> تقرير / سالم حيدرة صالح و محمد الشحيري

ليس ثمة مدينة أو قرية بعينها في محافظة أبين - ماضيا أو راهنا - تسمى أبين، إنما كان هذا الاسم حتى مطلع الثمانينات من القرن الماضي اسما عاما لمنطقة الدلتا الزراعية الواقعة بين وادي حسان وبنا وقرية باتيس شمالا إلى قرية الشيخ سالم ومنطقة الكود جنوبا.
الحديث عن دلتا أبين الزراعية التي تتكون من واديين هما وادي بنا ووادي حسان بإجمالي المساحة الزراعية للدلتا (836000) فدان بلغت إجمالي المساحة المروية فيه (63000) فدان، وفيما يخطط لها للري بالسيول سنويا (45000) إلى (55000) فدان..
واعتمد الاهالي قديما في ري أراضيهم على دفع المياه من مجرى الوادي بواسطة اقامة المعاشي (الزرب والأحجار) وبناء رؤوس الأعبار التقليدية لرفع المياه من الوادي للأراضي الزراعية وكذا إقامة العقم الترابية الصغيرة بواسطة البقر وشق القنوات الترابية والتوزيع حتى مطلع أربعينيات القرن الماضي بعد أن أسست لجنة أبين (أبين بورد) وهي الإطار الرسمي لمزارعي الدلتا... واعتبرت جميع المزارعين أعضاء في لجنة أبين حيث يدفع المزارعون من إنتاجهم ضريبة لرفد اللجنة بالموارد المالية.
وفي تلك الفترة أدخلت لجنة أبين بعض الزراعات والمحاصيل النقدية مثل القطن والفول السوداني وزراعة الخضار بأنواعها المروية من الآبار، وعلى إثر ذلك تأسس مركز أبحاث الكود ومحلج القطن الكود وسوق الحراج بالقرنعة.. وقد رافق ذلك تأسيس شبكة الري والمكونة من السدود التوزيعية والقنوات والجسور والأعبار في منتصف خمسينات القرن الماضي .. وتتكون شبكات الري بوادي بنا من خمسة سدود تحويلية وهي سد باتيس وسد الهيجة وسد الديو وسد المخزن وسد الحرايب وتتكون من شبكة ري تقليدية وهي العمق الترابية التحويلية: عقمة الديو وعمقة المخزن وعقمة العش والسمة وعقمة القرنعة أسفل الدلتا وسد الشاقة العمياء ووادي حسان.
وفي عام 82 - 83م تعرضت الدلتا لأضرار جسيمة جراء السيول الجارفة والتي على اثرها دمر سد أبين وأعيد بناؤه عام 84م وجسر سد الديو الذي يعمل بطرق تقليدية وسد الجرايب الذي أعيد ترميمه عام 2002م.. يوجد في الدلتا قنوات رئيسية تابعة لأنظمة السدود وتقدر بحوالي 176 كم طولا منها 144 جسرا رئيسيا، كما توجد فيها قنوات فرعية تقدر بحوالي 272 كم، ومنها جسور 136 جسرا وقنوات ثلاثية ورباعية 274 كم، وحوالي 4100 مشاة تقليدية وجسر حقلي يقدر معدل التدفق السنوي لسيول الأمطاربـ 162 مليون م3 في وادي بنا و132 مليون م3 في وادي حسان.. تعتمد الدلتا على موسمين زراعيين (صيف وخريف) ويبدأ موسم الصيف من 15 مارس حتى 15 يونيو وموسم الخريف من 15 يوليو حتى 15 أكتوبر.
*الاستيلاء على الري
صيانة شبكة الري وسدود وجسور وقنوات العقم الترابية ومعاقم التشغيل من المفترض أن تعنى بعدد من العاملين لتشغيل أنظمة السدود والجسور ومراسي الجسور والمفتشين وغيرهم، لكن الواقع الحاصل هو أن أشخاصا يقومون بمحاولات للاستقواء على العقم والجسور وأخذ الماء لري أرضهم أو المتاجرة بها وهي عملية تحتاج إلى حسم ومحاسبة.

محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم قال لـ«الأيام»: "أتقدم بالشكر الجزيل لفخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر على اهتمامهما ومتابعتهما للقضايا بأبين أولا بأول والدعم الذي قدماه لعدد من القطاعات ومنها الزراعة والري".
وأضاف: "نحن نعمل جاهدين على إعادة ما دمرته الحرب التي مرت بها البلاد ومحافظة أبين خاصة والاستفادة من المياه التي منَّ بها الله على المحافظة في مواسم الصيف والخريف واستفادة الجانب الزراعي من سيول الامطار بشكل منتظم ليستفيد منها المزارعون لري أراضيهم خاصة التي لم تصلها السيول منذ سنوات، بعد أن عملنا على إعادة العقم والأعبار وتنظيم قنوات التوزيع وإصلاحها حتى لا تذهب هذه السيول هدرا إلى البحر".
وأوضح انه تم استقبال السيول والاستفادة منها في ري اكثر من (5800) فدان بعد ان وجهنا مكتب الزراعة وادارة الري بالإشراف في تنظيم سيول الأمطار عبر القنوات.
*شحة الإمكانات
فيما تحدث الدكتور حسين الهيثمي مدير عام مكتب الزراعة والري عن الوضع المعتمد للزراعة والري وعدم وجود الإمكانيات حيث قال: "نعمل في الزراعة والري بدون آليات وبدون مواصلات، وهذه من أكبر المعضلات أمامنا لمتابعة عملنا وقطاع الزراعة والري يعتبر العمود الفقري للاقتصاد بالمحافظة ولكن يحتاج الى ترتيب العمل وتقديم الدعم والمساعدة لنا ليتم اعداد البرامج التي سترد على المحافظة الدخل والموارد المالية لهذا القطاع".
الدكتور حسين الهيثمي مدير عام مكتب الزراعة والري بأبين
الدكتور حسين الهيثمي مدير عام مكتب الزراعة والري بأبين

واضاف: "الشكاوى في مجالنا غير محصورة ومتعددة لكن نشعر بأن قيادة المحافظة متابعة باهتمام وجدية لعمل ما يمكن عمله وفقا والامكانيات المتاحة للمحافظة".
المهندس صلاح الشحيري بدوره قال: "وجدنا الكثير من المعاقم المستحدثة وبعض الفتحات من الفترة السابقة والتي بحاجة الى معالجة وإزالة المستحدثات في قناتي الديو والنشيرة وكذلك المشاكل التي تعرقل سير تدفق المياه في قناة النشيرة ومن ضمنها الخرسانات في معقم جيزة التي سببت مشاكل خطيرة في عدم وصول مياه سيول الأمطار الى الاسفل".
[img]img-20170905-WA0139.jpg[/img]
وأضاف بأنها لم تكن بالمستوى المطلوب وهناك كثير من أشجار السيسبان التي تشكل غابة في مجاري القنوات وبالأخص قناة النشيرة، حيث طالب المزارعون برفع الاعمال العاجلة لمعالجة الاختلالات وتوصيل المياه إليهم.
وأوضح ان كفاءة الري تحتاج الى ازالة عاجلة للترسبات الهائلة في حوض سد الديو وقنطرة التوزيع وهذه المعالجات يتم العمل على تنفيذها حسب وعد محافظ ابين وتوجيهاته للاستفادة من المياه في موسم الخريف وغيرها من المواسم.
*ارتفاع الرواسب
من جانبه قال الأخ جمال عمر عزلق رئيس نظام الديو: "هناك نقاط نود أن نطرحها وهي عدم وجود صيانة دورية للأنظمة والسدود مما أدى الى ارتفاع الرواسب والمعاشي وكذا وجود المعاقم العشوائية في عبر النشيرة ، ولهذا تظل منطقة الخبت والنشيرة محرومة من سيول الامطار، وهناك منطقة النخيلة لم تطلع لها اي شيء من المياه بسبب الرواسب ببوابات السد".

واضاف: "لم يتم صيانة سد الديو، والعمال لم يتم دفع حقوقهم فكيف يريدوننا نعمل بهذه الوضعية، ناهيك عن عدم الحماية لعمال الري من العنف والتهديد لهم".
المزارع الشيخ محمد فضل امطلي من مزارعي منطقة النشيرة الديو تحدث عن حرمانهم من ري اراضيهم منذ سنوات طويلة ولم يتم عمل ما يمكن عمله في اصلاح قنوات التوزيع حتى تصل مياه السيول الى اراضيهم، وقال: "وتقدمنا للأخ محافظ أبين بمذكرة بحرماننا من مياه سيول الأمطار والذي وجه المهندس صلاح الشحيري بالنزول الى الديو والنشيرة للتأكد من شكوانا التي تقدمنا بها ونحن في انتظار تقريره بذلك".
محمود صالح علي مشرف قنوات الري الداخلي تحدث عن القانون ولخص أسباب المشكلة وقال: "لا توجد قوانين في الري للتعامل معه ولا توجد اي عقوبات لمرتكبي المخالفات وانتشار لغة العنف للحصول على مياه سيول الأمطار من قبل المزارعين وعدم المخصصات للتشغيل وهي الأهم حتى نتمكن من توزيع العمالة بين الجسور والانظمة وهذا يتطلب صرفيات ثابتة ".