> «الأيام» فاروق الجفري:

كثر الحديث عن السرقة الفنية (اللطش الفني) في مجال الموسيقى والغناء في العالم وخاصة الوطن العربي، وأقيمت الدعاوى القضائية أمام المحاكم تطالب بتعويضات هائلة ورد الحقوق المغتصبة إلى أصحابها.

وقضية (اللطش) أو الاقتباس في الفنون ليست قضية جديدة بل هي قديمة قدم الإنسان. فهناك معابد كثيرة في العالم غيرت معالمها ونسبت إلى غير بناتها الأصليين، وهناك معابد أخرى هدمت وأقيمت على أنقاضها معابد جديدة ممسوخة الطراز، وهناك لوحات فنية لمشاهير الفنانين التشكيليين أزيلت أسماء أصحابها ونسبت إلى فنانين آخرين بعد إضافة أو تحريف. وهكذا يغفو الضمير الفني في بعض الأحيان وتمتد اليد إلى ما لاتملكه سعياً وراء كسب سريع أو مجد غير مشروع.

وفي مجال الفنون التشكيلية يعلو الهمس من حين إلى آخر عند ظهور أعمال مسروقة (ملطوشة) او مقتبسة أو متأثرة بعمل فنان معروف أو غير معروف، وبين اللطش والاقتباس والتأثر حدود غاية في الرقة يتعذر التفريق بينها وراء حجة التأثر وهي شيء مشروع في جميع الفنون والعصور يحتمي بعض الفنانين الذين يلجأون إلى التقاط وتجميع جزء من هنا وجزء من هناك ويطلعون علينا بتركيبة بارعة يبنون عليها مجدهم واثقين أنه مهما بلغت يقظة النقاد والمحكمين ورواد المعرض فإنهم لم ولن يستطيعوا كشف هذه السرقات المطبقة بذكاء. ومحنة اللطش الفني سببها انتشار المطبوعات الفنية والمستنسخات وسهولة تداولها والتقنيات الفنية ووقوع الفنان غير الناضج وسط هذا الخضم الهائل تحت تأثير إغراء التقليد حرفياً أو محرفاً .

وفي اعتقادنا يحتاج هذا الأمر إلى علاج وهو فرض عقوبات على من تثبت إدانته بالحرمان من الاشتراك في المسابقات أو المعارض الفنية وعدم تكليفه بأي عمل إبداعي من أي هيئة رسمية أو شبه رسمية.