> نيويورك «الأيام» استماع/ غرفة الأخبار
قال المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة لدول اليمن والسعودية والإمارات اللتان تقودان تحالف دعم الشرعية في اليمن، إن العملية العسكرية لتحرير ميناء الحديدة ترافقها أكبر العمليات الإنسانية الإغاثية منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي أن العملية العسكرية التي ينفذها تحالف دعم الشرعية لتحرير ميناء الحديدة تترافق مع عملية لا سابق لها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع اليمنيين في كل المناطق، مؤكداً أنه ليس على الحوثيين إلا إلقاء أسلحتم ومغادرة المدينة، بينما حذرت نظيرته الإماراتية لانا نسيبة «مما لدى الحوثيين لتدمير الممر الحيوي للمساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين بينما أعد دول التحالف خططاً للرد على كل السيناريوهات المحتملة».
وفي مؤتمر صحافي مشترك قال المندوب السعودي إنها «ربما المرة الأولى في التاريخ التي تترافق فيها عملية عسكرية مع جهد مكثف موازٍ حيال الجانب الإنساني».
وأكد أن العملية العسكرية «تنفذ بعناية فائقة من أجل سلامة السكان المدنيين اليمنيين» بل أيضاً «إلى حد ما باهتمام بالقوى المعارضة لأننا سمحنا بطرق هروب لهم، وبأن يتخلوا عن أسلحتهم ويغادروا»..موضحاً أن الخيار لا يزال أمامهم على الطاولة.
وأفاد أن هذه العملية تتضمن «اهتمامات إنسانية في صلب العملية العسكرية. وقال «هناك تقدماً يحرز بطريقة سلسة، وبالطبع ليس من دون صعاب»، مشيراً إلى أن «الحوثيين زرعوا آلاف الألغام على الطرق وفي الموانئ البحرية، والكثير من الأماكن الأخرى، فضلاً عن أنهم «يستخدمون المباني المدنية منصاتٍ لمدفعيتهم»، مؤكداً أن التحالف «يتعامل مع كل هذه التحديات بطريقة حذرة وواعية، وبما يحقق نتائج بأقل خسائر ممكنة لكل الأطراف». ولذلك «هذه العملية فريدة من نوعها».
وقال بن مبارك إن «الحوثيين يستخدمون الحديدة وأناسها رهائن. يستخدمونها في دعايتهم»، مضيفاً إن «الموضوع بالنسبة إلينا ليس تحرير أرض الحديدة، بل أرواح الناس». وأوضح أن «ميناء الحديدة ممر لأكثر من 80 في المائة من المساعدات الدولية لكن الناس في الحديدة يعانون أكثر من أي مدينة أخرى».
وأكد أن الخطاب الأخير لعبد الملك الحوثي «وجه رسائل سلبية للغاية» رداً على اقتراحات جريفيثس ونداءات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ومن جهتها أفادت المندوبة الاماراتية بأن الحوثيين «يتخذون إجراءات متعمدة لإحداث أزمة إنسانية وتصعيد النزاع إجمالاً»، كاشفة عن أنهم «يمنعون إفراغ السفن في ميناء الحديدة بالإضافة إلى أنهم يرغمون منظمات الإغاثة على إزالة كاميرات المراقبة في المستودعات، لتشجيع الحوثيين على سرقة الإمدادات الغذائية وتهريبها، فضلاً عن أنهم يدمرون شبكات المياه والصرف الصحي عن طريق الحفر العميق لبناء السواتر للدبابات والمدفعية التي وضعت في الأحياء السكنية».
وأوضحت نسيبة أن الحوثيين قطعوا المياه وشبكات الصرف وهو ما يزيد بشكل كبير من احتمال تفشي وباء الكوليرا. وأكدت أيضا أنهم «يزرعون الألغام الأرضية والعبوات البدائية بشكل عشوائي على طول الطرق وفي الأحياء بالإضافة إلى وضع الألغام البحرية والمتفجرات حول الميناء لتدمير البنى التحتية التابعة لها، مع وضع القناصة والأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية».
وشددت على أن «أي أعمال حوثية ضد البنية التحتية الإنسانية تحتاج إلى إدانة بأقوى العبارات الممكنة»، مؤكدة أن «التحالف يخطط لجميع السيناريوهات».
وأشار إلى أن «هناك عرضاً أمام الحوثيين بأن يسلموا أسلحتهم إلى الحكومة اليمنية وأن يغادروا بسلام وأن يقدموا معلومات حول أماكن الألغام والمتفجرات».
وبسؤاله عما تفعله دول التحالف لمعالجة الشواغل الإنسانية لدى أطراف المجتمع الدولي أوضح المعلمي لصحيفة الشرق الأوسط قائلا: «لا أتذكر حملة عسكرية في العالم صحبت بحملة إنسانية مثلما يحدث الآن وبخاصة بما يتعلق بمدينة الحديدة» موضحاً أن العمل العسكري القائم حالياً «لا يتجزأ من حملة كاملة لمراعاة الحاجات الإنسانية للشعب اليمني بشكل عام، ولأهالي مدينة الحديدة بشكل خاص».
ونبّه المعلمي إلى أنه «لا يمكننا أن نسيطر على تصرفات الحوثيين الذين يستخدمون الحديدة رهينة». ولفت إلى أن «المجتمع الدولي أصبح يدرك الآن أن مخاوفه مما يمكن أن يحدث في الحديدة لن يكون لها أساس فيما يتعلق بجانب التحالف»، مشدداً على أن «الضغط والنداءات ينبغي أن توجه إلى الجانب الحوثي».
وقال السفير بن مبارك: «موقفنا واضح في الحكومة اليمنية وفي التحالف، وهو التفاعل بشكل إيجابي مع كل الجهود التي تقودها الأمم المتحدة ما دامت استندت إلى المرجعيات الثلاث»، مضيفاً إنه أكان فيما يتعلق بميناء الحديدة أو بالإطار العام الذي قدمه مارتن جريفيثس «نحن تجاوبنا وتعاملنا بشكل إيجابي. وقدمنا ملاحظات». مؤكدا أنه «لا نريد أن نستعجل فيما قد يقود إلى نتائج سلبية».
وتحدث د.سامر الجطيلي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إن المركز يقدم 50 في المائة من إجمالي المساعدات التي ترسل إلى اليمن موضحا حجم انفاق المركز منذ عام 2015 وحتى الآن يصل إلى 10.9 مليار دولار موزعة على 262 مشروعاً ومع 80 شريكاً من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والمنظمات غير الحكومية.