> عدن «الأيام» خاص:

ناشدت التربوية المتقاعدة صباح جعفر، إحدى رائدات التعليم في عدن ومن أوائل المناضلات في السلك التربوي، وزير الخدمة المدنية والتأمينات د. عبدالناصر الوالي، بالإسراع في تسوية المعاشات التقاعدية المتدنية التي يتقاضاها المتقاعدون الأوائل، والتي لم تشهد أي تعديل منذ عقود.

وقالت صباح جعفر في مناشدة إنسانية وجهتها عبر "الأيام"، إن هناك من المعلمين والمعلمات من يتقاضون 35 ألف ريال يمني فقط كمعاش شهري، وهو مبلغ لا يفي بأبسط متطلبات الحياة ولا يليق بحياة كريمة، مؤكدة أن هذه الفئة قدّمت للوطن عصارة شبابها بكل إخلاص وتفانٍ، وآن الأوان لإنصافها.

وأضافت: "لقد عانينا أشد أنواع الظلم والتجاهل، وتجرّعنا مرارة الإهمال والحرمان بمعاشات (فتات) لا تكاد تسمن أو تغني من جوع، رغم أننا ساهمنا في بناء هذا الوطن بصمت وكرامة، لكننا اليوم في أرذل العمر نعاني شتى صنوف المعاناة، من أمراض الشيخوخة المزمنة كالفشل الكلوي، والسرطان، والزهايمر، والضغط والسكري، ولا نجد ما يسعفنا حتى بلقمة العيش".

وأشارت إلى أن الكثير من المتقاعدين بلغوا من العمر سبعين وثمانين عاماً، ولم يعد أمامهم من العمر متسع للانتظار، متسائلة: "ما الذنب الذي اقترفناه سوى أننا تقاعدنا؟".

وتعكس مناشدة صباح جعفر حالة الإهمال المزمن الذي يعاني منه المتقاعدون الأوائل في اليمن، والذين أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن دون أن ينالوا حقوقهم المشروعة. فالمشكلة التي تؤرق هذه الشريحة لا تتوقف عند تدني المعاشات التقاعدية فحسب، بل تمتد إلى جهل الكثيرين بحقوقهم وغياب جهة تمثلهم وتدافع عن مطالبهم.

ويطالب المتقاعدون الدولة بإعادة النظر في قانون التأمينات والمعاشات، وتعديله بما يواكب الظروف المعيشية الراهنة، في ظل تدهور اقتصادي غير مسبوق، تشهد فيه الأسواق تقلبات سعرية يومية، تفاقم من معاناتهم.

كما دعا المتقاعدون إلى إنشاء هيئة أو نقابة مستقلة تمثلهم، وتعمل على تبني قضاياهم ومظلوميتهم التي طواها النسيان، مؤكدين أن تجاهل مطالبهم لا يمس فقط الجانب المعيشي، بل يعد انتهاكًا لكرامة من صنعوا أجيال هذا الوطن.

وختمت التربوية المتقاعدة مناشدتها بالقول: "نناشدكم يا معالي وزير الخدمة المدنية أن تضعوا مظلمتنا على رأس أولوياتكم، وأن تبادروا بإنصافنا بسرعة معالجة وتسوية استحقاقاتنا التي طال انتظارها، ونحن في عمر لم يعد يحتمل الانتظار".