> الشمايتين «الأيام» محمد العزعزي

وكان المشاركون في المهرجان من أبناء عزل المديرية قد توافدوا منذ ساعات الصباح على قرع الطبول جماعات فوق السيارات حاملين الملصقات والأعلام ولافتات كبيرة كتب عليها «نريد حلولا لمشاكل الوطن لا مسكنات مؤقتة» و«من أهداف الثورة رفع مستوى الشعب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا»، كما رفعوا مجسما على شكل صندوق اقتراع كتب عليه «رئيس اللجنة والأعضاء من الحزب الحاكم فقط».
وحضر المهرجان العديد من الشخصيات وهم سعيد شمسان المعمري عضو المجلس الأعلى للمشترك وصادق منصور الأمين المساعد لفرع التجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة وعبدالواحد الخديري عضو المكتب التنفيذي للوحدوي الناصري بالحديدة وأحمدعبدالملك عضو مجلس النواب سابقا ومشايخ وأعيان ورجال أعمال وأعضاء المجلس المحلي للمشترك في المديرية، وتغيب عن المهرجان فنان اليمن الكبير المناضل فهد القرني لأسباب أمنية أعاقته عن المشاركة كما قال مقدم الاحتفال.
وألقى الأخ عبدالغني القرشي، رئيس الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بالشمايتين كلمة أكد فيها «أن البلاد تمر بسبب سياسات السلطة الفاشلة بأزمة شاملة تتبدى أسوأ مظاهرها في الحالة المعيشية الصعبة التي طالت غالبية المواطنين من جراء زيادة الأسعار وندرة فرص العمل وتفشي البطالة وتدني الأجور وتلاشي خدمات الرعاية الصحية وتدهور التعليم».
وأكد أن «الأوضاع المحتقنة في المحافظات الجنوبية هي إحدى مظاهر الأزمة الوطنية الأكثر خطورة كونها تمثل تهديدا حقيقيا لوحدة الوطن وأمنه وسلمه الاجتماعي في ظل غياب الرؤية الوطنية وتفشي الفساد الرسمي الشامل الذي أحال كل مؤسسات الدولة إلى مجرد أشكال ديكورية فارغة من أي مضمون»، مشيرا إلى أن السلطة «قد ضاق صدرها تجاه مطالبة المواطنين بحقوقهم فلجأت لممارسة القمع تجاه الفعاليات السلمية المكفولة في الدستور والقانون».
وأضاف قائلا: «واليوم نتابع أزمة جديدة قديمة من صنع السلطة وهي أزمة الانتخابات النيابية القادمة، التي عملت السلطة على حرفها عن مسارها الصحيح بعد أن تحكمت بإدارتها وكيفتها باتجاه إعادة إنتاج آلية السلطة بكل فسادها وأمراضها المزمنة».

وفي العاشرة صباحا اقتحمت المهرجان مجموعة تقلهم أربع سيارات ودراجات نارية يتقدمهم أستاذ جامعي ومحام وعضو بالهيئة الإدارية لمحلي الشمايتين وقام مدير الأمن بأخذ الأسلحة النارية من تلك الجماعة ورافقهم إلى وسط ملعب نادي الوحدة بالقرب من مهرجان المشترك، وعلى أثر ذلك قام الأخ أحمد عبدالملك المرقمي عضو مجلس النواب السابق بالإعلان عبر مكبرات الصوت قائلا: «إذا لم يقم الأمن بدوره في حماية المهرجان فسوف نحول هذا المهرجان إلى مسيرة في شوارع مدينة التربة ونحمل الأمن المسئولية كاملة».
إلى ذلك ألقى الأخ جميل علي أحمد الأصبحي كلمة المنظمات الجماهيرية، قال فيها: «فخر لنا أن نلتقى اليوم وكلنا إرادة وتصميم على أحداث تغيير حقيقي طالما انتظرناه طويلا، ولنرفع أصواتنا بصوت واحد (كفى أيتها السلطة الجائرة عبثا واستهتارا بمقدرات البلاد والعباد، كفى استغلال ونهب مدخرات الوطن وأجياله في الحاضر والمستقبل، إن للصبر حدود فقد تجاوزتهم الحدود».
وأضاف قائلا: «من قلب الحجرية النابضة بالحياة من منارة المناضلين نقول مللنا وطفح الكيل من جراء الجرائم الشاملة».
وقال الأصبحي في ختام كلمته: «نعلن تأييدنا للجنة التحضيرية ورئيسها الاستاذ حميد عبدالله الأحمر لإنقاذ الوطن من عبث هذه السلطة بعقد اللقاء التشاوري الوطني بكافة شرائح المجتمع».
و في كلمة المجلس الأعلى للقاء المشترك قال سعيد شمسان المعمري:«إن جموع الجماهير في كل المحافظات تقول لا لتزوير الانتخابات وتزوير أرادة الجماهير وقمع الإعلاميين والكتاب، لا للفساد لا للظلم لا للجهل لا للطغيان لا للجوع لا للمرض لا للفقر، وإن مانسمعه في الإعلام الرسمي الذي ينفق عليه من أموال الشعب لا يخدم إلا سياسة الحزب الحاكم ونرفض ذلك وسوف نحاكمهم لأنهم يستخدمون أموال الشعب ومقدراته».

وأعرب القرشي عن استنكاره إقدام جماعة على تمزيق العلم الجمهوري من ساحة الحرية أمام المجمع الحكومي ومنع السلطة إقامة المهرجان في مكانه المعتاد بالإضافة الى قيامها بتمزيق الملصقات الخاصة به والعمل على إفشاله وتحويله إلى مكان آخر يعرف باسم ملعب نادي الوحدة أمام إدارة الأمن.