> رصد/ رائد محمد الغزالي
لاشك بأن الأزمة الحالية في بلادنا، والتي أنتجتها الحرب التي طال أمدها، قد انعكست على الشعب إلا القليل من الذين وجدوا لهم سبيل أمنا وفر لهم كل وسائل الحياة.
في جنوبنا الحبيب نأخذ نموذج الواقع بشقيه السياسي والاقتصادي اللذين وبدون أدنى شك يشهدان تخلخلا كبيرا في ظل تباينات إقليمية ودولية وعدم وضوح رؤية المستقبل والحلول التي تبشر المواطن.
وفي ردفان بمحافظة لحج تحدث لـ«الأيام» عدد من النخب والنشطاء عن هذين الجانبين وعبروا عما يحدث في الواقع وما توحي به المؤشرات.
*الوضع السياسي في الجنوب تتقاسمه ثلاثة أطراف
الأكاديمي علي حسن الخريشي قال إن «الوضع السياسي في الجنوب تتقاسمه ثلاثة أطراف، الطرف الأول هي الشرعية والتي ليس لها وجود فاعل وحقيقي على الأرض، وهي موجودة في الإعلام وبعض المرافق الحكومية التي تدر المال لصالح قوى فاسدة ونافذة في صفوفها وتشتهر بفساد من يمثلها، لذلك فهي طرف مذموم ومرفوض شعبيا، والطرف السياسي الثاني هو المجلس الانتقالي الجنوبي، وكما يبدو فهو الطرف الأكثر نفوذا وقوة وتأثيرا على الواقع ويحظى بشعبية عارمة بين أوساط أبناء الجنوب، وقد اكتسب هذا من مصداقية من يمثله ونزاهتهم ووضوح مطلبهم».
وأضاف: «أما الطرف الثالث فهو التحالف العربي الذي حاول في بداية الأمر أن يقف على مقربة من الطرفين، لكنه أدرك أن الطرف الأول غير فاعل على الأرض، وأن هناك جهات اختطفته لتنفيذ أجندة خاصة بها بعيدا عن أهداف التحالف العربي، لذلك فقد فضل التحالف أن يكون إلى جانب الطرف الثاني (المجلس الانتقالي) بعد أن أدرك أن هذا هو الطرف الأكثر صدقا وقبولا لدى الشعب في الجنوب، وهو أيضا الأكثر قوة وسيطرة على الأرض وواضح الهدف، وبالتالي يمكن أن يكون شريكا فاعلا في مواجهة المد الإيراني والإرهابي في المنطقة، ليس للتحالف العربي وحده بل لأطراف دولية كبرى، وهذا ما أشارت إليه الكثير من القوى الدولية في تقاريرها ورؤيتها لحل الأزمة في اليمن».
وتابع الخريشي معلقا على الوضع الاقتصادي في الجنوب بأنه «وصل إلى مرحلة موت سريري، وصارت الناس تحت خط الفقر، وذلك بفعل الانهيار المتسارع للعملة المحلية، وبهذا فقد أصبح الوضع الاقتصادي يسير من سيئ إلى أسوأ ما لم يتدارك الرئيس هادي الوضع بإقالة هذه الحكومة وتغييرها بحكومة تكنوقراط تقودها كفاءات ورموز وطنية لعلها تتدارك ما يمكن تداركه، قبل حدوث الانهيار التام للجانب الاقتصادي».
*الوضع هش وبحاجة إلى تصحيح
صالح محمد سالم الحالمي، قيادي ميداني في الحراك، قال: «الوضع هش بشقيه ويحتاج إلى تصحيح، ونحن نتكلم من الواقع ولسنا من الفنادق أو خارج الوطن، قلنا عنه إنه هش لإننا نعاني». وأضاف: «لقد قلنا يجب على أبناء الجنوب مساندة الشرعية ولكن يجب على الرئيس هادي محاسبة الفاسدين في الحكومة».. وأردف: «لقد قالت القيادة نحن مع الشرعية والتحالف وسنساندهم في تحقيق الهدف بإنهاء الانقلاب، ولكن الجنوب له حق وشعبه يريد دولة، وقد قدم في سبيل ذلك آلاف الشهداء ضد نظام صالح وحلفائه من حزب الإصلاح آنذاك، ومن ثم الحوثيون، ومن المؤسف أن يظل بدون أي إنجاز سياسي، وكذلك بقاء هذا الشعب في وضع اقتصادي سيئ، فهذا أمر غير مقبول، ونطالب العالم بتأسيس دولة في الجنوب، فمصالح الإقليم والعالم عبر باب المندب الواقع في إطار الجنوب».
*نحتاج للتنمية لرفع المستوى الاقتصادي والمعيشي
الناشط فكري الدعجري قال إن «الجنوب اليوم يعيش مرحلة جديدة بعد الانتصارات التي حققها المجلس الانتقالي على الحكومة الفاسدة، والتي كان هدفها تركيع الشعب الجنوبي، ولكن حسم أمره على الرغم من التباينات حول كيفية نهايتها وإعطائها الوجه للخروج بقرار سياسي من خلاله يتم تغيير حكومة بن دغر، وهذا الظهور العالمي الذي حققه المجلس من خلال السيطرة على الأرض أظهر أمرا واقعا بأن هناك شعبا يريد الحرية، وفعلا كان منجزا كبيرا، والذي لفت أنظار العالم».
ولفت الدعجري إلى أن «البلاد في الوقت نفسه تعيش حالة تخبط اقتصادي بسبب الانهيار والتلاعب بالعملة المحلية، فكل يوم يزداد سعر الدولار والريال السعودي مقابل العملة المحلية وانعكس ذلك سلبا على الحياة المعيشية للمواطن من خلال الغلاء الفاحش في مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية، والتي عطلت عملية التنمية، حيث أصبحت فئات عاملة لا يكفيها راتبها مقارنة بالسلك العسكري، وكأني أشاهد الاهتمام بهذا الجانب وترك المجالات الأخرى مهملة، وهذا بدوره جعل الغالبية من الفئة المثقفة كالمعلمين مثلا يتجهون لتحسين معيشتهم بالانخراط في السلك العسكري والأمني والمشاركة في جبهات القتال، وهذه ظاهرة يجب التنبه لها والاهتمام بالموظفين المدنيين من معلمين وصحيين وكذا بالمتقاعدين المدنيين والعسكريين الذين لا يتجاوز راتب بعضهم 27 ألف ريال».
واستطرد الدعجري: «علينا اليوم مسئوولية حماية الوطن، فعلى الجهات المسؤولة عدم العبث بمقدرات الوطن وعليها القضاء على الفساد الذي ينخر اليوم المؤسسة العسكرية مشكلا عبئا ماليا على التحالف من خلال الأسماء الوهمية، وعلى التحالف أن لا يتساهل في تدهور معيشة المواطن.. نحن اليوم بحاجة للتنمية ورفع المستوى الاقتصادي والمعيشي والعمل الاستراتيجي من بناء مشاريع استراتيجية يستفيد منها المواطن، من خلال تفعيل الجانب الإيرادي في مختلف المجالات التي تعزز الدور الاقتصادي والتي هي الرافد الأساسي في بناء هذا الوطن».
*غموض يكتنف المشهد
الناشط عبدالسلام سعد القطيبي بدوره أوضح أن «الوضع الذي نعيشه غير مستقر، وهناك غموض في المشهد السياسي الجنوبي، مع أننا شهدنا العام الماضي وهذا العام تأسيس مجلس انتقالي كقوة حالية وتحركات لتشكيل مجالس في المديريات والمحافظات، لكن الواقع السياسي وتكشفه مرهون بالعوامل المحيطة المتمثلة بوجود التحالف الذي لم يحدد موقفا واضحا، ما جعلنا نقول إن هناك ضابية توجد في المشهد السياسي خاصة في ظل استمرار الحرب».
وقال: «أما الواقع الاقتصادي فهو يسير وفق المؤشرات التي نعيشها نحو الانهيار (شمالا وجنوبا) بسبب عدم وجود إصلاحات لا من جانب الحكومة ولا من جانب التحالف الداعم لها.. فقد أثر الوضع الاقتصادي على الكثير من الأسر وخاصة أسر الشهداء والجرحى الذين سقطوا في جبهات القتال وميادين الشرف والكرامة».
*الوضع الاقتصادي كبح الطموح السياسي
أما القيادي في المقاومة صالح سيف الداعري فقال: «الواقع الحالي في الجنوب على المستوى السياسي لا يولد الطموح بتحقيق إنجاز بسبب التعقيدات التي ترتبط بوضع دولي وإقليمي وبوجود تحالف لم يساعد أبناء الجنوب على ترتيب الوضع، وهناك تقاطع مصالح إقليمية مع أن القيادة في الجنوب مرتبط أمرها بالتحالف، مما يغيب الرؤية ويجعلنا أمام طرق متعددة غير واضحة المعالم».
وتابع: «إن الكثيرين يرون أن الوضع الاقتصادي السيئ جدا ألقى بظلاله على أي تفكير بالطموح السياسي، لأن غالبية الشعب يتضورون جوعا بمن فيهم أسر الشهداء وأنا منهم، فالشعب يعاني كثيرا من ارتفاع الأسعار في كل مستلزمات العيش، فالوضع المعيشي أصبح صعبا جدا في ظل تنصل الحكومة والجهات المسؤولة عن التزاماتها تجاه الشعب.. ونطالب الحكومة والتحالف بتصحيح المسار للخروج من هذا الواقع السيئ، ما لم فإننا لن نتردد بالنزول إلى الشارع».
*ليس هناك تحسن ملموس
محمد بن محمد سنم، ناشط شبابي، قال إن «الوضع الحالي حسب تعايشنا بالواقع سيئ ولا يوجد هناك أي تحسن ملموس، فالتجويع متعمد كما أرى». وأضاف: «القوة الموجودة على الأرض هي جنوبية وتمتلك العتاد وقادرة على بسط الأمن أولا وإنهاء حالة الانفلات الأمني وقمع الفاسدين في الأرض، هذا إذا كانت القيادة فعلا همها الأول الوطن والمواطن، لكن للأسف متنا من العذاب والتجويع والخوف في المناطق المحررة، وحالة الناس أصبحت على المحك في ظل عدم توفير الرواتب أو تأخيرها المتعمد».
وتساءل عن سبب هذا التعمد الحاصل خاصة في المناطق المحررة.. ومستنكرا الصمت من قبل من فوضوا لقيادة الشعب.. مشيرا في ختام حديثه إلى أن «الوضع الحالي في المحافظات الجنوبية هو بمثابة حرب اقتصادية يتجرع مرارتها في الأول والأخير الشعب الجنوبي».
في جنوبنا الحبيب نأخذ نموذج الواقع بشقيه السياسي والاقتصادي اللذين وبدون أدنى شك يشهدان تخلخلا كبيرا في ظل تباينات إقليمية ودولية وعدم وضوح رؤية المستقبل والحلول التي تبشر المواطن.
وفي ردفان بمحافظة لحج تحدث لـ«الأيام» عدد من النخب والنشطاء عن هذين الجانبين وعبروا عما يحدث في الواقع وما توحي به المؤشرات.
*الوضع السياسي في الجنوب تتقاسمه ثلاثة أطراف
الأكاديمي علي حسن الخريشي قال إن «الوضع السياسي في الجنوب تتقاسمه ثلاثة أطراف، الطرف الأول هي الشرعية والتي ليس لها وجود فاعل وحقيقي على الأرض، وهي موجودة في الإعلام وبعض المرافق الحكومية التي تدر المال لصالح قوى فاسدة ونافذة في صفوفها وتشتهر بفساد من يمثلها، لذلك فهي طرف مذموم ومرفوض شعبيا، والطرف السياسي الثاني هو المجلس الانتقالي الجنوبي، وكما يبدو فهو الطرف الأكثر نفوذا وقوة وتأثيرا على الواقع ويحظى بشعبية عارمة بين أوساط أبناء الجنوب، وقد اكتسب هذا من مصداقية من يمثله ونزاهتهم ووضوح مطلبهم».
وأضاف: «أما الطرف الثالث فهو التحالف العربي الذي حاول في بداية الأمر أن يقف على مقربة من الطرفين، لكنه أدرك أن الطرف الأول غير فاعل على الأرض، وأن هناك جهات اختطفته لتنفيذ أجندة خاصة بها بعيدا عن أهداف التحالف العربي، لذلك فقد فضل التحالف أن يكون إلى جانب الطرف الثاني (المجلس الانتقالي) بعد أن أدرك أن هذا هو الطرف الأكثر صدقا وقبولا لدى الشعب في الجنوب، وهو أيضا الأكثر قوة وسيطرة على الأرض وواضح الهدف، وبالتالي يمكن أن يكون شريكا فاعلا في مواجهة المد الإيراني والإرهابي في المنطقة، ليس للتحالف العربي وحده بل لأطراف دولية كبرى، وهذا ما أشارت إليه الكثير من القوى الدولية في تقاريرها ورؤيتها لحل الأزمة في اليمن».
وتابع الخريشي معلقا على الوضع الاقتصادي في الجنوب بأنه «وصل إلى مرحلة موت سريري، وصارت الناس تحت خط الفقر، وذلك بفعل الانهيار المتسارع للعملة المحلية، وبهذا فقد أصبح الوضع الاقتصادي يسير من سيئ إلى أسوأ ما لم يتدارك الرئيس هادي الوضع بإقالة هذه الحكومة وتغييرها بحكومة تكنوقراط تقودها كفاءات ورموز وطنية لعلها تتدارك ما يمكن تداركه، قبل حدوث الانهيار التام للجانب الاقتصادي».
*الوضع هش وبحاجة إلى تصحيح
صالح محمد سالم الحالمي، قيادي ميداني في الحراك، قال: «الوضع هش بشقيه ويحتاج إلى تصحيح، ونحن نتكلم من الواقع ولسنا من الفنادق أو خارج الوطن، قلنا عنه إنه هش لإننا نعاني». وأضاف: «لقد قلنا يجب على أبناء الجنوب مساندة الشرعية ولكن يجب على الرئيس هادي محاسبة الفاسدين في الحكومة».. وأردف: «لقد قالت القيادة نحن مع الشرعية والتحالف وسنساندهم في تحقيق الهدف بإنهاء الانقلاب، ولكن الجنوب له حق وشعبه يريد دولة، وقد قدم في سبيل ذلك آلاف الشهداء ضد نظام صالح وحلفائه من حزب الإصلاح آنذاك، ومن ثم الحوثيون، ومن المؤسف أن يظل بدون أي إنجاز سياسي، وكذلك بقاء هذا الشعب في وضع اقتصادي سيئ، فهذا أمر غير مقبول، ونطالب العالم بتأسيس دولة في الجنوب، فمصالح الإقليم والعالم عبر باب المندب الواقع في إطار الجنوب».

*نحتاج للتنمية لرفع المستوى الاقتصادي والمعيشي
الناشط فكري الدعجري قال إن «الجنوب اليوم يعيش مرحلة جديدة بعد الانتصارات التي حققها المجلس الانتقالي على الحكومة الفاسدة، والتي كان هدفها تركيع الشعب الجنوبي، ولكن حسم أمره على الرغم من التباينات حول كيفية نهايتها وإعطائها الوجه للخروج بقرار سياسي من خلاله يتم تغيير حكومة بن دغر، وهذا الظهور العالمي الذي حققه المجلس من خلال السيطرة على الأرض أظهر أمرا واقعا بأن هناك شعبا يريد الحرية، وفعلا كان منجزا كبيرا، والذي لفت أنظار العالم».
ولفت الدعجري إلى أن «البلاد في الوقت نفسه تعيش حالة تخبط اقتصادي بسبب الانهيار والتلاعب بالعملة المحلية، فكل يوم يزداد سعر الدولار والريال السعودي مقابل العملة المحلية وانعكس ذلك سلبا على الحياة المعيشية للمواطن من خلال الغلاء الفاحش في مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية، والتي عطلت عملية التنمية، حيث أصبحت فئات عاملة لا يكفيها راتبها مقارنة بالسلك العسكري، وكأني أشاهد الاهتمام بهذا الجانب وترك المجالات الأخرى مهملة، وهذا بدوره جعل الغالبية من الفئة المثقفة كالمعلمين مثلا يتجهون لتحسين معيشتهم بالانخراط في السلك العسكري والأمني والمشاركة في جبهات القتال، وهذه ظاهرة يجب التنبه لها والاهتمام بالموظفين المدنيين من معلمين وصحيين وكذا بالمتقاعدين المدنيين والعسكريين الذين لا يتجاوز راتب بعضهم 27 ألف ريال».
واستطرد الدعجري: «علينا اليوم مسئوولية حماية الوطن، فعلى الجهات المسؤولة عدم العبث بمقدرات الوطن وعليها القضاء على الفساد الذي ينخر اليوم المؤسسة العسكرية مشكلا عبئا ماليا على التحالف من خلال الأسماء الوهمية، وعلى التحالف أن لا يتساهل في تدهور معيشة المواطن.. نحن اليوم بحاجة للتنمية ورفع المستوى الاقتصادي والمعيشي والعمل الاستراتيجي من بناء مشاريع استراتيجية يستفيد منها المواطن، من خلال تفعيل الجانب الإيرادي في مختلف المجالات التي تعزز الدور الاقتصادي والتي هي الرافد الأساسي في بناء هذا الوطن».
*غموض يكتنف المشهد
الناشط عبدالسلام سعد القطيبي بدوره أوضح أن «الوضع الذي نعيشه غير مستقر، وهناك غموض في المشهد السياسي الجنوبي، مع أننا شهدنا العام الماضي وهذا العام تأسيس مجلس انتقالي كقوة حالية وتحركات لتشكيل مجالس في المديريات والمحافظات، لكن الواقع السياسي وتكشفه مرهون بالعوامل المحيطة المتمثلة بوجود التحالف الذي لم يحدد موقفا واضحا، ما جعلنا نقول إن هناك ضابية توجد في المشهد السياسي خاصة في ظل استمرار الحرب».
وقال: «أما الواقع الاقتصادي فهو يسير وفق المؤشرات التي نعيشها نحو الانهيار (شمالا وجنوبا) بسبب عدم وجود إصلاحات لا من جانب الحكومة ولا من جانب التحالف الداعم لها.. فقد أثر الوضع الاقتصادي على الكثير من الأسر وخاصة أسر الشهداء والجرحى الذين سقطوا في جبهات القتال وميادين الشرف والكرامة».
*الوضع الاقتصادي كبح الطموح السياسي
أما القيادي في المقاومة صالح سيف الداعري فقال: «الواقع الحالي في الجنوب على المستوى السياسي لا يولد الطموح بتحقيق إنجاز بسبب التعقيدات التي ترتبط بوضع دولي وإقليمي وبوجود تحالف لم يساعد أبناء الجنوب على ترتيب الوضع، وهناك تقاطع مصالح إقليمية مع أن القيادة في الجنوب مرتبط أمرها بالتحالف، مما يغيب الرؤية ويجعلنا أمام طرق متعددة غير واضحة المعالم».
وتابع: «إن الكثيرين يرون أن الوضع الاقتصادي السيئ جدا ألقى بظلاله على أي تفكير بالطموح السياسي، لأن غالبية الشعب يتضورون جوعا بمن فيهم أسر الشهداء وأنا منهم، فالشعب يعاني كثيرا من ارتفاع الأسعار في كل مستلزمات العيش، فالوضع المعيشي أصبح صعبا جدا في ظل تنصل الحكومة والجهات المسؤولة عن التزاماتها تجاه الشعب.. ونطالب الحكومة والتحالف بتصحيح المسار للخروج من هذا الواقع السيئ، ما لم فإننا لن نتردد بالنزول إلى الشارع».
*ليس هناك تحسن ملموس
محمد بن محمد سنم، ناشط شبابي، قال إن «الوضع الحالي حسب تعايشنا بالواقع سيئ ولا يوجد هناك أي تحسن ملموس، فالتجويع متعمد كما أرى». وأضاف: «القوة الموجودة على الأرض هي جنوبية وتمتلك العتاد وقادرة على بسط الأمن أولا وإنهاء حالة الانفلات الأمني وقمع الفاسدين في الأرض، هذا إذا كانت القيادة فعلا همها الأول الوطن والمواطن، لكن للأسف متنا من العذاب والتجويع والخوف في المناطق المحررة، وحالة الناس أصبحت على المحك في ظل عدم توفير الرواتب أو تأخيرها المتعمد».
وتساءل عن سبب هذا التعمد الحاصل خاصة في المناطق المحررة.. ومستنكرا الصمت من قبل من فوضوا لقيادة الشعب.. مشيرا في ختام حديثه إلى أن «الوضع الحالي في المحافظات الجنوبية هو بمثابة حرب اقتصادية يتجرع مرارتها في الأول والأخير الشعب الجنوبي».