> «الأيام» صالح عكبور:

عامل في الصحة المدرسية أثناء قيامه بالنزول إلى إحدى المدارس في عدن
عامل في الصحة المدرسية أثناء قيامه بالنزول إلى إحدى المدارس في عدن
الاهتمام الجاد بإدارة الصحة المدرسية وتقدير دورها ومساعدتها في تقديم خدمات صحية للمجتمع المدرسي بشكل عام وعلى وجه الخصوص الطلاب، وهم فئة لها خصوصيتها من ناحية العدد، السن، ومستوى الأهمية وذلك بتقديم الحلول لكل المصاعب التي تواجهها الصحة المدرسية من قبل الجهات المسؤولة عنها.

الدكتورة نجوى سعيد محمد مدير إدارة الصحة المدرسية بمحافظة عدن تتحدث لـ «الأيام» عن نشوء الصحة المدرسية ودورها ومهامها المدرسية وصعوباتها واحتياجاتها حيث قالت:

بدء مهام الصحة المدرسية بعدن
نستطيع القول إن خدمات الصحة المدرسية بدأت في العقد السابع من القرن الماضي إن لم يكن قبل ذلك بوقت قصير وظلت أوضاعها ونشاطاتها غير ثابتة حتى وإن كانت تقدم خدمات وقائية وعلاجية وتثقيفية ملموسة والتي استمرت حتى بداية التسعينات حيث بدأ البرنامج بالجمود بسبب الازدوجية بين وزارتي التربية والتعليم، والصحة، على تبعية الصحة المدرسية، وبالرغم من عقد عدة اتفاقيات لحل هذه الإشكالية، وآخر اتفاقية كانت في مايو 2003م التي تنص على تشكيل مجلس تنفيذي برئاسة وزارة الصحة لتنفيذ برامج وأنشطة الصحة المدرسية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، إلا أن الوضع مازال على ما هو عليه من قبل، وحجم المشكلة كبير ويحتاج إلى عمل دؤوب من جميع الجهات ذات العلاقة بما فيها المنظمات المانحة ، ويجب تقديم الدعم بكافة أشكاله لهذه الفئة من المجتمع بأسرع وقت ممكن لتقديم خدمات صحية ملائمة مع ما يقدم في بقية الدول التي تعتبر الطالب استثماراً ناجحاً في مجال التنمية الشاملة.

دور الصحة المدرسية ومهامها:
في محافظة عدن الوضع نوعاً ما مختلف بعض الشيء ، حيث إن نشاط الصحة المدرسية ملموس وذلك بفضل الجهود الذاتية لإدارة الصحة المدرسية وكافة العاملين فيها وبفضل التعاون المحدود المقدم من مكتب التربية ومكتب الصحة ، وإن لم يكن التعاون في المستوى المطلوب، أمّا مهامنا فهي تتركز في ثلاث دعائم أساسية وهي البيئة الصحية المدرسية، والخدمات الصحية، والتثقيف الصحي، أو التربية الصحية.

في جانب الصحة المدرسية:
تعتبر وسيلة لوقاية التلاميذ من الأمراض والإصابات ، كونها تمثل بيئة صحية فهي تؤثر في عملية التعليم، فالصف الذي يفتقر إلى التهوية والإضاءة الجيدتين والمقاعد المريحة والعدد الأمثل من التلاميذ لا يساعد على استيعاب المعلومات بشكل سليم وإضافة إلى تأثيره النفسي في التلاميذ، وفي هذا الجانب تقوم إدارة الصحة المدرسية بالنزول إلى معظم المدارس للتفتيش على البيئة الصحية المدرسية، وتواجهنا صعوبات في هذا النشاط تتمثل بقلة الكادر. كما يتم فحص عمال المقصف إكلينيكياً ومخبرياً، وصرف بطائق اللياقة لمن يثبت خلّوه من الامراض المعدية والديدان المعدية ، ويتم معالجة الحالات المرضية منهم ومن ثم تصرف لهم البطائق في حالة خلوهم من الأمراض، وبعد ذلك يتم النزول إلى المدارس لمراقبة مدى التزامهم بتوفير الشروط الصحية للمقاصف، وما يتوفر فيها من مواد غذائية، ويتم النزول اليهم بشكل غير منتظم لعدم توفر الامكانات والكادر المطلوب. ويمكن تجاوز هذا الإشكال في المتابعة بحيث يقوم بعملية المتابعة المستمرة المشرف الصحي والإدارة المدرسية، ومن خلال النزول وجدنا أن معظم المدارس لا تتوفر فيها بيئة صحية سليمة نتيجة للكثافة في عدد التلاميذ في الصفوف والنقص الحاد في عمال النظافة، وقدم بعض المباني المدرسية ، وايضاً بعض التقصير يكون في المدرسين من عدم قدرتهم على غرس السلوكيات الصحية في نفوس الطلاب ويرجع السبب على حد قولهم إلى الكثافة والمنهج.

في جانب الخدمات الصحية المدرسية:
نقوم بالفحص الدوري للأطفال في رياض الأطفال وفي المرحلة الاساسية ويكون هذا الفحص بغرض قياس مستوى صحة التلاميذ ومعدلات نموهم واكتشاف المشاكل الصحية والنفسية والأمراض التي يتعرضون لها ومعالجة ما يمكن معالجته وإحالة بعض الحالات المرضية إلى ذوي الاختصاص، وهذا الكشف يتم لأول مرة عند الالتحاق بالمدرسة ويشمل معرفة التاريخ الصحي السابق للتلميذ وفحص جميع أجهزة جسمه، وقياس الوزن والطول وحدة البصر والسمع وفحص الحالة السنية للأطفال وكذا الحالة النفسية وإجراء بعض التحاليل إن تطلب الأمر ومتابعة صحة التلاميذ وعلاجهم. وهنا نجد بعض الصعوبات ، حيث إن نجاح هذا النشاط يجب أن يكون من خلال تعاون المدرسة، وأعضاء الهيئة التدريسية (مربي الصف) المشرف الصحي، المشرف الاجتماعي وكذلك البيت والأهل والصحة المدرسية . والقصور أو الصعوبة التي تظهر تكون نتيجة لعدم قيام الكل بواجبه وعدم التواصل معنا، أيضاً من جانب الخدمات الصحية وخاصة عند تقديم الاسعافات الأولية حيث تبرز مشكلة الامكانات حيث يمكن القيام بمحاضرات حول الاسعافات ، ولكن المواد الاسعافية لا يمكن توفيرها لعدم توفر الامكانات، وكذلك فيما يتعلق بعلاج الحالات المرضية المترددة على عيادة الصحة المدرسية وهذا حالياً غير مفعل لعدم توفر العيادة والأدوية.

المستفيدون:
في العام الدراسي الماضي 2005- 2006م تم فحص حوالى 80% من الطلاب المستجدين للعام الدراسي أعلاه ،وهذا العام بدأنا بتطبيق نظام البطاقة الصحة، التي تستمر مع الطالب طوال مرحلته الأساسية، وذلك في 4 مدارس فقط على أمل أن تعمم قريباً على جميع المدارس.

وبالنسبة لعمال المقاصف تم فحص 85% من هؤلاء وكذلك التفتيش على البيئة الصحية المدرسية تم النزول لحوالى 80% من مدارس المحافظات كما سار التثقيف الصحي بشكل جيد، ولكن بطريقة استغلال الفرص، إما عن طريق أطباء الصحة المدرسية أو بالتنسيق مع جهات أخرى أطباء مؤسسات صحية لجمعيات- قسم التثقيف الصحي في الرعاية الصحية الأولية والمجمعات الصحية.

أمراض شائعة وكيفية العلاج:
الامراض أكثر شيوعياً بين التلاميذ هي أمراض الجهاز التنفسي وهذا نتيجة الازدحام في الفصول وغياب الصحة العامة لدى الأطفال. بالنسبة للعلاج تكتب لهم العلاجات المناسبة وتعطى لهم النصائح المناسبة ،لأن بعض هذه الأمراض ممكن الوقاية منها لو توفرت بيئة صحية سليمة ومتابعة مستمرة من مربي الفصول والمشرفين الصحيين.

صعوبات تؤثر في الأداء.
كثير هي الصعوبات التي تواجهنا وتؤثر في مستوى الأداء لنشاطنا ولكننا رغم ذلك نحاول المواصلة بإصرار، إيماناً منا بقيمة الرسالة الملقاة على عاتقنا.

ومن هذه الصعوبات عدم التزام كل من الوزارتين التربية والصحة في الإيفاء بالتزاماتهما تجاه الصحة المدرسية وعدم توفر ميزانية تشغيلية لنتمكن من أداء مهمامنا على أكمل وجه ونقص في توفير الكادر الطبي حيث إننا لا زلنا نفتقر إلى الكادر الطبي في بعض المديريات وكذا عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، حيث كنا في السابق نستلم أدوية وبشكل فصلي من الصحة مثل أي مرفق صحي ، ولكن هذا توقف بعد أن طبق بيع الأدوية واستعادة سعر التكلفة في كل المرافق الصحية، ولأننا لا توجد لدينا ميزانية للشراء وكذلك استحالة بيع الدواء على الطلاب وأيضاً عدم توفر العيادة المدرسية (لا غرف ولا مستلزمات) حيث يمارس المشرف الصحي مهامه إلى جانب المشرف الاجتماعي ، وهذا غير صحيح لأن عمل المشرف الاجتماعي يجب أن يحاط بسرية تامة ، وايضاً في بعض المدارس يكلف المشرف الصحي بمهام إدارية أخرى بعيدة عن عمله كمشرف صحي وفي جانب الادارة ، وبعد سقوط احدى الغرف وحتى يومنا هذا تتوالى التوجيهات بالعمل السريع لترميم المبنى ولكن للأسف هذه التوجيهات تقف عند مستوى الورق علماً أن بقية الغرف مهيأة لسقوط سقوفها.

أما عيادة الاسنان فهي متوقفة ولا توجد حتى غرفة للجلوس.

كلمة أخيرة:
يجب الاهتمام بالصحة المدرسية ومساعدتها في تنفيذ مهامها بشكل صحيح من أجل تحسين الوضع الصحي لطلاب المدارس وتوفير بيئة صحية سليمة، وجعل المدرسة بؤرة تشع للقضاء على الأمراض (وليس العكس) وايضاً خلق جيل واع يتمتع بسلوك صحي سليم، جيل قادر على توصيل المعلومات الصحية السليمة.