحرض ضد الوطن والوحدة والسلم الاجتماعي فقاطعته إذا كان الأمر كذلك فالوضع يختلف..وكان في اعتقادي أن مثل هذا اللقاء يأتي متوافقا مع دعوة رئيس الجمهورية لإنهاء الصراعات والثأرات، وفي كل الأحوال فإن إعلان التسامح وطي خلافات الماضي وتجاوزها وفق ما تضمنه البيان عن الاجتماع أمر يثير الارتياح بغض النظر عن الدوافع الحقيقية لدى البعض.

وفي الأيام الماضية تناقلت الصحف المحلية ومواقع الإنترنت أخباراً عن لقاء آخر تم في مدينة زنجبار تم فيه أيضا الاستماع إلى كلمة من خارج الوطن أخذت نفس النهج والمفردات للخطاب السابق، وفي الأسبوع الماضي ذكرت الصحافة أخباراً عن عقد لقاء (للتصالح والتسامح) في محافظة الضالع الأبية لنفس الأشخاص وبنفس الطريقة في اللقاءات السابقة؟.. ومن حق أي شخص أن يضع علامة استفهام على تكرار مثل ذلك حيث تم الإعلان عن طي صفحات الماضي وإنهاء الخلافات والتسامح في أول لقاء ولم يحدث أن ظهر شيء جديد.

الأستاذ بدر باسنيد.. اللقاءات والتجمعات حق كفله الدستور لكافة المواطنين وكفل للجميع حق تشكيل الأحزاب والتنظيمات السياسية وممارسة النشاط السياسي وفقاً للقانون، وأن تسود روح التسامح والإخاء بين كافة أفراد المجتمع اليمني ذلك محل فخر لكل مواطن.. وعلى العكس تماما عندما يكون لقاء (التسامح) من أجل إثارة النعرات وبث روح الفرقة والكراهية ضد الآخرين واستهداف الوحدة وهو الأمر الذي يجعل ذلك مثار شبهة، ولاشك أن معظم من يحضرون هذه اللقاءات يتعاملون معها بعفوية وأن أشخاصاً معدودين هم من لديهم دوافع وأهداف سياسية.

الأستاذ القدير بدر.. كم أتمنى أن نرتقي في تعاملنا وأن نسمي الأشياء بمسمياتها، ولا نسقط كل شيء على الوطن أو الوحدة فالوطن ليس حكراً على أحد والوحدة اليمنية ملك كافة أفراد الشعب اليمني دون استثناء.. ولا أقول هنا إنه لا توجد أي ممارسات خاطئة ولكن هذه الممارسات قد توجد في صنعاء أو المحويت أو الضالع أو أبين أو أي منطقة من مناطق اليمن والناس ليسوا ملائكة سواء كانوا مسئولين أو مواطنين ومن حقنا جميعاً رفض الممارسات الخاطئة وأن نتعاون جميعاً على تحقيق سيادة القانون واحترام هيبته، والدستور والقوانين أتاحت المجال أمام كل صاحب حق في الحصول على حقه.

يا أستاذ بدر .. كنت أعتقد أنك تدرك أكثر من غيرك بأن أي حدث أو واقعة في أي منطقة في الوطن اليمني أمر يهم كل فرد من أفراد المجتمع والتعبير عن الرأي إزاء ذلك ليس حكرا على أبناء تلك المنطقة وأن العالم صار مفتوحاً وأن التواصل والانفتاح بين دول العالم قد تجاوز الحدود السياسية بين الدول وبإمكان أي إنسان أياً كان التعبير عن رأيه حول أي حدث في أي بلد من بلدان العالم فما بالك يا أستاذ بدر عندما يكون ذلك في إطار المجتمع والوطن الواحد أم أن قبولنا بذلك يعتمد على مدى موافقة ذلك الرأي لأهوائنا من عدمه..؟ وهل هذا النهج الذي يفترض إن يسلكه المثقفون؟ والأمل يظل قائماً في الأجيال الشابة داخل الأحزاب والتنظيمات السياسية القادرة على التغيير والتحديث والبعيدة عن عقد الماضي ورواسبه.