> لندن «الأيام» مارك تريفيليان :
مارينا ارملة الراحل أثناء تشييعها جثمان زوجها
وكان الملياردير الروسي بوريس بيريزوفسكي والزعيم الانفصالي الشيشاني احمد زكاييف وهما من اشد منتقدي الكرملين في المنفى بين ستة من حاملي النعش الذين انزلوا ليتفيننكو الى قبره في مقبرة هاي جيت بشمال لندن.
ودفن ليتفيننكو بعد اسبوعين من وفاته من التسمم بالاشعاع في قضية احيت اصداء الحرب الباردة واثارت التوتر بين لندن وموسكو.
ونفت روسيا بشدة اتهامات ليتفيننكو وهو على فراش الموت بان الكرملين امر بقتله واعلنت في يوم الجنازة انها بدأت تحقيقها الخاص في جريمة القتل بالتوازي مع تحقيق الشرطة البريطانية التي اوفدت بعض ضباطها الى موسكو.
وألقى والتر والد ليتفيننكو كلمة مؤثرة بجوار القبر ثم قام احد الائمة باداء الشعائر الاسلامية.
لكن الجدل استمر حتى النهاية بشأن اعتناق ليتفيننكو الاسلام قبل وفاته بفترة قصيرة.
وقال الزعيم الشيشاني المتمرد احمد زكاييف لرويترز عشية الجنازة "طلب ان يدفن وفقا للتقاليد والعادات الاسلامية."
وقال ان ليتفيننكو شعر بخيبة امل في الكنيسة الارثوذكسية الروسية لأنه رأى بصفته عميلا سريا سابقا كيف تعاون بعض القساوسة مع جهاز المخابرات السوفيتية (كي جي بي) بابلاغه بتفاصيل اعترافات المترددين على الكنيسة.
لكن الكسندر جولدفراب وهو صديق آخر لليتفيننكو قال ان لديه "تحفظات شديدة" بشأن اعتناق ليتفيننكو للاسلام وهو على فراش الموت وان الصلوات الاسلامية بجوار قبره كانت ضد رغبات مارينا ارملة الراحل.

التابوت الذي يحمل جثمان الجاسوس في المقبرة أمس
وقال والتر ليتفيننكو "شكرا لكم يا اخوة ابني في الدين لأنكم تذكرتموه وصليتم عليه."
وتقدمت مارينا ليتفيننكو وابنها اناتولي (12 عاما) نحو 50 مشيعا في المقبرة حتى القبر في جو ممطر وشديد البرودة بعد الظهر.
ونشأ ليتفيننكو في ظل الشيوعية السوفيتية واصبح ضابطا بجهاز امن الدولة ثم تحول الى احد اشد منتقدي الكرملين. ودفن على بعد بضع مئات من الامتار من مدفن كارل ماركس مؤسس النظرية الشيوعية.
وكان اعتناق الاسلام تحولا اخيرا في حياة رجل لا تزال حياته ووفاته حافلتين باسئلة لا تجد اجابة عليها. (أ.ف.ب)