> عدن «الأيام» خاص:
دعا د. المتوكل الذي حل ضيفا على منتدى «الأيام» عصر أمس في ندوة مكرسة حول الاستحقاق الانتخابي، لدفع الناس إلى المشاركة الفعالة والإيجابية في الانتخابات والرقابة عليها وفضح أي محـاولة تـزييف وتوثيق ذلك بشكل كبير.
وقال: «لابد لنا اليوم أن نتجاوز الاحتكار الجغرافي للسلطة، بعد أن تجاوزنا الاحتكار السلالي للسلطة، وبالتالي يشعر أبناء اليمن أن هذا الموقع في الرئاسة ليس ملك سلالة أو منطقة ولا قبيلة ولا عائلة إنما هو ملك كل اليمنيين ويجب أن يتطلعوا إليه».
مؤكدا «أن منصب الرئاسة يجب أن يكون منصبا محايدا لا يجوز أن يكون له انتماء حتى وإن كان للشخص انتماء يجب أن يتخلى عن انتمائه خلال توليه هذا المنصب».
وقال: «إن أحد أهم المميزات والإيجابيات لأحزاب اللقاء المشترك هو اختيار المستقل فيصل بن شملان مرشحها إلى الانتخابات الرئاسية». وفيما يلي ما دار في الندوة:
افتتحت الندوة بكلمة للزميل نجيب محمد يابلي جاء فيها: «باسم الناشرين العزيزين هشام وتمام باشراحيل وباسم أسرة «الأيام» ومنتدى «الأيام» في كل من صنعاء وعدن وقراء «الأيام» عبر أكشاك بيع الصحف او شبكات الانترنت نرحب بضيفنا الكريم د. محمد عبدالملك المتوكل وهو من أسرة المتوكل العريقة والاكاديمي الحصيف الذي لم تألفه مدرجات الجامعات اليمنية بل مدرجات الجامعات الغربية ايضا، فهو استاذ زائر في عدد من الجامعات الغربية وهو كاتب ومؤلف ومفكر ارتقى الى ذروة المفكرين.
نحن نتواصل مع المشترك فقد سبق وأن كان بين ظهرانينا د. ياسين سعيد نعمان ثم اتحفنا بلقاء مع الاستاذ عبدالوهاب الآنسي وهانحن مع قطب من اقطاب اتحاد القوى الشعبية مع د. محمد عبدالملك المتوكل، الذي سيحدثنا عن مشوار المشترك مع الانتخابات، والانتخابات هذه المرة لن تكون كسالفاتها من الانتخابات السابقة على قاعدة (العيال كبرت) في ظل المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية سيكون هذه المرة للانتخابات مذاقها الخاص، فإلى محدثنا د. محمد عبدالملك المتوكل.
< د. محمد عبدالملك المتوكل: «شكرا لـ«الأيام» لدعوتي الى هذا اللقاء المتميز مع أخوتي الاعزاء اللذين دائما نتطلع الى الالتقاء بهم ونتحدث معهم ونتبادل الآراء والافكار في هذه المدينة الجميلة التي عاشت في احلامنا في طفولتنا كفردوس لا يصل اليها الا من حظي.
الحقيقة لما اتصل بي الاستاذ هشام البارحة سعدت كثيرا لأنني كنت اتطلع الى هذا اللقاء وكان أحد الهواجس الذي في رأسي امرين اثنين ماذا يصنع الاعزاء في هذه المرحلة التي تعيش فيها اليمن استحقاقات هامة جدا ومتغيرات كبيرة جدا، وانا بتصوري شكل هام في تاريخ اليمن هي قضية الانتخابات الرئاسية والانتخابات المحلية والقضية الثانية والحقيقة هي دارت في بعض المقايل كنا نتلقى لوماً بأننا لا نهتم بالاعزاء في المحافظات الجنوبية ولا نشعر بشعورهم ولا نتألم لما يعانونه وكنت دائما اتساءل لمَ لا نلتقي مع هؤلاء ونتحاور معهم ونسأل أولاً ما هي القضايا التي تشغل بالهم وكيف نتصور جميعا ما هي الحلول وبالتالي نتبنى قضية واحدة وهما واحدا نعمل من أجله جميعا، وكنا نسمع دائما موضوع تصحيح مسار الوحدة وكنا نسمع ايضا قضية الدعوة أحيانا الى الانفصال وأحيانا الدعوة الى الفيدرالية وعدة دعوات، ولكن المطلوب منا ان نشارك .. نشارك لشيء لم نتحاور حوله، هل مثلا المشاكل التي تعاني منها المحافظات الجنوبية وليست بعيدة عن معاناة المحافظات الشمالية هي قضية النظام أم هي قضية الوحدة؟ وهل الحل تصحيح النظام أم الانفصال أو شيء آخر، ايضا هذه من الاسئلة التي يجب ان نتحاور فيها بوضوح وشفافية لكي نستطيع ان نصل الى فهم مشترك نعمل من اجله جميعا لأننا بصراحة كنا نخشى أن نفتح قضايا لا نعرف من الذي ممكن ان يستفيد منها في النهاية، هناك شيء نخشى انه لا يكون في اطار قناعات نقتنع بها جميعا أو بحدود مصالح مشتركة، هذان الامران هما اللذان كنت اتمنى اننا نتناقش فيهما.
بالنسبة للانتخابات انتم تعرفون أنه دخلت المعارضة منعطفا جديدا ولأول مرة يوجد شبه توازن بين المؤسسات التقليدية وهي المؤسسة العسكرية والمؤسسة القبلية ومؤسسات المجتمع المدني، وستصبح الانتخابات في هذه المرحلة شيئا جديدا ولأول مرة ايضا ستصبح المنافسة على الرئاسة منافسة جادة وحقيقية، وهذه المنافسة الجادة اختيار فيصل بن شملان بالذات ومن حضرموت أولاً بمواصفاته كشخص، الشيء الآخر مكانة من في مدينة حضرموت مدرسة المجتمع المدني، في هذا دلالات كبيرة جدا، فيه دلالات كما تجاوزنا الاحتكار السلالي للسلطة لا بد لنا اليوم أن نتجاوز الاحتكار الجغرافي للسلطة وبالتالي يشعر كل ابناء اليمن أن هذا الموقع في الرئاسة ليس ملك سلالة أو منطقة ولا قبيلة ولا عائلة إنما هو ملك اليمن بأكملها وملك كل اليمنيين ويجب ان يتطلعوا اليه، الشيء الثاني فيصل بن شملان يتمتع بصفة مهمة جدا جدا وهي النزاهة، والنزاهة في مرحلة ساد فيها الفساد الى حد لا يكاد يصدق الى حد أننا أصبحنا في نظر الشفافية العالمية من اكثر بلدان العالم فسادا، فأن يأتي ايضا بمرشح يتصف بأهم الصفات وهي قضية النزاهة أنا أعتبر ان هذا موضوع مهم، من الصفات الاخرى الذي كان لوم المشترك عليها أن فيصل بن شملان مستقل وأن أحزاب اللقاء المشترك لم تختر أحدا منها وأنا اعتقد أن هذا أحد أهم الميزات وأحد اهم الايجابيات التي قامت بها احزاب اللقاء المشترك انها اختارت شخصا مستقلا، لأن منصب الرئاسة يجب ان يكون منصبا محايدا لا يجوز أن يكون له انتماء وحتى وإن كان للشخص انتماء يجب أن يتخلى عن انتمائه خلال توليه لهذا المنصب، إذن احد الميزات لاختيار فيصل بن شملان انه مستقل وشخص سمعته طيبة وعنده خبرة وتجربة كبيرة جدا وعنده علم ومعرفة، وبالتالي اتساءل ما هو الدور الذي ممكن ان نلعبه جميعا في تحقيق انعطافة مهمة في هذه المرحلة.
أنا أقول بكل صراحة احزاب اللقاء المشترك لها ثلاثة اهداف في المشاركة في الانتخابات، الهدف الأول لن تنجح مرشحه ومرشحيها سواء في الانتخابات الرئاسية أو الانتخابات المحلية، الهدف الثاني ان تكون الانتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة ولينجح من قدر له ان يختاره الناس، الشيء الثالث هو اذا تعرضت الانتخابات للتزييف فبإمكان اللقاء المشترك أن يعري هذا التزييف وأن يوثق هذا التزييف وتصبح كل النتائج التي تطلع من هذه الانتخابات نتائج غير شرعية ويصبح النظام الذي تفرزه نظاما مغتصبا وليس نظاما شرعيا، وبالتالي لا يلزم اليمنيين الطاعة له ولا يلزم اليمنيين اي اتفاق يقوم به باسم اليمن لأنه ليس بارادة اليمن، هذه الثلاثة الاهداف أنا اعتبرها في منتهى الاهمية لكن لا بد بصراحة ان يكون هناك ايجابية من الجميع، لا بد لنا جميعا أن نحاول ان نشارك بفعالية، كثير منا احيانا وأنا حتى وجدت بين الشباب من يقول لك: «أيش الفائدة قده الدنيا كلها قد سبروها.. قده عتطلع زي ما هي.. قده معروف ما هي النتيجة» يا أخي انزل أدل برأيك أدل بصوتك وبالتالي دع النتائج تظهر نفسها أما أن تقف سلبياً فهذا يعتبر هروباً، فما هو دور القوى المستنيرة من امثالكم سواء في دفع الناس الى عملية المشاركة الفعالة والايجابية في الانتخابات وكذلك المشاركة الايجابية والفعلية في عملية رقابة الانتخابات وفضح اي تزييف او محاولة لتزييف هذه الانتخابات وتوثيق ذلك بشكل كبير جدا وكل فرد في هذا مسؤول هذا هو في الحقيقة الموضوع الأول، أما الموضوع الثاني فأنا أريد ان اعيش هم الاخوان في المحافظات الجنوبية ونتحدث في هذا الموضوع بشفافية وأنا من الناس الذي اقول دائما ليس الانفصالي من يشكو همه إنما الانفصالي من يمارسها عمليا ما في القضية وبالتالي البعض يقول لماذا الاخوة الجنوبيون يصيحون ويشكون معاناتهم والاخوان الآخرون في الحديدة وتعز لا يتكلمون طيب اذا كان في واحد ساكت وقابل بالظلم أنا اطالب الثاني أنه يقبل بالظلم؟ هذا ليس منطقا في هذه القضية وعلى العكس انا أعتبر ان هذا شيء ايجابي وأعتبر ان هذا هو الدم الحي في شعبنا ولا بد لنا ان ندعمه ونستفيد منه ولكن نريد أن نتبين نحن لأنه للاسف الشديد نحن بعدنا وقصرنا وأنا اعتبر أننا مقصرون في عملية الحوار فهل بالإمكان ان نسمع شيئا من هذه القضايا .. افتح الموضع للحوار».
< نجيب يابلي: «الآن بعد ان فرغ د. المتوكل من حديثه المقتضب والمركز أو المختصر المفيد كما يقولون الآن نفتح باب الحوار، الحوار المنظم.
< قاسم داؤود: «أنا لدي بعض الملاحظات حول الجزء الثاني من الموضوع فيما يتعلق بالانتخابات كل ما آمله كمواطن او ناشط سياسي ان تتم الانتخابات يسودها اقل قدر من التزييف والتزوير وان تعكس نتائجها ارادة اليمنيين جميعا وان يكون هناك حرص متبادل من جميع الاحزاب والمنظمات على نجاح الانتخابات التي ستعد مكسبا لكل اليمنيين وهي البوابة الحقيقية للتغيير وتحقيق طموحات الناس في اليمن عامة، الموضوع المتعلق بالحوار حول القضايا الوطنية اعتقد ان مناقشة الاوضاع او الهموم الآنية او بعض التعبيرات المطروحة من تقرير مصير الى انفصالي وإلى آخره أرجو ان نأخذها بأسبابها وبالعوامل التي أدت الى تطور ونشوء هذا الوعي لدى الناس، نأخذ رغبة الناس في هذا الشطر في الوحدة، نأخذ نسبة استفتاء الناس حول دستور دولة الوحدة كم كانت النسبة للمواطنين في الجنوب وكم للمواطنين في الشمال مثلا، نأخذ نسبة مشاركة الناس في أول انتخابات برلمانية عام 93م في الجنوب والشمال لو اخذنا هذه كشواهد سنلاحظ ان سكان الجنوب بغض النظر عن المواقف التاريخية السابقة في النظال من أجل القضايا الوطنية كانوا اكثر اخلاصا ووفاء لقضية الوحدة، لذلك ما نجده اليوم من تعبيرات او من دعوات هنا وهناك هي نتيجة لاوضاع عاشها الناس ولمسوها، او وصل الناس بتجاربهم الخاصة وبحياتهم وبمعيشتهم أن الوضع الموجود ليس الوحدة التي ناضلوا من اجلها وأن العكس هو الموجود بمشروع آخر يعيشه الناس ويكابدون نتائجه.
الحلقة الاساسية في هذا الموضوع هي حرب 94م ولكن للامانة نقول انه حتى ما قبل الحرب كان هناك نوع من السياسة التمييزية الاقصائية ضد الجنوب والجنوبيين، ليس الجنوبيين بالعرق ولكن سكان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من ابسط القضايا الى اعقد المساءل، جاءت حرب 94م الطامة الكبرى لتشكل بنهجها ونتائجها وآثارها وما ترتب عليها من سياسات بمثابة مشروع متكامل استهدف هذا الجزء من الوطن تاريخا ومقومات ومكونات وحتى آمال وطموحات في مستقبل افضل، نلاحظ اليوم أن التاريخ يزور، يصادر، تاريخ اليمنيين كلهم، فمقومات الدولة التي كانت موجودة هنا لم تكن بجهود حزب او قائد او مجموعة من الافراد كانت بجهود كل الناس الطيبين في هذا الوطن الذين أفنوا اعمارهم في بناء هذه المكونات من مرافق اقتصادية ومؤسسات ادارة ونظم وتقاليد عمل واسلوب حياة هذه نتائج جهود اجيال من الناس ولم تكن نتائج لجهود حزب معين او قائد او مجموعة من الافراد، لذلك الناس شعروا ان الانتقام من هذه المكونات وتدميرها هو تدمير لاعمار الناس ولجهود الناس على مدى عقود من السنين، يعني تعدى من تدمير المؤسسات العامة ومقومات الدولة كاملة الى التعدي على حياة الناس وحقوقهم واملاكهم من اصغرها الى اكبرها ومعاملتهم وكأنهم غرباء، وكما قال احد الزملاء فعلا وجد هنا ما يمكن تسميته بمشروع اجتثاث الجنوب والجنوبيين.
صح هناك ظلم في اليمن كله، تمييز، اقصاء، لكن نشعر في الحياة اليومية انه لا الطالب الذي من الجنوب كالطالب الذي من هناك، ولا الموظف الذي من هنا كالموظف الذي من هناك، ولا التاجر الذي من هنا كالتاجر الذي من هناك، ولا السياسي الذي من هنا كالسياسي الذي من هناك، وخذوا رموزا من الذي امامكم الى الآن، هذا ولد حالة عند الناس، والحروب عادة تنتج وعيا جديدا، سكان البلقان الذين عاشوا قبل حروب البلقان تفكيرهم غير تفكيرهم اليوم وفي أي منطقة في العالم تشهد حروبا وصراعات، وحرب 94م كانت كارثة على الجنوب أولا استهدفت الجنوب ومن ثم الآن تأتي نتائجها لتنقض على اليمن كلها وقلت انا بصريح العبارة ان حروب صعدة الأولى والثانية هي توابع لحرب 94م، ما يدور الآن في اليمن كلها من اقصاء وفساد واستبداد وتدمير لكل شيء هو نتاج لهذه الحرب ونهجها وسياساتها، إذن معالجة آثار ونتائج الحرب ونهجها ليس فقط خدمة للجنوب والجنوبيين، لكنه انقاذ لليمن كلها فلا بد ان تكون هذه نقطة انطلاق في تقييم الوضع في اليمن، حرب 94م كانت بمثابة انقلاب على الوحدة وعلى الحياة وحتى على الوشائج بين الناس، يعني قبل حرب 94م كان التشطير في الأرض والسياسات، بعد الحرب انتقل التشطير الى أخطر انواعه وهو في الثقافة في السلوك في وعي الناس، إذن لا نعالج الظواهر أن هناك مجموعة دعت الى كذا او إلى كذا لكن نعالج الاسباب التي أدت الى هذا الوعي لدى الناس.. ضربت حقوق الناس ومصالح الناس، وآمال الناس في المستقبل معرضة للخطر، يشعر الناس بتمييز بإقصاء وأنهم كلهم مستهدفون، ممكن يكون في محافظة مجموعة من الناس مظلومين، ومجموعة مطحونين... لكن هناك مجموعة مستفيدين، الوضع هنا يختلف فكل الناس يعانون من التمييز والاقصاء والاذلال ومصادرة الحقوق، لم يكن هنا مألوفا أن يذل انسان وأصبح كل يوم الناس في الشريعة على حقوقهم وابسط مقومات حياتهم، واقول لك تحديدا إن شعور الناس للأسف ان هذا لم يقتصر على السياسات الرسمية فقط بل امتد ليشمل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ولو تلاحظ ذلك في انتخابات في مؤتمرات: مرة في مجلس النواب د. باصالح ترأس الجلسة انسحبت مجموعة كبيرة من مجلس النواب، المنظمات المدنية الحقوقية عندما تعقد مؤتمراتهم تجد الجنوبيين يحصلون على أقل الاصوات مع انهم شخصيات بارزة ومعروفة في اليمن ولهم تاريخهم في اليمن في النضال في اطار المنظمات نفسها، إذن هذه الحالة كلها تجعلهم اقلية مهضومة ومسلوبة الحقوق في هذا الوطن، لذلك نقول ان الحرب استهدفت الجنوب وسكان الجنوب أولا ولكنها الآن عادت كنهج يدمر اليمن كلها، ولمصلحة اليمن ومستقبل اليمن وتحقيق الاصلاحات في اليمن لا بد من معالجة نهج الحرب وسياسات الحرب وما ترتب عليها وأن البوابة للاصلاح والتحديث والتنمية في اليمن هي الجنوب وكما كانت عدن للجنوب ولليمن كلها سيكون في المستقبل نفس الوضع، أما إذا ظل الجنوبيون بهذه الحالة من الالغاء والتمييز والتهميش فلن ترى اليمن في أي منطقة من مناطقها الخير. نحن نتمنى الخير للجميع لكن هذه حقيقة يجب أن نستوعبها لذلك اعادة التوازن والحقوق الى الوحدة وشراكة الجنوبيين في الوحدة كشركاء حقيقيين وليس للزينة في السلطة والثروة هو ما سيجعل اليمن فعلا تتقدم خطوات الى الامام في التحديث وبناء الدولة والتنمية، ولمصلحة اليمن كلها لا بد ان نعيد للجنوب اعتبارها ومكانتها، راجعوا مناهج التربية راجعوا الحديث عن السياسيين راجعوا كل شيء فعلا هناك نهج اقصائي تمييزي بشكل فضيع، ولو كانت القضية محصورة في وزارة معينة أو مؤسسة ممكن نقول ان هذا خطأ شخص أو اجتهاد، لكنه يعم كل شيء، اصبح الناس ينقرضون من مؤسسات الدولة المركزية، هناك مؤسسات مركزية هامة لم يعد للجنوبيين فيها مكان، هناك تقاعد ولكن لا يستطيع غيرهم الالتحاق بها فالناس يشعرون انهم امام نهج يستهدفهم، ونحن نأمل من برنامج المعارضة او اللقاء المشترك ان يستوعب هذه الحالات وان يعالج مشكلات الوطن كلها ويقدم حلولا لها كلها».
وقال: «لابد لنا اليوم أن نتجاوز الاحتكار الجغرافي للسلطة، بعد أن تجاوزنا الاحتكار السلالي للسلطة، وبالتالي يشعر أبناء اليمن أن هذا الموقع في الرئاسة ليس ملك سلالة أو منطقة ولا قبيلة ولا عائلة إنما هو ملك كل اليمنيين ويجب أن يتطلعوا إليه».
مؤكدا «أن منصب الرئاسة يجب أن يكون منصبا محايدا لا يجوز أن يكون له انتماء حتى وإن كان للشخص انتماء يجب أن يتخلى عن انتمائه خلال توليه هذا المنصب».
وقال: «إن أحد أهم المميزات والإيجابيات لأحزاب اللقاء المشترك هو اختيار المستقل فيصل بن شملان مرشحها إلى الانتخابات الرئاسية». وفيما يلي ما دار في الندوة:
افتتحت الندوة بكلمة للزميل نجيب محمد يابلي جاء فيها: «باسم الناشرين العزيزين هشام وتمام باشراحيل وباسم أسرة «الأيام» ومنتدى «الأيام» في كل من صنعاء وعدن وقراء «الأيام» عبر أكشاك بيع الصحف او شبكات الانترنت نرحب بضيفنا الكريم د. محمد عبدالملك المتوكل وهو من أسرة المتوكل العريقة والاكاديمي الحصيف الذي لم تألفه مدرجات الجامعات اليمنية بل مدرجات الجامعات الغربية ايضا، فهو استاذ زائر في عدد من الجامعات الغربية وهو كاتب ومؤلف ومفكر ارتقى الى ذروة المفكرين.
نحن نتواصل مع المشترك فقد سبق وأن كان بين ظهرانينا د. ياسين سعيد نعمان ثم اتحفنا بلقاء مع الاستاذ عبدالوهاب الآنسي وهانحن مع قطب من اقطاب اتحاد القوى الشعبية مع د. محمد عبدالملك المتوكل، الذي سيحدثنا عن مشوار المشترك مع الانتخابات، والانتخابات هذه المرة لن تكون كسالفاتها من الانتخابات السابقة على قاعدة (العيال كبرت) في ظل المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية سيكون هذه المرة للانتخابات مذاقها الخاص، فإلى محدثنا د. محمد عبدالملك المتوكل.
< د. محمد عبدالملك المتوكل: «شكرا لـ«الأيام» لدعوتي الى هذا اللقاء المتميز مع أخوتي الاعزاء اللذين دائما نتطلع الى الالتقاء بهم ونتحدث معهم ونتبادل الآراء والافكار في هذه المدينة الجميلة التي عاشت في احلامنا في طفولتنا كفردوس لا يصل اليها الا من حظي.
الحقيقة لما اتصل بي الاستاذ هشام البارحة سعدت كثيرا لأنني كنت اتطلع الى هذا اللقاء وكان أحد الهواجس الذي في رأسي امرين اثنين ماذا يصنع الاعزاء في هذه المرحلة التي تعيش فيها اليمن استحقاقات هامة جدا ومتغيرات كبيرة جدا، وانا بتصوري شكل هام في تاريخ اليمن هي قضية الانتخابات الرئاسية والانتخابات المحلية والقضية الثانية والحقيقة هي دارت في بعض المقايل كنا نتلقى لوماً بأننا لا نهتم بالاعزاء في المحافظات الجنوبية ولا نشعر بشعورهم ولا نتألم لما يعانونه وكنت دائما اتساءل لمَ لا نلتقي مع هؤلاء ونتحاور معهم ونسأل أولاً ما هي القضايا التي تشغل بالهم وكيف نتصور جميعا ما هي الحلول وبالتالي نتبنى قضية واحدة وهما واحدا نعمل من أجله جميعا، وكنا نسمع دائما موضوع تصحيح مسار الوحدة وكنا نسمع ايضا قضية الدعوة أحيانا الى الانفصال وأحيانا الدعوة الى الفيدرالية وعدة دعوات، ولكن المطلوب منا ان نشارك .. نشارك لشيء لم نتحاور حوله، هل مثلا المشاكل التي تعاني منها المحافظات الجنوبية وليست بعيدة عن معاناة المحافظات الشمالية هي قضية النظام أم هي قضية الوحدة؟ وهل الحل تصحيح النظام أم الانفصال أو شيء آخر، ايضا هذه من الاسئلة التي يجب ان نتحاور فيها بوضوح وشفافية لكي نستطيع ان نصل الى فهم مشترك نعمل من اجله جميعا لأننا بصراحة كنا نخشى أن نفتح قضايا لا نعرف من الذي ممكن ان يستفيد منها في النهاية، هناك شيء نخشى انه لا يكون في اطار قناعات نقتنع بها جميعا أو بحدود مصالح مشتركة، هذان الامران هما اللذان كنت اتمنى اننا نتناقش فيهما.
بالنسبة للانتخابات انتم تعرفون أنه دخلت المعارضة منعطفا جديدا ولأول مرة يوجد شبه توازن بين المؤسسات التقليدية وهي المؤسسة العسكرية والمؤسسة القبلية ومؤسسات المجتمع المدني، وستصبح الانتخابات في هذه المرحلة شيئا جديدا ولأول مرة ايضا ستصبح المنافسة على الرئاسة منافسة جادة وحقيقية، وهذه المنافسة الجادة اختيار فيصل بن شملان بالذات ومن حضرموت أولاً بمواصفاته كشخص، الشيء الآخر مكانة من في مدينة حضرموت مدرسة المجتمع المدني، في هذا دلالات كبيرة جدا، فيه دلالات كما تجاوزنا الاحتكار السلالي للسلطة لا بد لنا اليوم أن نتجاوز الاحتكار الجغرافي للسلطة وبالتالي يشعر كل ابناء اليمن أن هذا الموقع في الرئاسة ليس ملك سلالة أو منطقة ولا قبيلة ولا عائلة إنما هو ملك اليمن بأكملها وملك كل اليمنيين ويجب ان يتطلعوا اليه، الشيء الثاني فيصل بن شملان يتمتع بصفة مهمة جدا جدا وهي النزاهة، والنزاهة في مرحلة ساد فيها الفساد الى حد لا يكاد يصدق الى حد أننا أصبحنا في نظر الشفافية العالمية من اكثر بلدان العالم فسادا، فأن يأتي ايضا بمرشح يتصف بأهم الصفات وهي قضية النزاهة أنا أعتبر ان هذا موضوع مهم، من الصفات الاخرى الذي كان لوم المشترك عليها أن فيصل بن شملان مستقل وأن أحزاب اللقاء المشترك لم تختر أحدا منها وأنا اعتقد أن هذا أحد أهم الميزات وأحد اهم الايجابيات التي قامت بها احزاب اللقاء المشترك انها اختارت شخصا مستقلا، لأن منصب الرئاسة يجب ان يكون منصبا محايدا لا يجوز أن يكون له انتماء وحتى وإن كان للشخص انتماء يجب أن يتخلى عن انتمائه خلال توليه لهذا المنصب، إذن احد الميزات لاختيار فيصل بن شملان انه مستقل وشخص سمعته طيبة وعنده خبرة وتجربة كبيرة جدا وعنده علم ومعرفة، وبالتالي اتساءل ما هو الدور الذي ممكن ان نلعبه جميعا في تحقيق انعطافة مهمة في هذه المرحلة.
أنا أقول بكل صراحة احزاب اللقاء المشترك لها ثلاثة اهداف في المشاركة في الانتخابات، الهدف الأول لن تنجح مرشحه ومرشحيها سواء في الانتخابات الرئاسية أو الانتخابات المحلية، الهدف الثاني ان تكون الانتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة ولينجح من قدر له ان يختاره الناس، الشيء الثالث هو اذا تعرضت الانتخابات للتزييف فبإمكان اللقاء المشترك أن يعري هذا التزييف وأن يوثق هذا التزييف وتصبح كل النتائج التي تطلع من هذه الانتخابات نتائج غير شرعية ويصبح النظام الذي تفرزه نظاما مغتصبا وليس نظاما شرعيا، وبالتالي لا يلزم اليمنيين الطاعة له ولا يلزم اليمنيين اي اتفاق يقوم به باسم اليمن لأنه ليس بارادة اليمن، هذه الثلاثة الاهداف أنا اعتبرها في منتهى الاهمية لكن لا بد بصراحة ان يكون هناك ايجابية من الجميع، لا بد لنا جميعا أن نحاول ان نشارك بفعالية، كثير منا احيانا وأنا حتى وجدت بين الشباب من يقول لك: «أيش الفائدة قده الدنيا كلها قد سبروها.. قده عتطلع زي ما هي.. قده معروف ما هي النتيجة» يا أخي انزل أدل برأيك أدل بصوتك وبالتالي دع النتائج تظهر نفسها أما أن تقف سلبياً فهذا يعتبر هروباً، فما هو دور القوى المستنيرة من امثالكم سواء في دفع الناس الى عملية المشاركة الفعالة والايجابية في الانتخابات وكذلك المشاركة الايجابية والفعلية في عملية رقابة الانتخابات وفضح اي تزييف او محاولة لتزييف هذه الانتخابات وتوثيق ذلك بشكل كبير جدا وكل فرد في هذا مسؤول هذا هو في الحقيقة الموضوع الأول، أما الموضوع الثاني فأنا أريد ان اعيش هم الاخوان في المحافظات الجنوبية ونتحدث في هذا الموضوع بشفافية وأنا من الناس الذي اقول دائما ليس الانفصالي من يشكو همه إنما الانفصالي من يمارسها عمليا ما في القضية وبالتالي البعض يقول لماذا الاخوة الجنوبيون يصيحون ويشكون معاناتهم والاخوان الآخرون في الحديدة وتعز لا يتكلمون طيب اذا كان في واحد ساكت وقابل بالظلم أنا اطالب الثاني أنه يقبل بالظلم؟ هذا ليس منطقا في هذه القضية وعلى العكس انا أعتبر ان هذا شيء ايجابي وأعتبر ان هذا هو الدم الحي في شعبنا ولا بد لنا ان ندعمه ونستفيد منه ولكن نريد أن نتبين نحن لأنه للاسف الشديد نحن بعدنا وقصرنا وأنا اعتبر أننا مقصرون في عملية الحوار فهل بالإمكان ان نسمع شيئا من هذه القضايا .. افتح الموضع للحوار».
< نجيب يابلي: «الآن بعد ان فرغ د. المتوكل من حديثه المقتضب والمركز أو المختصر المفيد كما يقولون الآن نفتح باب الحوار، الحوار المنظم.
< قاسم داؤود: «أنا لدي بعض الملاحظات حول الجزء الثاني من الموضوع فيما يتعلق بالانتخابات كل ما آمله كمواطن او ناشط سياسي ان تتم الانتخابات يسودها اقل قدر من التزييف والتزوير وان تعكس نتائجها ارادة اليمنيين جميعا وان يكون هناك حرص متبادل من جميع الاحزاب والمنظمات على نجاح الانتخابات التي ستعد مكسبا لكل اليمنيين وهي البوابة الحقيقية للتغيير وتحقيق طموحات الناس في اليمن عامة، الموضوع المتعلق بالحوار حول القضايا الوطنية اعتقد ان مناقشة الاوضاع او الهموم الآنية او بعض التعبيرات المطروحة من تقرير مصير الى انفصالي وإلى آخره أرجو ان نأخذها بأسبابها وبالعوامل التي أدت الى تطور ونشوء هذا الوعي لدى الناس، نأخذ رغبة الناس في هذا الشطر في الوحدة، نأخذ نسبة استفتاء الناس حول دستور دولة الوحدة كم كانت النسبة للمواطنين في الجنوب وكم للمواطنين في الشمال مثلا، نأخذ نسبة مشاركة الناس في أول انتخابات برلمانية عام 93م في الجنوب والشمال لو اخذنا هذه كشواهد سنلاحظ ان سكان الجنوب بغض النظر عن المواقف التاريخية السابقة في النظال من أجل القضايا الوطنية كانوا اكثر اخلاصا ووفاء لقضية الوحدة، لذلك ما نجده اليوم من تعبيرات او من دعوات هنا وهناك هي نتيجة لاوضاع عاشها الناس ولمسوها، او وصل الناس بتجاربهم الخاصة وبحياتهم وبمعيشتهم أن الوضع الموجود ليس الوحدة التي ناضلوا من اجلها وأن العكس هو الموجود بمشروع آخر يعيشه الناس ويكابدون نتائجه.
الحلقة الاساسية في هذا الموضوع هي حرب 94م ولكن للامانة نقول انه حتى ما قبل الحرب كان هناك نوع من السياسة التمييزية الاقصائية ضد الجنوب والجنوبيين، ليس الجنوبيين بالعرق ولكن سكان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من ابسط القضايا الى اعقد المساءل، جاءت حرب 94م الطامة الكبرى لتشكل بنهجها ونتائجها وآثارها وما ترتب عليها من سياسات بمثابة مشروع متكامل استهدف هذا الجزء من الوطن تاريخا ومقومات ومكونات وحتى آمال وطموحات في مستقبل افضل، نلاحظ اليوم أن التاريخ يزور، يصادر، تاريخ اليمنيين كلهم، فمقومات الدولة التي كانت موجودة هنا لم تكن بجهود حزب او قائد او مجموعة من الافراد كانت بجهود كل الناس الطيبين في هذا الوطن الذين أفنوا اعمارهم في بناء هذه المكونات من مرافق اقتصادية ومؤسسات ادارة ونظم وتقاليد عمل واسلوب حياة هذه نتائج جهود اجيال من الناس ولم تكن نتائج لجهود حزب معين او قائد او مجموعة من الافراد، لذلك الناس شعروا ان الانتقام من هذه المكونات وتدميرها هو تدمير لاعمار الناس ولجهود الناس على مدى عقود من السنين، يعني تعدى من تدمير المؤسسات العامة ومقومات الدولة كاملة الى التعدي على حياة الناس وحقوقهم واملاكهم من اصغرها الى اكبرها ومعاملتهم وكأنهم غرباء، وكما قال احد الزملاء فعلا وجد هنا ما يمكن تسميته بمشروع اجتثاث الجنوب والجنوبيين.
صح هناك ظلم في اليمن كله، تمييز، اقصاء، لكن نشعر في الحياة اليومية انه لا الطالب الذي من الجنوب كالطالب الذي من هناك، ولا الموظف الذي من هنا كالموظف الذي من هناك، ولا التاجر الذي من هنا كالتاجر الذي من هناك، ولا السياسي الذي من هنا كالسياسي الذي من هناك، وخذوا رموزا من الذي امامكم الى الآن، هذا ولد حالة عند الناس، والحروب عادة تنتج وعيا جديدا، سكان البلقان الذين عاشوا قبل حروب البلقان تفكيرهم غير تفكيرهم اليوم وفي أي منطقة في العالم تشهد حروبا وصراعات، وحرب 94م كانت كارثة على الجنوب أولا استهدفت الجنوب ومن ثم الآن تأتي نتائجها لتنقض على اليمن كلها وقلت انا بصريح العبارة ان حروب صعدة الأولى والثانية هي توابع لحرب 94م، ما يدور الآن في اليمن كلها من اقصاء وفساد واستبداد وتدمير لكل شيء هو نتاج لهذه الحرب ونهجها وسياساتها، إذن معالجة آثار ونتائج الحرب ونهجها ليس فقط خدمة للجنوب والجنوبيين، لكنه انقاذ لليمن كلها فلا بد ان تكون هذه نقطة انطلاق في تقييم الوضع في اليمن، حرب 94م كانت بمثابة انقلاب على الوحدة وعلى الحياة وحتى على الوشائج بين الناس، يعني قبل حرب 94م كان التشطير في الأرض والسياسات، بعد الحرب انتقل التشطير الى أخطر انواعه وهو في الثقافة في السلوك في وعي الناس، إذن لا نعالج الظواهر أن هناك مجموعة دعت الى كذا او إلى كذا لكن نعالج الاسباب التي أدت الى هذا الوعي لدى الناس.. ضربت حقوق الناس ومصالح الناس، وآمال الناس في المستقبل معرضة للخطر، يشعر الناس بتمييز بإقصاء وأنهم كلهم مستهدفون، ممكن يكون في محافظة مجموعة من الناس مظلومين، ومجموعة مطحونين... لكن هناك مجموعة مستفيدين، الوضع هنا يختلف فكل الناس يعانون من التمييز والاقصاء والاذلال ومصادرة الحقوق، لم يكن هنا مألوفا أن يذل انسان وأصبح كل يوم الناس في الشريعة على حقوقهم وابسط مقومات حياتهم، واقول لك تحديدا إن شعور الناس للأسف ان هذا لم يقتصر على السياسات الرسمية فقط بل امتد ليشمل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ولو تلاحظ ذلك في انتخابات في مؤتمرات: مرة في مجلس النواب د. باصالح ترأس الجلسة انسحبت مجموعة كبيرة من مجلس النواب، المنظمات المدنية الحقوقية عندما تعقد مؤتمراتهم تجد الجنوبيين يحصلون على أقل الاصوات مع انهم شخصيات بارزة ومعروفة في اليمن ولهم تاريخهم في اليمن في النضال في اطار المنظمات نفسها، إذن هذه الحالة كلها تجعلهم اقلية مهضومة ومسلوبة الحقوق في هذا الوطن، لذلك نقول ان الحرب استهدفت الجنوب وسكان الجنوب أولا ولكنها الآن عادت كنهج يدمر اليمن كلها، ولمصلحة اليمن ومستقبل اليمن وتحقيق الاصلاحات في اليمن لا بد من معالجة نهج الحرب وسياسات الحرب وما ترتب عليها وأن البوابة للاصلاح والتحديث والتنمية في اليمن هي الجنوب وكما كانت عدن للجنوب ولليمن كلها سيكون في المستقبل نفس الوضع، أما إذا ظل الجنوبيون بهذه الحالة من الالغاء والتمييز والتهميش فلن ترى اليمن في أي منطقة من مناطقها الخير. نحن نتمنى الخير للجميع لكن هذه حقيقة يجب أن نستوعبها لذلك اعادة التوازن والحقوق الى الوحدة وشراكة الجنوبيين في الوحدة كشركاء حقيقيين وليس للزينة في السلطة والثروة هو ما سيجعل اليمن فعلا تتقدم خطوات الى الامام في التحديث وبناء الدولة والتنمية، ولمصلحة اليمن كلها لا بد ان نعيد للجنوب اعتبارها ومكانتها، راجعوا مناهج التربية راجعوا الحديث عن السياسيين راجعوا كل شيء فعلا هناك نهج اقصائي تمييزي بشكل فضيع، ولو كانت القضية محصورة في وزارة معينة أو مؤسسة ممكن نقول ان هذا خطأ شخص أو اجتهاد، لكنه يعم كل شيء، اصبح الناس ينقرضون من مؤسسات الدولة المركزية، هناك مؤسسات مركزية هامة لم يعد للجنوبيين فيها مكان، هناك تقاعد ولكن لا يستطيع غيرهم الالتحاق بها فالناس يشعرون انهم امام نهج يستهدفهم، ونحن نأمل من برنامج المعارضة او اللقاء المشترك ان يستوعب هذه الحالات وان يعالج مشكلات الوطن كلها ويقدم حلولا لها كلها».