> التقاه / وليد الحيمدي

بينما نحن نرصد حال المجتمع في الشارع العام بمدينة كريتر ظهر أمامنا فنان الأغنية العدنية الأصيلة والملحن عصام خليدي.. فلم يبخل بوقته لإجراء لقاء معه يتناول جديده في الساحة الفنية والأدبية، وفيما يلي ما دار في اللقاء:
**الفنان عصام خليدي ما جديدك الفني؟.
- في الواقع لدينا العديد من الأعمال الفنية الجديدة والمواكبة للتطورات التي حدثت في الأغنية اليمنية والأغنية العربية بشكل عام، ولا يفوتني هنا أن أنبه أننا نحاول تطوير العديد من الإيقاعات اليمنية وإلبساها لباساً موسيقيا قشيبا متطورا يواكب روح العصر، وفي نفس الوقت يحتفظ بطابع الأغنية اليمنية والعدنية على وجه الخصوص في جانب الأغنية التجديدية المتطورة التي حملت مشروع الحداثة المتطور في مسار الغناء اليمني إجمالا وتجربة الغناء العدني بشكل خاص.. والحقيقة لدي العديد من الأعمال الغنائية الجديدة التي أتمنى أن تكون متميزة وتحظى بحب وتقدير الجمهور وهي باقة متأقلمة مع مجموعة من أهم الشعراء لعل من أبرزهم الدكتور مبارك خليفة والشاعر عبدالرحمن السقاف والشاعر الصديق علي حميد والشاعر الراحل المتميز علي عمر صالح الذي جمعتني به تجربة طويلة والشاعر محمد عمر باطويل.. والحقيقة ربما لا تسعفني الذاكرة في هذه العجالة لأن «الأيام» اصطادتني وفاجأتني في هذا اللقاء السريع، وأنا الآن لست في جو نفسي يسمح لي أن أتذكر جميع أعمالي الفنية الجديدة.. لكن كل ما أتذكره الآن أن آخر ما قدمته أغنية بعنوان (مطالب شعب)، وهي أغنية تواكب كل ما يحدث الآن في (الجنوب) وفي عدن بشكل خاص، وبثت في قناة (عدن)، وهي أيضا تواكب الأحداث المأساوية التي حدثت في غزة، وطبعا بأقل الإمكانيات الموجودة، ولكنني أشعر أن الفنان عليه أن يقدم كلمته ورسالته ولو كان ذلك بأبسط السبل وأبسط الإمكانيات المتاحة بسبب الظروف العصيبة الراهنة التي تمر بها البلاد، المهم أن الفنان لا يتوقف ولا ييأس وعليه إيصال رسالته إلى الجمهور في أحلك الظروف.
**كيف ترى وضع الفن العدني.. وإلى أين يتجه؟.
- طبعا أنا مدرك تماما أن الساحة الفنية الآن تشهد إهمالا رسميا وغيابا للجهات الرسمية المختصة وتغييبا مقصودا مع سبق الإصرار والترصد للعديد من الفنانين والمبدعين، وأيضا لأن مدينة عدن والبلاد بشكل عام تمر بظروف عصيبة، إلى جانب معاناة الناس من انقطاع الكهرباء والماء بالإضافة إلى الإنفلات الأمني الذي تشهده اليمن كل ذلك انعكس على أداء الفنان والمبدع اليمني، فمدينة عدن سباقة ولها دور ريادي وحضاري وثقافي وسياسي وفني وأدبي وتنويري، إلا أن ذلك لم يشفع لمبدعيها الذين حرموا منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عامًا من تقديم عطاءاتهم وإنتاجهم الفني الجديد لوسائل الإعلام الرسمية، التي أغلقت أمامهم سبل التواصل مع الجماهير.. وأنا أعرف وأدرك تماماً أن هناك العديد من الفنانين الكبار الموجودين في مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية بحوزتهم الكثير من الأعمال الغنائية الجديدة المتميزة، ولكن للأسف الشديد يصطدم هؤلاء المبدعون بعدم استجابة أجهزة الإعلام معهم وإتاحة الفرصة لتقديم إنتاجهم الفني والأدبي والشعري الجديد للجمهور، وحرمانهم من سبل التواصل مع جماهيرهم وإشراقة فنهم.
**ماذا يعني لك الفن؟.
- الفن حلقة مهمة من حلقات التواصل مع الجمهور، والأغنية شكل من أشكال التوعية والتثقيف وهي نافذة مفتوحة من خلالها يتواصل المبدع مع جمهوره، ويرتقي من خلال ما يقدمه من كلمات هادفة.. لكن للأسف نجد اليوم أن الفن أصبح حالة من حالات الفوضى، وذلك انعكاس لما نسمعه من وسائل إعلام عربية وعالمية من أغان هابطة لا تحمل أية قيمة فنية ولا هدف سام.
**كلمة أخيرة للفنان الأنيق عصام خليدي يود طرحها؟.
- إن كان لابد لي من كلمة أخيرة فإني أحيي من خلالها صحيفة «الأيام» الغراء والقائمين عليها، وعلى رأسهم الأستاذ تمام باشراحيل وأولاد المرحوم هشام باشراحيل (باشراحيل وهاني ومحمد) مع حفظ مكانتهم وألقابهم، وكذا جميع هيئة التحرير وأقول لهم كل عام وأنتم بخير وكل عام وصحيفة «الأيام» سباقة ورائدة وتنويرية وتثقيفية وحاملة ومحتضنة قضايا وهموم الناس والوطن بشكل عام، كما أهنئ الشعب الجنوبي بقدوم عيد 30 نوفمبر المجيد ذكرى استقلال الجنوب وكل عام والجميع بخير.