> «الأيام الرياضي» وكالات:

البرازيليون اجادوا التعامل مع خصومهم في المباريات
البرازيليون اجادوا التعامل مع خصومهم في المباريات
مازال العالم يتذكر نهائيات كأس العالم السابعة لكرة القدم التي استضافتها شيلي عام 1962 بالعديد من مبارياتها المملة والحضور الجماهيري الضعيف ولكن قبل كل ذلك بالمنتخب البرازيلي الرائع الذي أحرز لقب البطولة العالمية للمرة الثانية على التوالي.

وأجبرت البرازيل على قطع معظم مشوارها بالبطولة بدون بيليه المصاب الا أنها كان لديها المتألق جارينشا. وبدأت ملامح بطولة كأس العالم 1962 بشيلي تتشكل منذ عام 1954 بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنح السويد حق تنظيم بطولة 1958 لتبقي على البطولة العالمية في أوروبا رغم الاحتجاجات الساخنة من دول أمريكا الجنوبية.. فقد أقيمت البطولة في أورجواي عام 1930 وفي البرازيل عام 1950 وفيما عدا ذلك أقيمت بقية بطولات كأس العالم في أوروبا.. لذلك كان من المتوقع أن تفوز الارجنتين الحانقة بالفعل لعدم استضافتها كأس العالم عام 1938 بحق تنظيمها هذه المرة عندما تعبر البطولة المحيط الاطلسي من جديد.. ولكن شيلي قامت بحملة ترويجية ممتازة بلغت أوجها خلال التقديم الرائع لكارلوس ديتبورن رئيس الاتحاد الشيلي لكرة القدم لملف بلاده لطلب استضافة كأس العالم خلال انعقاد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 1959 وفي تلك الجلسة تحدثت الارجنتين أولا وقال ممثلها في النهاية :"لدينا كل شيء. بوسعنا تنظيم كأس العالم غدا".

أما ديتبورن الذي توفي قبل انطلاق الحدث العالمي على أرض شيلي بأشهر قليلة فقد تحدث في اليوم التالي وأسر قلوب الوفود الموجودة عندما أنهى خطابه قائلا "ليس لدينا شيء ولذلك يجب أن يكون لدينا كأس العالم".. وأصبحت هذه الجملة فيما بعد شعارا للبطولة. ولاشك أنه كان أمام شيلي الكثير من العمل لتقوم به قبل البطولة سواء بحشد شعبها لذلك الحدث العالمي أو بناء استادات البطولة من الصفر إلى جانب إنشاء الطرق السريعة ووسائل النقل والاتصالات.

وبمجرد أن بدا كل شيء جاهز لاستقبال كأس العالم ضرب زلزال قوي شيلي.. وأودت هذه الكارثة التي ضربت البلاد قبل عام من انطلاق كأس العالم بحياة 50 ألف شخص ودمرت ملاعب كرة القدم في فالديفيا وتالكا وكونسيبسيون وتالكاهوانو.. أما مدينتي أنتوفاجاستا وفالبارايسو فكانتا قد اضطرتا للانسحاب من البطولة لنقص الامكانيات المادية..وفي الواقع فإن المدينة الوحيدة التي ظلت مستعدة لاستقبال مباريات كأس العالم هي العاصمة سانتياجو.. ولكن الشعب الشيلي كله اتحد سويا لضمان إقامة الحدث العالمي على أرض بلاده. حيث نجحت مدينتي فينا ديل مار وأريكا في إكمال استعداداتهما بينما سمحت شركة تعدين في رانكاجوا باستخدام استادها الخاص..كما تبرعت الفيفا بالمال لمساعدة شيلي على إنجاز مهمتها..ولكن بعد بذل كل هذه الجهود الرائعة أصيب الشيليون بخيبة الامل بسبب المستوى الفني الضعيف لعدد من الفرق التي تأهلت للنهائيات حيث أن نظام التأهل الغريب جعل المؤهلين من آسيا وأفريقيا يلتقون في أدوار فاصلة مع فرق أوروبية. وفي النهاية لم يتأهل لنهائيات البطولة سوى منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية إلى جانب المكسيك..وسيطر الصراع البدني على العديد من المباريات بدلا من اللعب الجميل.. ومن الامثلة الواضحة على ذلك "معركة سانتياجو" بين شيلي وإيطاليا.. فقد تحولت هذه المباراة التي جرت ضمن منافسات دور المجموعات إلى مباراة ملاكمة أدت إلى طرد لاعبين من إيطاليا وخروج إيطالي ثالث من الملعب بأنف مكسور.. وبالاضافة إلى فقر مستوى الكرة التي قدمت بالبطولة فقد تسبب ارتفاع أسعار التذاكر في عزوف الجماهير عن حضور المباريات..ونتيجة لذلك لم يحضر مباراة الدور قبل النهائي للبطولة في فينا ديل مار بين منتخبي تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا سوى 5890 مشجع. وازداد الوضع سوءا بإصابة النجم الشهير بيليه في مباراة البرازيل الثانية بالبطولة مما حرمه من المشاركة في بقية مباريات كأس العالم 1962 كلها.ومع ذلك لم يكن غياب بيليه مشكلة كبيرة بالنسبة للبرازيل حاملة اللقب مع توافر المواهب الاخرى في صفوفها.. وأصبح جارينشا نجم البرازيل الاول في هذه البطولة حيث كانت تمريراته القصيرة الرائعة على المرمى تذهل المدافعين. ومن رأوا جارينشا وهو يلعب قالوا أنه لاعب من طراز نادر.. وتوجد صور قليلة تصف معجزات جارينشا في شيلي ولكن أكثرها تعبيرا تلك التي تصوره وهو يداعب الكرة ومن حوله ثمانية لاعبين مكسيكيين..وواجهت البرازيل عقبات قليلة في طريقها لإحراز لقبها الثاني لبطولة كأس العالم.. ولم تفقد حاملة اللقب سوى نقطة واحدة طوال هذا المشوار كانت أمام تشيكوسلوفاكيا في دور المجموعات عندما تعادلتا بدون أهداف.