> صور «الأيام» ست ميكسنر :

القنابل الانشطارية تقتل وتصيب الكثيرين في جنوب لبنان
القنابل الانشطارية تقتل وتصيب الكثيرين في جنوب لبنان
لا تزال القنابل الانشطارية غير المنفجرة توقع كل يوم مزيدا من الضحايا المدنيين في لبنان الجنوبي، لا سيما من الاطفال، رغم حملة التوعية الكثيفة التي قام بها الجيش اللبناني والامم المتحدة للتنبيه من مخاطرها.

وقالت الناطقة باسم مركز تنسيق نشاط الامم المتحدة في مجال نزع الالغام (ماك) داليا فران في صور "نبلغ كل يوم وقوع ضحايا جدد والعدد كبير"اضافت "نحن في حالة طوارئ".

ومنذ وقف المعارك في 14 اب/اغسطس، اوقعت القنابل الانشطارية غير المنفجرة 11 قتيلا و43 جريحا، منهم عدة اطفال، وفق اخر ارقام الجيش اللبناني أمس الأول الخميس.

ولقي ثلاثة اختصاصيين لبنانيين بتفكيك القنابل حتفهم الاربعاء عندما حاولوا تعطيل قنبلة اسرائيلية غير منفجرة قرب قرية تبنين على بعد 15 كلم من الحدود مع اسرائيل.

وكان العسكريون الثلاثة جزءا من فريق في الجيش اللبناني يحاول نزع الالغام في الجنوب الذي تعرض طوال 34 يوما اعتبارا من 12 تموز/يوليو لقصف عنيف من الطائرات والبحرية والمدفعية الاسرائيلية.

وبحسب الخبراء في "ماك"، فان الاف القنابل لا تزال متناثرة فوق الاراضي اللبنانية. وتنشر بعض القنابل الانشطارية التي اطلقها الاسرائيليون من طراز بلو-63 وم-77 عدة مئات من الاجسام الصغيرةالتي لا تنفجر كلها لدى ارتطامها بالارض وتشكل خطرا على حياة المدنيين، لا سيما في الفترة التي تلي انتهاء النزاع.

وعثر الخبراء الذين يحاولون تفكيك القنابل الانشطارية على 185 منها حتى الساعة، علما ان الاهالي عادوا الى قراهم بعد انتهاء المعارك,ويعثر الخبراء كل يوم على مزيد من المتفجرات.

وتوضح داليا فران ان "غالبية القنابل لم تنفجر"، مشيرة الى صعوبة العثور عليها بين الانقاض,وتقول انه حتى عندما يتم اكتشاف الاجسام المتفجرة "يعتقد الناس انها ليست خطيرة بسبب صغر حجمها".

واعتبر مارك غارلسكو، المحلل العسكري لمنظمة هيومان رايتس ووتش غير الحكومية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، ان استعمال هذا النوع من الاسلحة "حول منازل الناس الى حقول الغام فعلية"ويعطي مثلا عن ذلك المنازل قرب الناقورة حيث تم اطلاق القنابل الانشطارية.

وقال غارلسكو بعد جولة لمدة اسبوع في الجنوب حيث "انتشرت الاجسام المتفجرة فوق اراضي قرى باكملها" ان الاسرائيليين استعلملوا "ذخائر تعود الى عهد حرب فيتنام مع معدل عال جدا من القنابل التي لم تنفجر. عثرنا على قنبلة تعود الى اذار/مارس 1973".

اضاف "هذه الذخائر من القذائف غير المنفجرة تطرح مشكلة كبيرة"، مشيرا الى ان "الاطفال يلهون بها ويصابون بجروح، او يقتلون".

واصدرت الامم المتحدة منشورات لتحذير الاهالي وننبيههم بشكل خاص الى الخطر الناجم عن هذه المشكلة.

ووزع الجيش اللبناني حوالى مئة الف بيان وعشرة الاف منشور على حواجز التفتيش. كما نظمت حملة توعية على الاذاعة وشاشات التلفزة,بيد ان الامم المتحدة لا تزال تشير الى ان "حصيلة الضحايا تتزايد باستمرار".

وتقول داليا فران "يتعلق الامر بالدرجة الاولى بالقنابل الانشطارية التي عثر عليها داخل المنازل والحقول والحدائق وعلى سطوح المستشفيات، وعلى الطرقات الرئيسية".

وتلفت الى النقص القائم على مستوى الناشطين والمعدات الضرورية لمعالجة مشكلة هذه القنابل غير المنفجرة. وتقول "لم يتم تنظيف الارض تماما. لا نملك الوقت ولا المعدات,يجب ان يتم تقديم مزيد من المساعدات لنا".

وتاتي هذه المشكلة المستجدة لتضاف الى مشكلة 450 الف لغم زرعتها اسرائيل قبل انسحابها من لبنان عام 2000 على طول "الخط الازرق" الذي رسمته الامم المتحدة كخط حدودي بين لبنان والدولة العبرية، بين الناقورة وشبعا، من الغرب الى الشرق. وفي هذه المنطقة الحدودية التي يعيش فيها نصف مليون مواطن، هناك لغم لكل 133 مترا.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها على شبكة الانترنت أمس الأول الخميس ان الولايات المتحدة فتحت تحقيقا لتحديد ما اذا كانت اسرائيل خالفت اتفاقات سرية باستخدامها قنابل انشطارية اميركية الصنع في حربها في لبنان في تموز/يوليو وآب/اغسطس.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الحكومتين طلبا عدم كشف هويتيهما ان الادارة الاميركية فتحت تحقيقا خلال الاسبوع الجاري على اساس معلومات تتحدث عن استخدام اسرائيل قنابل انشطارية مضادة للافراد بما يخالف اتفاقات مبرمة مع الولايات المتحدة تحدد شروط استخدام مثل هذه الاسلحة. (أ.ف.ب)