> عدن «الأيام» خاص:
عقدت مساء الاربعاء الماضي بمنتدى «الأيام» في محافظة عدن ندوة استضيف فيها أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، ألقى خلالها محاضرة علمية متميزة عن (الثوابت والمرجعيات مقاربة في الرؤية والمفهوم - مثال: الحرية).
وفيما يلي نستعرض الجزء الثاني والأخير من الندوة، والذي يتضمن على مداخلات المشاركين في الندوة واسألتهم وتعقيب أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، على مداخلاتهم واستفساراتهم.
< د. سمير شميري: "اجد نفسي ظالما للاعتدال لوقلت لنفسي لم استفد كغيري من هذه المحاضرة وفي عين الوقت اجد نفسي متشاطئا مع بعض الاطروحات التي تفضل بها د. عبدالوهاب راوح.. عندي حفنة من الملاحظات أولا عندما نتحدث عن الحرية الحرية هي كلمة ساحرة تشعشع كماسة في سماء حياتنا وهي مصطلح مفخخ في نفس الوقت وحتى لا نعيش على حافة الفوضى لابد من ضبط ايقاع الحرية وان نميز ما بين الحرية والجرأة والوقاحة المترعة بالسوقية والفضاضة احيانا.
لا توجد حرية بدون حدود الحرية المطلقة لصالح الزمر القوية وتكون ضد الفئات الضعيفة والحرية كما هو مفهوم لها بعدها السياسي والاجتماعي والثقافي والسيكلوجي وهي على همزة وصل قوية بالعقل بالعقل والفعل والعلم والتنوير والنظام والقانون والهيئات النظامية.
الملاحظة الأخرى حقيقة هناك التباس في مسألة الحرية ففي مجتمعاتنا نعاني من صراع في القيم وتناشزها فكيف يمكن ان اطالب بالحرية وانا شمولي من راسي وحتى أخمص قدمي؟ كيف انادي بالتسامح وانا غير متسامح حتى مع من هم اقرب لي مع من هم اصدقاء لي؟ كيف انشد المواطنة المتساوية وانا في نفس الوقت امارس العصبوية الضيقة؟ كيف يمكنني ان اطالب بالعدالة والانصاف وانا غير عادل في فعلي وتفكيري وتعبيري النفسي والسيكلوجي؟ كيف أئن أنا من الظلم وأمارس ظلما أشد ممن يظلمني؟ فلابد ايضا عندما نمارس الحرية من ان أحترم حرية وعقل وارادة وضمير وادمية الاخرين داخل المجتمع، لابد ايضا من حرية العقل والضمير والعقيدة والقول والسلوك والخلق والابداع ولابد من حرية الفرد والمؤسسات واستقلالية المجتمع المدني، الحرية في نهاية المطاف هي مسؤواية وثقافة وتنوير في أغلب الاحيان ننبهر باضواء وفسيفسات الحرية ونلهت وراء المساحيق والطلاء الزائف ونهمل الحرية بمضمونها وبدمها وبلحمها التي تقود صوب الخلق والابداع لتغيير جغرافية العقل ولتجنب المسالك الوعرة والمطبات والمحاجزات والعوائق امام تقدم ونهضة الشعوب.
ليسمح لي استاذي الكريم د. عبدالوهاب راوح ان اتقاطع معه حول المرجعيات أنا في تقديري الشخصي أنه يمكن ان يوجد ايضا اختلاف في المرجعيات لأنه أنا أقول ان المرجعية ليست بواحدة المرجعيات متعددة ومختلفة هناك مرجعيات سياسية والمرجعيات السياسية ايضا متعددة ومختلفة، وهناك مرجعيات دينية وهذه ايضا مرجعيات مختلفة ومتعددة، وهناك مرجعيات ثقافية متعددة ومختلفة، وبالتالي توجد مرجعيات بالوان طيفية وهناك تعدد واختلاف حول المرجعيات تبعا للمصالح وتبعا للرؤى وتبعا للمواقف وبالتالي اتقاطع مع استاذي حول هذا الموضوع".
< د. محمد عبدالله باشراحيل: "في الحقيقة لأن المتحدثين كثير سأختصر الملاحظة حول ما طرحه الاستاذ القدير د. عبدالوهاب حول الثوابت والمرجعيات مقارنة في الرؤية والمضمون ونموذجها الحرية وكما فهمنا من المحاضرة اعتبر الدكتور الحرية هي المرجعية التي ليس بعدها حائط وليست كالثابت وبها تقوم الاشياء، لا أكرر بعض ماجاء في الخطوط العريضة التي اشر اليها د. سمير وانا اتفق معه في بعضها، أعودلبعض الاشياء التي تشار اليها الدكتور عبدالوهاب مثل شعار (حرية العرب في قوتهم) وانتقد الدكتور هذا الشعار وانا لست مدافعا عن الشعار ولكن أقول ان هذه وجهة نظر علينا أولا ان نتفق حول مفهومنا وتعريفنا للحرية وحول مفهوم وتعريفنا للقوة ولا يمكن ان نمثل هذا الشعار بالعربة والحصان، إذن السؤال ما هي الحرية أولا؟ اذا اتفقنا حول الحرية ممكن ان نربط الامور ونتمحور حول التعريف ومن وجهة نظري المتواضعة ومن تجاربنا في اليمن أرى ان الحالة الاقتصادية يعني وضع الفقر قبل قضية الحرية وفر للانسان لقمته قبل ان تعطيه حريته بدون اللقمة سيموت لكن بدون الحرية سيعيش بمضض، تجربتنا في الانتخابات مثلا نمارس الحرية في الانتخابات واختيار الاشخاص وسمعنا ورأينا وقرأنا عن نتيجة الفقر استبيحت الحرية وأشتريت الأصوات فبيعت الحرية امام لقمة العيش، إذن اجريت الانتخابات واعطيت هذا الانسان حريته أنا أقول لا قبل الحرية يجب ان أوفر لقمة العيش الله سبحانه وتعالى يقول: "الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف" هذان الاساسان لللحياة والحرية تأتي اذا هذه الاشياء".
< د. محمد باناجه: "شكرا للاستاذين هشام وتمام باشراحيل على تنظيمهم لمثل هذه الندوات التي قلما تنظم مثلها في مدينة عدن لأن معظم المنتديات تركز على القضايا السياسية بينما القضايا الفكرية الاساسية التي تعد مداخل مهمة لفهم المسئلة السياسية والاقتصادية والى اخره هذه تغيب دائما عن هذه المنتديات، وكذلك الشكر للاستاذ القدير د. عبدالوهاب راوح، ولدي ملاحظتين فقط اذا كانت الحرية مرجعية فان المرجعيات كما تفضلتم وانا اتفق معكم فيه ليس لها ما يسبقها ففي هذه الفرضية تصبح الحرية فطرة بشريةبينما يؤكد كثير من الفلاسفة المعاصرين ان الدلالة المفاهيمية للحرية لم تظهر الا مؤخرا في الفكر الفلسفي السياسي وتحديدا بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها أوروبا في عصر النهضة وربما بعد ذلك ببضعة عقود ولكن مفهومنا اللغوي للحرية موضع اخر بين الحر والعبد هذه مفاهيم اخرى لكن الحرية بالمفهوم السياسي المعاصر لم تظهر الا مؤخرا وليست فطرة بشرية، الملاحظة الاخرى حقول الحرية فالحرية ليست مفردة لغوية وحسب بل لها دلالاتها الفلسفية فهي اذن ليست شيء مجرد بل شيء ملموس ولها تجليات على صعيد الفكر ونقول مثلا حرية التفكير ونقول الحرية الاقتصادية على صعيد الاقتصاد ونقول الديمقراطية على صعيد الحرية السياسية فإذا كان الفكر هو مصنع الانسان فإن الحرية وقوده فإذن البدأ من حرية التفكير في كل ما يحول الانسان الى أفضل مما هو عليه هنا تكمن الدلالة الاصطلاحية للحرية اذا كان الامر كذلك فانه يمكن على سبيل المثال ان نضع كل ما يفرض علينا من برامج اصلاح اقتصادي من قبل اطراف النظام الليبرالي طبعا الدول والمؤسسات هو تضاد الحرية التي هي اصلا نتاج لهذا الفكر الليبرالي".
< د. احمد غالب المغلس، استاذ الفكر الاسلامي بجامعة عدن: "الموضوع جديد وقديم في نفس الوقت فالثوابت والمتغيرات اختلف حولها قديما المعتزلة والحنابلة وكان من ضمن المرجعية التي قال عنها الحرية او حرية الاختيار التي وقف المعتزلة حينها في القرن الثاني الهجري وحتى لبقرن الرابع الهجري في خصام دائم مع الحنابلة بسببها التي الثابت والمتغير في الفكر الاسلامي في فكرنا الاسلامي قلما يقع تحت المسؤولية الدينية والحاضرية بحيث اننا في الوقت الحاضر لا نستطيع ان نقول بان ما كان ثابتا لا يمكن ان يكون متغيرا وما كان متغيرا لا يمكن ان يكون ثابتا في اطار يدخل تحت المرجعية التي نعود اليها وتخدم وعينا الثقافي والحضاري، الامر الاخر وقع الخلاف بين المعتزلة والحنابلة قديما واليوم بين الوعي القديم والوعي الجديد ما يسمى بالرجعية والتقدمية في اطار عدم وجود تفسير واضح لما يسمى بالثوابت او المتغيرات لذا لم يتعامل الناس مع هذه المصطلحات بوعي بل ذهبوا الى الخلاف الذي يحتدم وتكون نهاية الفوضى، الاختلاف القوي في تفسير المرجعية لم يحكم منذ اللحظة الاولى مما أدى الى صدام جوانب الأمة مع بعضها ولذلك نرى ان هذه الاختلافات كثيرة ونرى ان هذه الاختلافات ادت الى ان تصبح الأمة على شفى جرف هار اي ان الالتقاء والوحدة في مسألة الوعي قد يكون في بعض الاحيان غير مستساغ لعدم التفسير الموضوعي للمرجعية أو عدم وجود تفسير واضح للمرجعية يخدم جميع الاطراف".
< ياسين نجاشي: "أنا اشيد بالمحاضرة التي القاها الاستاذ الفاضل د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة لنكون جميعا قد استفدنا من هذه المفاهيم والاطروحات التي نفتقر اليها من خلال الوسائل الاعلامية بشكل عام ولكن من خلال منتدى "الأيام" كان هو السباق لطرح وبلورة كثير من المفاهيم والاطروحات حول الثوابت والمرجعيات وهنا يتطلب منا ان نعي ما يطرح من قبل هذا وذاك والتركيز على مضمونية وجوهر النقاش ونوعيته بحيث يكون بناء".
< د. حسن حميد الغرباوي، استاذ العقائد والأديان في قسم الدراسات الاسلامية بكلية التربية عدن: "في البدء شكرا للحضور جميعا حتى لا أكون ممالئا لاستاذي الدكتور رئيس الجامعة وشكرا له على هذه المحاضرة الفلسفية القيمة الفكرية العالية المستوى، ولذلك اضن ان كل الذين ناقشوا او الذين لم يناقشوا ربما يعيبون على الذين يناقشون الاستاذ لانهم في الأصل حقيقتا أقول وبتواضع لم يصلوا بوعي دقيق الى ما طرحه الاستاذ فلابد ان انبه ان استاذي الفاضل رئيس الجامعة لم يقصد في محاضرته مثلا الحرية في اليمن لأن الموضوع فلسفي أشمل من موضوع سياسة بلد أو فلسفة بلد في جوانبه المتعددة السياسية الاقتصادية والى غير ذلك، ولذلك كع الاسف الشديد انا من خلال محاضراتي حتى مع الأخ فضل الربيعي أجد الكثير يتحينون الفرصة لطرح أمور تتقل كاهلنا نحن لسنا بحاجة بها الى بعد ان نؤصل لمفهوم أرقى كالحرية عموما تم بعد في محاضرة لاحقة ممكن ان يدعى صاحب اختصاص ليناقش هذا الموضوع حتى لا أكون أنا اليمني الأصيل مع أن أصل يمني حقيقة وعراقي وأحب عروبتي ووالله أحرص على اليمن كما أحرص على بلدي ولذلك يا أخوان حتى لا أكون فوضوي كما هو الحال لفهمي للمرجعية والثوابت لأني حقيقة لم أفهم المرجعيات كما فهمها استاذي وكذلك الثوابت خاصة وان الاستاذ الفاضل ركز على ضرورة فهمنا لها في الموسوعات لا في القواميس مع انه في المحاضرة تداخلت الافهام فمرة يحذوا بنا الى القاموس ومرة الى الموسوعة، السؤال اذا كانت المرجعيات والثوابت يجب ان نفهمها من خلال الموسوعات فكيف نفهم اذا كان الذهاب الى الموسوعات ان المرجعية لا اساس لها مع ان استاذنا اشار الى اتفاق كل الحضارات والثقافات فردية وجمعية على ذلك كيف نقول ان المرجعيات لا أصول لها أنا أقول بتواضع وبفهم قاصر ان المرجعيات لها أصول ومنها الحرية مثلا واستاذنا تكلم وقال ان الحرية الواردة في النصوص الشرعية متفق عليها تدخل بمدخل الاهي الى عقول الناس وتخرج بمدخلات بشرية اذا المرجع فين الاهي شرعي واعذر استاذي الفاضل المفكر الفيلسوف اللغوي لأنه اخذ امثالا في السياسة والاقتصاد والتاريخ والاجتماع وترك الجانب الشرعي الذي هو أصل الأصول ومرجع المرجعيات ولذلك اعتقد الاستاذ ناقش الموضوع بشمولية ولكن لا أقول يأخذ عليه انما أغفل فكره او فكرنا القول عما تحدث فيه الشارع الحكيم في مسألة المرجعيات، الحديث احيانا يجبرني ان اشاطر بعض اللذين علقوا ومنهم الاستاذ الشميري حول ان المرجعيات متعددة ولا يمكن ان توسم بسمة واحدة ولكن لا اتفق معه اذا كان فهم الحرية كما اسلفت قبل قليل لبلد معين ويجعله هو المرجعية لجميع المعمورة، تم قضية القيود الاستاذ الفاضل قال ان القيود تحقق مصلحة من يضعها هل هذه فلسفة مطلقة ام فهم مطلق انا اقول بتواضع ان القيود ام تكن في كل الاحوال خادمة لواضعها اذا ما اخذنا القيود الواردة في النصوص الشرعية فإنها تخدم الذين وضعت لهم ولا حاجة للشارع الحكيم ان يستفيد من وضع قيد مع ان القيود نعم قد تخدم مصلحة من يضعها ولكن اذا فهمت بفهم عقلاني مجرد إذن لا يمكن القول باطلاق ان القيود ممكن ان تحقق مصلحة من يضعها بل قد تحقق مصلحة لمن قيدوا بها ولذلك الحرية قد تصبح فوضوية اذا لم نقل ان لها مرجعية فالحرية ليست هي بذاتها مرجعية مطلقة وانما الذي وضعها هو الشارع الحكيم على اختلاف الاديان وكذلك حتى الفلسفات والديانات الوضعية وصحابها الذين وضعوا هذا المفهوم لابد وان يكون قد قيدوها بقيود والا ضيعنا المصلحة التي هي نتاج التفاعل بين المرجعية والثوابت.
ان أمثلة الثوابت كما قلت كانت سياسية اقتصادية حزبية ووطنية وعد الثابت الوطني ثابت مقدس هذا يأخذ ايضا اذا ما رجعنا الى نصوص الشريعة يؤخذ من الشارع وليس من وطنية الوطن او فهم الناس للوطنية كما ورد في الاحاديث ان حب الوطن من الايمان والايمان أرقى درجات الفهم والاعتقاد، تم مسألة عمر الثوابت انها ليست ذات اعمار الثوابت تنقضي بانقضاء المصلحة التي من أجلها وضعت تبعا للمرجعيات انا أقول ربما انها لا تننتهي بانتهاء تحقيق مصلحة في زمن ما كما في فهمنا وقراءاتنا للنصوص الشريعة ان الثوابت هي المبادئ هي الاصول هي المرجعيات كما هو الحال في الاحكام الاعتقادية والخلقية اما المتغيرات التي سميت في فهم القواميس بهذه المحاضرة هي الثوابت كما هو الحال في الاحكام الاجتهادية يصح ان نطلق عليها هي المتغيرات الثوابت والمتغيرات ومع ذلك أستاذي أفهم مني في تحديد المصطلح ولذلك حقيقة الاستاذ كانت محاضرته اليوم بمثابة تأصيل لمفهومي المرجعية والثوابت في هذه المحاضرة وحري بنا ان نعود الى القاموس والموسوعة من جديد لنكمل ما قصر عنه عقلنا في الفهم".
< علي هيثم الغريب: "شكرا للاستاذ د. عبدالوهاب راوح وللحاضرين وليعذرني المتخصصين هنا خاصة في مجال الفلسفة لأنني رجل حقوقي وممكن ان ابدأ ببعض الاشياء حديث الدكتور راوح
يقودنا الى الشيء المطلق والشيء المطلق يقودنا الى العصبية والعصبية تقودنا الى اشياء اخرى وانا اقول انه لا يوجد شيء مطلق في هذا الوجود فكل شيء هو متغير فاذا افترضنا بانه توجد مرجعيات فان المرجعيات لا يمكن ان تكوت ثابته واذا سلمنا ايضا ان هناك ثوابت فان الثوابت هي الاخرى لابد ان تكون متغيره وغير ثابته والدليل على هذا انه اذا اطلق في أوروبا على القرن الثامن عشر بأنه قرن العقل سنجد ان (نيتشه) فيما بعد قال لقد حررنا انفسنا من هذا الخوف من هذا الرعب من هذا العقل، ويقصد بقوله هذا ان العقل ليس كافي لاظهار كل الحقيقة وليس كافي لمعرفة كل المعرفة لكن العقل قد يصبح مرعب لاشياء أخرى والجانب الاخر اذا سألنا الاستاذ د. عبدالوهاب راوح هل العقل هو مرجعية ام ثابت. فإذا مرجعية وهي الحائط الاخير الذي تستند عليه الثوابت فلماذا الله سبحانه وتعالى أرسل الانبياء والرسل والكتب فاذا كان الله سبحانه وتعالى أكتفى بالعقل هذا للانسان كان لن يرسل الانبياء والرسل والكتب فأنا باعتقادي ان العقل هو قاصر لا يمكن ان يفهم الحقيقة كاملة وبالاخير الصراع الموجود منذ وجود الانسان وحتى الان هو نتاج لنقص العقل في فهم الحقيقة وفهم المعلومة ونتيجة ايضا لفرض المطلق على المعرفة وعلى الحقيقة سواء على المجال السياسي او الاقتصادي او الوطني او كثير من الشعارات لهذا انا أقول بما قاله مثلا (ديكارت) عندما قال انا افكر اذن انا موجود، عندما قال انا افكر بمعنى ان الوجود لا اساس له بدون التفكير والتفكير لا يمكن ان يكون شيء مادي اذا لم يكن مرجعيته العقل والعقل في نهاية المطاف هو ناقص لأنه استمد شرعيته من عدم معرفته للحقيقة الموجودة امامه وكثر التفصيلات والتفسيرات لها ولهذا نقول ان لا مرجعية هنا ثابتة ولا ثوابت ايضا ثابته.
الجانب الاخر حول الحرية وحول الخبز هذا هو صراع الانسان منذ ان وجد على الطبيعة وهناك ايضا من يقدم الحرية على الخبز وهناك من يقدم الخبز على الحرية وأكبر صراع ابتليت به البشرية في بداية القرن الماضي ما بين من يريد ان يكون الخبز في المقدمة وهو الفكر الاشتراكي العلمي ومن يريد ان تكون الحرية وهي الليبرالية الاوروبية حتى ان ميثاق حقوق الانسان المدنية والسياسية الذي وقع عليه من قبل الامم المتحدة لم يوقع عليه حينها الاتحاد السوفيتي لانه قدم مشروع اخر وسماه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مقابل الحقوق المدنية والسياسية إذن الصراع هو صراع من اجل الخبز ومن اجل الحرية اذن ممكن وصلنا نحن الى نتيجة معرفة كاملة نتاج ما قد حمل لنا العصر والصراعات الماضية من فهم كبير ونقول في نهاية المطاف كما اعتقد انا لا يمكن ان يكون هناك خبز للانسلن وامان للانسان بدون حرية ولا يمكن ايضا ان تكون هناك حرية بدون خبز وبدون امان يعني بان واحد لا بد ان يجد الانسان الحرية والخبز".
< واختتمت الندوة بتعقيب أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، على مداخلات واسألة المشاركين حيث قال: "بداية اكرر شكري وتقديري للاستاذ هشام والأخ الاستاذ نجيب لادارة هذه الجلسة واحس بسعادة كبيره واشكر الاخوة المداخلين على ملاحظاتهم والموضوع فعلا يحتاج مراجعة ويحتاج قراءة فممكن اعقب على ما اشار اليه بعض الاخوة مشكورين، د. سمير انا أتفق معه في تعدد المرجعيات فعلا المرجعيات متعددة وليست واحدة ولكن فيما يخص يادكتور الخلاف حول المرجعيات او في المرجعيات، الفهم الذي أنا أريده أنا اتكلم الان عن المرجعية ليس من خلال ما اقرأها بمعنى دعني ازعم بأنني اقدم بطاقة تعريفية للمرجعية أنا أريد ان أقدم بطاقة ومن بنود ومفردات هذه البطاقة التي اريد ان اقدمها ان المرجعية هي الحقيقة المرتبطة بالانسان من حيث هو انسان والتي لا تصل اليها قضايا الخلاف، هذا بند اضيفه الى بطاقة تعريفي انا تتفق معي او تختلف ليست قضية انما ساضرب لك أمثلة لاقنعك او تقنعني الثواب والعقاب القران الكريم اعطى هذه المرجعية أهمية كبيرة بل يكاد يكون جانب كبير من الاسلام يقوم عليها وهذه المرجعية وبسميها بمصطلح (مرجعية الثواب والعقاب) تمثل حقيقة من أين تستمد مشروعيتها لماذا لا يوجد انسان فيما مضى وفيما سيأتي في أي رؤية مستقبلية يراها العقل لا يمكن للعقل ان يتنبأ بأنه سيأتي يوم من الايام سيستغني فيه الانسان عن التعامل مع شيء اسمه الثواب والعقاب وبالتالي لا فيما مضى من تاريخ ابائنا وفيما سيأتي من تاريخ ابنائنا أي الانسان من حيث هو بغض النظر عن قوميته وزمانه ومكانه هناك حقيقة مرتبطة بهذا الكائن حقيقة ان الثواب والعقاب يمثل مرجع لضبط لتقييد والى اخره من نشاطه، إذن انا انظر الى الثواب والعقاب كمرجعية وليس ثابت بل أكبر من ثابت تم هنا من البنود التي ادخلها في تعريف هذه البطاقة التي هي المرجعية انها لا ينال منها الاختلاف وانها فوق زماني وفوق مكاني أي انها غير تاريخية ليس هناك تاريخ للثواب والعقاب وانما التاريخ فيما يخص الثواب والعقاب هو في التعاطي مع الثواب والعقاب لا في الثواب والعقاب بذاثه، فالحرية تاريخها هو تاريخ التعامل معها وهنا اجيب اخي الدكتور محمد باناجه ان الحرية لم تظهر الا مؤخرا انت هنا تؤرخ للتعامل مع الحرية ليس الحرية فتاريخ الحرية هو تاريخ التعامل معها أما الحرية من حيث هي مطلب حاجة مرتبطة بالانسان من حيث هو انسان فهي فوق زماني فوق مكاني أي لا زمان لها لا مكان لها والسؤال هنا اذا كانت لا تاريخية وهذا مفهوم وهذه الخاصية الثالثة ان المرجعية تتمتع بكينونة اي بوجود مستقل عن التعامل معها وهذا مبدأ اكده أكثر من مفكر ان الحقائق لها كينونة مستقلة لها وجود (انطلوجي) بالمعنى الانطلوجي للكلمة اذن المرجعيات متعددة لكن الذي أريد ان اقدمه لفهمي او لفهم المرجعية أولا انها المنطقة التي لا نصل اليها بخلافاتنا او لا ينال منها الاختلاف بتعبير أدق، وثانيا ان لها وجودها المستقل، ثالثا انها غير تاريخية، أي انها فوق زماني فوق مكاني وتاريخ التعامل مع المرجعية هو الذي يؤرخ لها فاذا جئنا الى الحرية وتاريخ التعامل ندخلها في التاريخ أجيب على أخي الاستاذ المغلس حين تناول الحرية في الفكر الاسلامي الاعتزالي والسلفي والسني والاشاعرة الحرية التي تناولوها هي حرية الانسان مقابل مشيئة الله وليست حرية الانسان في تعامله مع الانسان أي ان الطرفين الذين يمثلوا حقل الحرية في الفكر الفلسفي الاسلامي هو حرية الانسان والمشيئة منها قضايا الجبر والاختيار.
إذن الفقر والحرية هذه طرحت ووضحها الأخ علي فقال قضية الخبز والحرية وأنا أقول لك الذي لن يأتي لك بالحرية لن يأتي لك بالخبز والذي يقول لك دعني اعطيك الخبز قبل الحرية لن يعطيك الخبز، أرجو ان تدركوا ان هناك طرفين بينهما قضية طرف مستبد وطرف يطالب بحقه في الحرية فالمطالب هو قطب (ب) الذي يطالب القطب (أ) وبينهما قضية الحرية واذا سألت بدقة مخبرية من أين ينبع خطاب الخبز قبل الحرية ستجده ينبع من القطب (أ) المستفيد من بقاء الحرية معلقة واذا حرمك الخبز لن يعطيك الحرية خذ حريتك وانت ستأتي بالخبز وفي أوروبا يوم ما أخذو حريتهم أخذوا خبزهم ونحن لما بقى الخبز له الصدارة لا حصلنا على الخبز ولا حصلنا على الحرية بمعنى ان الفقر يكرس لمزيد من الفقر والفقر الية لا تنتج الا الفقر ولا يمكن للحرية ان تنتج الفقر اطلاقا، هناك شعوب غنية ومتوسط دخل الفرد بالمعايير الدولية ممتاز شابعين ولكن مش شابعين سياسيا سوبر ماركت فيه جميع انواع الاشياء في مجال الحرية الاقتصادية لكن المكتبة فقيرة في مجال حرية الفكر والمسألة واضحة، بإختصار من قال لك الخبز أولا لن يعطيك الخبز ولا الحرية أرجو ان تدرك هذا.
للحرية أربع تجليات مفتاح حرية سياسية أحزاب، حرية اقتصادية أسواق حرة وتجارة حرة، وحرية اجتماعية حق المجتمع في التنظيم، وحرية فكرية حق الفكر والنشر والتوزيع، فكل ما عملت متزامنه كان المجتمع صحيح واذا جبيت هذه الحرية واخرت تلك الحرية كان المجتمع اعرج الى حد معين.
الاستاذ الخامري طرح موضوع الحرية والضرورة هذا مبدأ فلسفي معروف ومشهور الانسان في مراحلة يبدأ بالضرورة وكلما تجاوز منطقة الضرورة الى منطقى الحرية دخل في مرحلة الجمال اضرب لكم مثل خذوا سفرة طعام ممكن تكون سفرة طعام بعشرين دولار هنا الضرورة تحققت 100% لوجود الكراسي والطاولة التي لبت مطالب الضرورة والوظيفة والسفرة الأخرى التي بعشرة ألف دولار من الخشب المنحوت أسألة هنا هل السفر التي بعشرين دولار والاخرى التي بعشرة الف دولار هل حدث تفاوت وظيفي بينهما؟ لا لايوجد تفاوت وظيفي الوظيفة هي نفسها التفاوت حصل في الهامش بالتمتع بالسفرة الثمينة وبالتالي اذا قرأت للعقاد وبعض الفلاسفة يعرفوا الجمال بأنه تغليب الحرية على الضرورة اشار اليه العقاد بكفاءة في كتاب له أسمه (مراجعات في الاداب والفنون) قراءته قبل ان أدخل جامعة صنعاء، خذ البناء الرجل الذي حيلته يعمله غرفتين يشتغل في اطار الضرورة والذي عنده ملايين ينحث المتر بكده ألف ريال أيش يعمل لا يضيف الى الكنان ولا الى الوضيفة الضرورية للمبنى شيء انما اضاف قيم جمالية جاءت من تغليب هامش الحرية على الضرورة، أكون بهذا أرجو أني وفقت في ان اضيف بنود الى تعريف المرجعيات في انها المناطق التي تستند اليها الاشياء وهنا أجيب على أخي الكريم الاستاذ حسن حميد الغرباوي أنا لما قولت ان المرجعية لا اساس لها لا أقصد لنها معلقة في الهواء وليس لها أصل أقصد انها نهاية المربوط بلغة الاخوة في الخدمة المدنية اقصد انها الحائط التي ليس بعدها حائط والشرط الذي ليس قبله شرط يولده أقصد ان مبدأ الثواب والعقاب وهذا سؤال للجميع من أراد منكم ان يأتيني بالاساس الذي يقوم عليه الثواب والعقاب فليأتيني به.. واشكركم جميعا وأكرر شكري وتقديري لـ "الأيام" واستاذها المتألق وبصوتها وبحريتها وباحترامها لقرائها وبما تشع به من حرية وأرجو ان نلتقي على خير".
وفيما يلي نستعرض الجزء الثاني والأخير من الندوة، والذي يتضمن على مداخلات المشاركين في الندوة واسألتهم وتعقيب أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، على مداخلاتهم واستفساراتهم.
< د. سمير شميري: "اجد نفسي ظالما للاعتدال لوقلت لنفسي لم استفد كغيري من هذه المحاضرة وفي عين الوقت اجد نفسي متشاطئا مع بعض الاطروحات التي تفضل بها د. عبدالوهاب راوح.. عندي حفنة من الملاحظات أولا عندما نتحدث عن الحرية الحرية هي كلمة ساحرة تشعشع كماسة في سماء حياتنا وهي مصطلح مفخخ في نفس الوقت وحتى لا نعيش على حافة الفوضى لابد من ضبط ايقاع الحرية وان نميز ما بين الحرية والجرأة والوقاحة المترعة بالسوقية والفضاضة احيانا.
لا توجد حرية بدون حدود الحرية المطلقة لصالح الزمر القوية وتكون ضد الفئات الضعيفة والحرية كما هو مفهوم لها بعدها السياسي والاجتماعي والثقافي والسيكلوجي وهي على همزة وصل قوية بالعقل بالعقل والفعل والعلم والتنوير والنظام والقانون والهيئات النظامية.
الملاحظة الأخرى حقيقة هناك التباس في مسألة الحرية ففي مجتمعاتنا نعاني من صراع في القيم وتناشزها فكيف يمكن ان اطالب بالحرية وانا شمولي من راسي وحتى أخمص قدمي؟ كيف انادي بالتسامح وانا غير متسامح حتى مع من هم اقرب لي مع من هم اصدقاء لي؟ كيف انشد المواطنة المتساوية وانا في نفس الوقت امارس العصبوية الضيقة؟ كيف يمكنني ان اطالب بالعدالة والانصاف وانا غير عادل في فعلي وتفكيري وتعبيري النفسي والسيكلوجي؟ كيف أئن أنا من الظلم وأمارس ظلما أشد ممن يظلمني؟ فلابد ايضا عندما نمارس الحرية من ان أحترم حرية وعقل وارادة وضمير وادمية الاخرين داخل المجتمع، لابد ايضا من حرية العقل والضمير والعقيدة والقول والسلوك والخلق والابداع ولابد من حرية الفرد والمؤسسات واستقلالية المجتمع المدني، الحرية في نهاية المطاف هي مسؤواية وثقافة وتنوير في أغلب الاحيان ننبهر باضواء وفسيفسات الحرية ونلهت وراء المساحيق والطلاء الزائف ونهمل الحرية بمضمونها وبدمها وبلحمها التي تقود صوب الخلق والابداع لتغيير جغرافية العقل ولتجنب المسالك الوعرة والمطبات والمحاجزات والعوائق امام تقدم ونهضة الشعوب.
ليسمح لي استاذي الكريم د. عبدالوهاب راوح ان اتقاطع معه حول المرجعيات أنا في تقديري الشخصي أنه يمكن ان يوجد ايضا اختلاف في المرجعيات لأنه أنا أقول ان المرجعية ليست بواحدة المرجعيات متعددة ومختلفة هناك مرجعيات سياسية والمرجعيات السياسية ايضا متعددة ومختلفة، وهناك مرجعيات دينية وهذه ايضا مرجعيات مختلفة ومتعددة، وهناك مرجعيات ثقافية متعددة ومختلفة، وبالتالي توجد مرجعيات بالوان طيفية وهناك تعدد واختلاف حول المرجعيات تبعا للمصالح وتبعا للرؤى وتبعا للمواقف وبالتالي اتقاطع مع استاذي حول هذا الموضوع".
< د. محمد عبدالله باشراحيل: "في الحقيقة لأن المتحدثين كثير سأختصر الملاحظة حول ما طرحه الاستاذ القدير د. عبدالوهاب حول الثوابت والمرجعيات مقارنة في الرؤية والمضمون ونموذجها الحرية وكما فهمنا من المحاضرة اعتبر الدكتور الحرية هي المرجعية التي ليس بعدها حائط وليست كالثابت وبها تقوم الاشياء، لا أكرر بعض ماجاء في الخطوط العريضة التي اشر اليها د. سمير وانا اتفق معه في بعضها، أعودلبعض الاشياء التي تشار اليها الدكتور عبدالوهاب مثل شعار (حرية العرب في قوتهم) وانتقد الدكتور هذا الشعار وانا لست مدافعا عن الشعار ولكن أقول ان هذه وجهة نظر علينا أولا ان نتفق حول مفهومنا وتعريفنا للحرية وحول مفهوم وتعريفنا للقوة ولا يمكن ان نمثل هذا الشعار بالعربة والحصان، إذن السؤال ما هي الحرية أولا؟ اذا اتفقنا حول الحرية ممكن ان نربط الامور ونتمحور حول التعريف ومن وجهة نظري المتواضعة ومن تجاربنا في اليمن أرى ان الحالة الاقتصادية يعني وضع الفقر قبل قضية الحرية وفر للانسان لقمته قبل ان تعطيه حريته بدون اللقمة سيموت لكن بدون الحرية سيعيش بمضض، تجربتنا في الانتخابات مثلا نمارس الحرية في الانتخابات واختيار الاشخاص وسمعنا ورأينا وقرأنا عن نتيجة الفقر استبيحت الحرية وأشتريت الأصوات فبيعت الحرية امام لقمة العيش، إذن اجريت الانتخابات واعطيت هذا الانسان حريته أنا أقول لا قبل الحرية يجب ان أوفر لقمة العيش الله سبحانه وتعالى يقول: "الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف" هذان الاساسان لللحياة والحرية تأتي اذا هذه الاشياء".
< د. محمد باناجه: "شكرا للاستاذين هشام وتمام باشراحيل على تنظيمهم لمثل هذه الندوات التي قلما تنظم مثلها في مدينة عدن لأن معظم المنتديات تركز على القضايا السياسية بينما القضايا الفكرية الاساسية التي تعد مداخل مهمة لفهم المسئلة السياسية والاقتصادية والى اخره هذه تغيب دائما عن هذه المنتديات، وكذلك الشكر للاستاذ القدير د. عبدالوهاب راوح، ولدي ملاحظتين فقط اذا كانت الحرية مرجعية فان المرجعيات كما تفضلتم وانا اتفق معكم فيه ليس لها ما يسبقها ففي هذه الفرضية تصبح الحرية فطرة بشريةبينما يؤكد كثير من الفلاسفة المعاصرين ان الدلالة المفاهيمية للحرية لم تظهر الا مؤخرا في الفكر الفلسفي السياسي وتحديدا بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها أوروبا في عصر النهضة وربما بعد ذلك ببضعة عقود ولكن مفهومنا اللغوي للحرية موضع اخر بين الحر والعبد هذه مفاهيم اخرى لكن الحرية بالمفهوم السياسي المعاصر لم تظهر الا مؤخرا وليست فطرة بشرية، الملاحظة الاخرى حقول الحرية فالحرية ليست مفردة لغوية وحسب بل لها دلالاتها الفلسفية فهي اذن ليست شيء مجرد بل شيء ملموس ولها تجليات على صعيد الفكر ونقول مثلا حرية التفكير ونقول الحرية الاقتصادية على صعيد الاقتصاد ونقول الديمقراطية على صعيد الحرية السياسية فإذا كان الفكر هو مصنع الانسان فإن الحرية وقوده فإذن البدأ من حرية التفكير في كل ما يحول الانسان الى أفضل مما هو عليه هنا تكمن الدلالة الاصطلاحية للحرية اذا كان الامر كذلك فانه يمكن على سبيل المثال ان نضع كل ما يفرض علينا من برامج اصلاح اقتصادي من قبل اطراف النظام الليبرالي طبعا الدول والمؤسسات هو تضاد الحرية التي هي اصلا نتاج لهذا الفكر الليبرالي".
< د. احمد غالب المغلس، استاذ الفكر الاسلامي بجامعة عدن: "الموضوع جديد وقديم في نفس الوقت فالثوابت والمتغيرات اختلف حولها قديما المعتزلة والحنابلة وكان من ضمن المرجعية التي قال عنها الحرية او حرية الاختيار التي وقف المعتزلة حينها في القرن الثاني الهجري وحتى لبقرن الرابع الهجري في خصام دائم مع الحنابلة بسببها التي الثابت والمتغير في الفكر الاسلامي في فكرنا الاسلامي قلما يقع تحت المسؤولية الدينية والحاضرية بحيث اننا في الوقت الحاضر لا نستطيع ان نقول بان ما كان ثابتا لا يمكن ان يكون متغيرا وما كان متغيرا لا يمكن ان يكون ثابتا في اطار يدخل تحت المرجعية التي نعود اليها وتخدم وعينا الثقافي والحضاري، الامر الاخر وقع الخلاف بين المعتزلة والحنابلة قديما واليوم بين الوعي القديم والوعي الجديد ما يسمى بالرجعية والتقدمية في اطار عدم وجود تفسير واضح لما يسمى بالثوابت او المتغيرات لذا لم يتعامل الناس مع هذه المصطلحات بوعي بل ذهبوا الى الخلاف الذي يحتدم وتكون نهاية الفوضى، الاختلاف القوي في تفسير المرجعية لم يحكم منذ اللحظة الاولى مما أدى الى صدام جوانب الأمة مع بعضها ولذلك نرى ان هذه الاختلافات كثيرة ونرى ان هذه الاختلافات ادت الى ان تصبح الأمة على شفى جرف هار اي ان الالتقاء والوحدة في مسألة الوعي قد يكون في بعض الاحيان غير مستساغ لعدم التفسير الموضوعي للمرجعية أو عدم وجود تفسير واضح للمرجعية يخدم جميع الاطراف".
< ياسين نجاشي: "أنا اشيد بالمحاضرة التي القاها الاستاذ الفاضل د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة لنكون جميعا قد استفدنا من هذه المفاهيم والاطروحات التي نفتقر اليها من خلال الوسائل الاعلامية بشكل عام ولكن من خلال منتدى "الأيام" كان هو السباق لطرح وبلورة كثير من المفاهيم والاطروحات حول الثوابت والمرجعيات وهنا يتطلب منا ان نعي ما يطرح من قبل هذا وذاك والتركيز على مضمونية وجوهر النقاش ونوعيته بحيث يكون بناء".
< د. حسن حميد الغرباوي، استاذ العقائد والأديان في قسم الدراسات الاسلامية بكلية التربية عدن: "في البدء شكرا للحضور جميعا حتى لا أكون ممالئا لاستاذي الدكتور رئيس الجامعة وشكرا له على هذه المحاضرة الفلسفية القيمة الفكرية العالية المستوى، ولذلك اضن ان كل الذين ناقشوا او الذين لم يناقشوا ربما يعيبون على الذين يناقشون الاستاذ لانهم في الأصل حقيقتا أقول وبتواضع لم يصلوا بوعي دقيق الى ما طرحه الاستاذ فلابد ان انبه ان استاذي الفاضل رئيس الجامعة لم يقصد في محاضرته مثلا الحرية في اليمن لأن الموضوع فلسفي أشمل من موضوع سياسة بلد أو فلسفة بلد في جوانبه المتعددة السياسية الاقتصادية والى غير ذلك، ولذلك كع الاسف الشديد انا من خلال محاضراتي حتى مع الأخ فضل الربيعي أجد الكثير يتحينون الفرصة لطرح أمور تتقل كاهلنا نحن لسنا بحاجة بها الى بعد ان نؤصل لمفهوم أرقى كالحرية عموما تم بعد في محاضرة لاحقة ممكن ان يدعى صاحب اختصاص ليناقش هذا الموضوع حتى لا أكون أنا اليمني الأصيل مع أن أصل يمني حقيقة وعراقي وأحب عروبتي ووالله أحرص على اليمن كما أحرص على بلدي ولذلك يا أخوان حتى لا أكون فوضوي كما هو الحال لفهمي للمرجعية والثوابت لأني حقيقة لم أفهم المرجعيات كما فهمها استاذي وكذلك الثوابت خاصة وان الاستاذ الفاضل ركز على ضرورة فهمنا لها في الموسوعات لا في القواميس مع انه في المحاضرة تداخلت الافهام فمرة يحذوا بنا الى القاموس ومرة الى الموسوعة، السؤال اذا كانت المرجعيات والثوابت يجب ان نفهمها من خلال الموسوعات فكيف نفهم اذا كان الذهاب الى الموسوعات ان المرجعية لا اساس لها مع ان استاذنا اشار الى اتفاق كل الحضارات والثقافات فردية وجمعية على ذلك كيف نقول ان المرجعيات لا أصول لها أنا أقول بتواضع وبفهم قاصر ان المرجعيات لها أصول ومنها الحرية مثلا واستاذنا تكلم وقال ان الحرية الواردة في النصوص الشرعية متفق عليها تدخل بمدخل الاهي الى عقول الناس وتخرج بمدخلات بشرية اذا المرجع فين الاهي شرعي واعذر استاذي الفاضل المفكر الفيلسوف اللغوي لأنه اخذ امثالا في السياسة والاقتصاد والتاريخ والاجتماع وترك الجانب الشرعي الذي هو أصل الأصول ومرجع المرجعيات ولذلك اعتقد الاستاذ ناقش الموضوع بشمولية ولكن لا أقول يأخذ عليه انما أغفل فكره او فكرنا القول عما تحدث فيه الشارع الحكيم في مسألة المرجعيات، الحديث احيانا يجبرني ان اشاطر بعض اللذين علقوا ومنهم الاستاذ الشميري حول ان المرجعيات متعددة ولا يمكن ان توسم بسمة واحدة ولكن لا اتفق معه اذا كان فهم الحرية كما اسلفت قبل قليل لبلد معين ويجعله هو المرجعية لجميع المعمورة، تم قضية القيود الاستاذ الفاضل قال ان القيود تحقق مصلحة من يضعها هل هذه فلسفة مطلقة ام فهم مطلق انا اقول بتواضع ان القيود ام تكن في كل الاحوال خادمة لواضعها اذا ما اخذنا القيود الواردة في النصوص الشرعية فإنها تخدم الذين وضعت لهم ولا حاجة للشارع الحكيم ان يستفيد من وضع قيد مع ان القيود نعم قد تخدم مصلحة من يضعها ولكن اذا فهمت بفهم عقلاني مجرد إذن لا يمكن القول باطلاق ان القيود ممكن ان تحقق مصلحة من يضعها بل قد تحقق مصلحة لمن قيدوا بها ولذلك الحرية قد تصبح فوضوية اذا لم نقل ان لها مرجعية فالحرية ليست هي بذاتها مرجعية مطلقة وانما الذي وضعها هو الشارع الحكيم على اختلاف الاديان وكذلك حتى الفلسفات والديانات الوضعية وصحابها الذين وضعوا هذا المفهوم لابد وان يكون قد قيدوها بقيود والا ضيعنا المصلحة التي هي نتاج التفاعل بين المرجعية والثوابت.
ان أمثلة الثوابت كما قلت كانت سياسية اقتصادية حزبية ووطنية وعد الثابت الوطني ثابت مقدس هذا يأخذ ايضا اذا ما رجعنا الى نصوص الشريعة يؤخذ من الشارع وليس من وطنية الوطن او فهم الناس للوطنية كما ورد في الاحاديث ان حب الوطن من الايمان والايمان أرقى درجات الفهم والاعتقاد، تم مسألة عمر الثوابت انها ليست ذات اعمار الثوابت تنقضي بانقضاء المصلحة التي من أجلها وضعت تبعا للمرجعيات انا أقول ربما انها لا تننتهي بانتهاء تحقيق مصلحة في زمن ما كما في فهمنا وقراءاتنا للنصوص الشريعة ان الثوابت هي المبادئ هي الاصول هي المرجعيات كما هو الحال في الاحكام الاعتقادية والخلقية اما المتغيرات التي سميت في فهم القواميس بهذه المحاضرة هي الثوابت كما هو الحال في الاحكام الاجتهادية يصح ان نطلق عليها هي المتغيرات الثوابت والمتغيرات ومع ذلك أستاذي أفهم مني في تحديد المصطلح ولذلك حقيقة الاستاذ كانت محاضرته اليوم بمثابة تأصيل لمفهومي المرجعية والثوابت في هذه المحاضرة وحري بنا ان نعود الى القاموس والموسوعة من جديد لنكمل ما قصر عنه عقلنا في الفهم".
< علي هيثم الغريب: "شكرا للاستاذ د. عبدالوهاب راوح وللحاضرين وليعذرني المتخصصين هنا خاصة في مجال الفلسفة لأنني رجل حقوقي وممكن ان ابدأ ببعض الاشياء حديث الدكتور راوح
يقودنا الى الشيء المطلق والشيء المطلق يقودنا الى العصبية والعصبية تقودنا الى اشياء اخرى وانا اقول انه لا يوجد شيء مطلق في هذا الوجود فكل شيء هو متغير فاذا افترضنا بانه توجد مرجعيات فان المرجعيات لا يمكن ان تكوت ثابته واذا سلمنا ايضا ان هناك ثوابت فان الثوابت هي الاخرى لابد ان تكون متغيره وغير ثابته والدليل على هذا انه اذا اطلق في أوروبا على القرن الثامن عشر بأنه قرن العقل سنجد ان (نيتشه) فيما بعد قال لقد حررنا انفسنا من هذا الخوف من هذا الرعب من هذا العقل، ويقصد بقوله هذا ان العقل ليس كافي لاظهار كل الحقيقة وليس كافي لمعرفة كل المعرفة لكن العقل قد يصبح مرعب لاشياء أخرى والجانب الاخر اذا سألنا الاستاذ د. عبدالوهاب راوح هل العقل هو مرجعية ام ثابت. فإذا مرجعية وهي الحائط الاخير الذي تستند عليه الثوابت فلماذا الله سبحانه وتعالى أرسل الانبياء والرسل والكتب فاذا كان الله سبحانه وتعالى أكتفى بالعقل هذا للانسان كان لن يرسل الانبياء والرسل والكتب فأنا باعتقادي ان العقل هو قاصر لا يمكن ان يفهم الحقيقة كاملة وبالاخير الصراع الموجود منذ وجود الانسان وحتى الان هو نتاج لنقص العقل في فهم الحقيقة وفهم المعلومة ونتيجة ايضا لفرض المطلق على المعرفة وعلى الحقيقة سواء على المجال السياسي او الاقتصادي او الوطني او كثير من الشعارات لهذا انا أقول بما قاله مثلا (ديكارت) عندما قال انا افكر اذن انا موجود، عندما قال انا افكر بمعنى ان الوجود لا اساس له بدون التفكير والتفكير لا يمكن ان يكون شيء مادي اذا لم يكن مرجعيته العقل والعقل في نهاية المطاف هو ناقص لأنه استمد شرعيته من عدم معرفته للحقيقة الموجودة امامه وكثر التفصيلات والتفسيرات لها ولهذا نقول ان لا مرجعية هنا ثابتة ولا ثوابت ايضا ثابته.
الجانب الاخر حول الحرية وحول الخبز هذا هو صراع الانسان منذ ان وجد على الطبيعة وهناك ايضا من يقدم الحرية على الخبز وهناك من يقدم الخبز على الحرية وأكبر صراع ابتليت به البشرية في بداية القرن الماضي ما بين من يريد ان يكون الخبز في المقدمة وهو الفكر الاشتراكي العلمي ومن يريد ان تكون الحرية وهي الليبرالية الاوروبية حتى ان ميثاق حقوق الانسان المدنية والسياسية الذي وقع عليه من قبل الامم المتحدة لم يوقع عليه حينها الاتحاد السوفيتي لانه قدم مشروع اخر وسماه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مقابل الحقوق المدنية والسياسية إذن الصراع هو صراع من اجل الخبز ومن اجل الحرية اذن ممكن وصلنا نحن الى نتيجة معرفة كاملة نتاج ما قد حمل لنا العصر والصراعات الماضية من فهم كبير ونقول في نهاية المطاف كما اعتقد انا لا يمكن ان يكون هناك خبز للانسلن وامان للانسان بدون حرية ولا يمكن ايضا ان تكون هناك حرية بدون خبز وبدون امان يعني بان واحد لا بد ان يجد الانسان الحرية والخبز".
< واختتمت الندوة بتعقيب أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، على مداخلات واسألة المشاركين حيث قال: "بداية اكرر شكري وتقديري للاستاذ هشام والأخ الاستاذ نجيب لادارة هذه الجلسة واحس بسعادة كبيره واشكر الاخوة المداخلين على ملاحظاتهم والموضوع فعلا يحتاج مراجعة ويحتاج قراءة فممكن اعقب على ما اشار اليه بعض الاخوة مشكورين، د. سمير انا أتفق معه في تعدد المرجعيات فعلا المرجعيات متعددة وليست واحدة ولكن فيما يخص يادكتور الخلاف حول المرجعيات او في المرجعيات، الفهم الذي أنا أريده أنا اتكلم الان عن المرجعية ليس من خلال ما اقرأها بمعنى دعني ازعم بأنني اقدم بطاقة تعريفية للمرجعية أنا أريد ان أقدم بطاقة ومن بنود ومفردات هذه البطاقة التي اريد ان اقدمها ان المرجعية هي الحقيقة المرتبطة بالانسان من حيث هو انسان والتي لا تصل اليها قضايا الخلاف، هذا بند اضيفه الى بطاقة تعريفي انا تتفق معي او تختلف ليست قضية انما ساضرب لك أمثلة لاقنعك او تقنعني الثواب والعقاب القران الكريم اعطى هذه المرجعية أهمية كبيرة بل يكاد يكون جانب كبير من الاسلام يقوم عليها وهذه المرجعية وبسميها بمصطلح (مرجعية الثواب والعقاب) تمثل حقيقة من أين تستمد مشروعيتها لماذا لا يوجد انسان فيما مضى وفيما سيأتي في أي رؤية مستقبلية يراها العقل لا يمكن للعقل ان يتنبأ بأنه سيأتي يوم من الايام سيستغني فيه الانسان عن التعامل مع شيء اسمه الثواب والعقاب وبالتالي لا فيما مضى من تاريخ ابائنا وفيما سيأتي من تاريخ ابنائنا أي الانسان من حيث هو بغض النظر عن قوميته وزمانه ومكانه هناك حقيقة مرتبطة بهذا الكائن حقيقة ان الثواب والعقاب يمثل مرجع لضبط لتقييد والى اخره من نشاطه، إذن انا انظر الى الثواب والعقاب كمرجعية وليس ثابت بل أكبر من ثابت تم هنا من البنود التي ادخلها في تعريف هذه البطاقة التي هي المرجعية انها لا ينال منها الاختلاف وانها فوق زماني وفوق مكاني أي انها غير تاريخية ليس هناك تاريخ للثواب والعقاب وانما التاريخ فيما يخص الثواب والعقاب هو في التعاطي مع الثواب والعقاب لا في الثواب والعقاب بذاثه، فالحرية تاريخها هو تاريخ التعامل معها وهنا اجيب اخي الدكتور محمد باناجه ان الحرية لم تظهر الا مؤخرا انت هنا تؤرخ للتعامل مع الحرية ليس الحرية فتاريخ الحرية هو تاريخ التعامل معها أما الحرية من حيث هي مطلب حاجة مرتبطة بالانسان من حيث هو انسان فهي فوق زماني فوق مكاني أي لا زمان لها لا مكان لها والسؤال هنا اذا كانت لا تاريخية وهذا مفهوم وهذه الخاصية الثالثة ان المرجعية تتمتع بكينونة اي بوجود مستقل عن التعامل معها وهذا مبدأ اكده أكثر من مفكر ان الحقائق لها كينونة مستقلة لها وجود (انطلوجي) بالمعنى الانطلوجي للكلمة اذن المرجعيات متعددة لكن الذي أريد ان اقدمه لفهمي او لفهم المرجعية أولا انها المنطقة التي لا نصل اليها بخلافاتنا او لا ينال منها الاختلاف بتعبير أدق، وثانيا ان لها وجودها المستقل، ثالثا انها غير تاريخية، أي انها فوق زماني فوق مكاني وتاريخ التعامل مع المرجعية هو الذي يؤرخ لها فاذا جئنا الى الحرية وتاريخ التعامل ندخلها في التاريخ أجيب على أخي الاستاذ المغلس حين تناول الحرية في الفكر الاسلامي الاعتزالي والسلفي والسني والاشاعرة الحرية التي تناولوها هي حرية الانسان مقابل مشيئة الله وليست حرية الانسان في تعامله مع الانسان أي ان الطرفين الذين يمثلوا حقل الحرية في الفكر الفلسفي الاسلامي هو حرية الانسان والمشيئة منها قضايا الجبر والاختيار.
إذن الفقر والحرية هذه طرحت ووضحها الأخ علي فقال قضية الخبز والحرية وأنا أقول لك الذي لن يأتي لك بالحرية لن يأتي لك بالخبز والذي يقول لك دعني اعطيك الخبز قبل الحرية لن يعطيك الخبز، أرجو ان تدركوا ان هناك طرفين بينهما قضية طرف مستبد وطرف يطالب بحقه في الحرية فالمطالب هو قطب (ب) الذي يطالب القطب (أ) وبينهما قضية الحرية واذا سألت بدقة مخبرية من أين ينبع خطاب الخبز قبل الحرية ستجده ينبع من القطب (أ) المستفيد من بقاء الحرية معلقة واذا حرمك الخبز لن يعطيك الحرية خذ حريتك وانت ستأتي بالخبز وفي أوروبا يوم ما أخذو حريتهم أخذوا خبزهم ونحن لما بقى الخبز له الصدارة لا حصلنا على الخبز ولا حصلنا على الحرية بمعنى ان الفقر يكرس لمزيد من الفقر والفقر الية لا تنتج الا الفقر ولا يمكن للحرية ان تنتج الفقر اطلاقا، هناك شعوب غنية ومتوسط دخل الفرد بالمعايير الدولية ممتاز شابعين ولكن مش شابعين سياسيا سوبر ماركت فيه جميع انواع الاشياء في مجال الحرية الاقتصادية لكن المكتبة فقيرة في مجال حرية الفكر والمسألة واضحة، بإختصار من قال لك الخبز أولا لن يعطيك الخبز ولا الحرية أرجو ان تدرك هذا.
للحرية أربع تجليات مفتاح حرية سياسية أحزاب، حرية اقتصادية أسواق حرة وتجارة حرة، وحرية اجتماعية حق المجتمع في التنظيم، وحرية فكرية حق الفكر والنشر والتوزيع، فكل ما عملت متزامنه كان المجتمع صحيح واذا جبيت هذه الحرية واخرت تلك الحرية كان المجتمع اعرج الى حد معين.
الاستاذ الخامري طرح موضوع الحرية والضرورة هذا مبدأ فلسفي معروف ومشهور الانسان في مراحلة يبدأ بالضرورة وكلما تجاوز منطقة الضرورة الى منطقى الحرية دخل في مرحلة الجمال اضرب لكم مثل خذوا سفرة طعام ممكن تكون سفرة طعام بعشرين دولار هنا الضرورة تحققت 100% لوجود الكراسي والطاولة التي لبت مطالب الضرورة والوظيفة والسفرة الأخرى التي بعشرة ألف دولار من الخشب المنحوت أسألة هنا هل السفر التي بعشرين دولار والاخرى التي بعشرة الف دولار هل حدث تفاوت وظيفي بينهما؟ لا لايوجد تفاوت وظيفي الوظيفة هي نفسها التفاوت حصل في الهامش بالتمتع بالسفرة الثمينة وبالتالي اذا قرأت للعقاد وبعض الفلاسفة يعرفوا الجمال بأنه تغليب الحرية على الضرورة اشار اليه العقاد بكفاءة في كتاب له أسمه (مراجعات في الاداب والفنون) قراءته قبل ان أدخل جامعة صنعاء، خذ البناء الرجل الذي حيلته يعمله غرفتين يشتغل في اطار الضرورة والذي عنده ملايين ينحث المتر بكده ألف ريال أيش يعمل لا يضيف الى الكنان ولا الى الوضيفة الضرورية للمبنى شيء انما اضاف قيم جمالية جاءت من تغليب هامش الحرية على الضرورة، أكون بهذا أرجو أني وفقت في ان اضيف بنود الى تعريف المرجعيات في انها المناطق التي تستند اليها الاشياء وهنا أجيب على أخي الكريم الاستاذ حسن حميد الغرباوي أنا لما قولت ان المرجعية لا اساس لها لا أقصد لنها معلقة في الهواء وليس لها أصل أقصد انها نهاية المربوط بلغة الاخوة في الخدمة المدنية اقصد انها الحائط التي ليس بعدها حائط والشرط الذي ليس قبله شرط يولده أقصد ان مبدأ الثواب والعقاب وهذا سؤال للجميع من أراد منكم ان يأتيني بالاساس الذي يقوم عليه الثواب والعقاب فليأتيني به.. واشكركم جميعا وأكرر شكري وتقديري لـ "الأيام" واستاذها المتألق وبصوتها وبحريتها وباحترامها لقرائها وبما تشع به من حرية وأرجو ان نلتقي على خير".