> باريس «الأيام» أ ف ب
يسعى مصنعو السيارات الفرنسيون إلى حل معضلة الامتثال للعقوبات الأميركية من دون التخلي عن شركائهم الإيرانيين، لذلك يفكرون في كل الوسائل الممكنة للاحتفاظ بموطئ قدم في إيران بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الموقع معها.
قال كارلوس غصن الرئيس التنفيذي لمجموعة رينو خلال الجمعية العامة للمجموعة في 15 يونيو "لن نتخلى عن (إيران) حتى لو اضطررنا إلى خفض الأشرعة إلى أدنى مستوى"، مشيراً إلى تقليص نشاط الشركة هناك. لكنه أضاف على الفور أن هذا لن يحدث "على حساب مصالح" رينو، إذ لا مجال لتعريضها للعقوبات الأميركية.
وكما هي الحال مع رينو، كان يفترض أن تتولى الشركات المختلطة مع شركاء إيرانيين تجميع سيارات محلياً من أجزاء مستوردة أو مُنتجة محلياً.
ونقلت وسائل الإعلام عن نائب وزير الصناعة الإيراني محسن صالح نيا قوله إن "ممثلي رينو و'ب اس أ' يبحثون عن طرق للحفاظ على وجودهم في إيران وضمان تعاونهم المهم مع المصنعين الوطنيين".
في الوقت نفسه، تستمر المفاوضات مع الأميركيين بدعم من الدولة الفرنسية. وقال مصدر حكومي فرنسي، "ما زلنا ننتظر معلومات من السلطات الأميركية حول كيفية تطبيق عقوباتهم. هناك العديد من النقاط الإجرائية، لكن المهمة للغاية، لا تزال غير واضحة". ولكن في هذه المرحلة، يبدو من غير المحتمل الحصول على إعفاء.
- حضور رمزي -تستحوذ المجموعتان الفرنسيتان معا على قرابة نصف حصة السوق من السيارات الجديدة المسجلة في إيران. وهي السوق الثامنة لرينو حيث باعت أكثر من 160 ألف سيارة في 2017، وتأتي في الأهمية مباشرة بعد البرازيل، ولكن قبل المملكة المتحدة. وتستحوذ "ب اس أ" وحدها على ثلث السوق الإيرانية حيث باعت أكثر من 444 الف سيارة السنة الماضية.
ويبذل مصنعو السيارات الفرنسيون جهوداً لإظهار حسن نواياهم تجاه إيران، وهو ما يفسر حرص كارلوس غصن على الحديث عن حسن الارادة، وتحرك مجموعة "ب أس أ" الحثيث وإن بتكتم.
ولدى سؤالها، طلبت المجموعة من وكالة فرانس برس العودة إلى تصريحاتها السابقة.
وبالتالي يمكن أن تستمر المجموعة في بيع بضع مئات أو ألوف من السيارات سنوياً، وهو ما يتيح لها الحفاظ على حضور وإن رمزي في السوق.
في طهران، يتذكر الإيرانيون أنه خلال فترة العقوبات السابقة، من 2012 إلى 2016، واصلت رينو أنشطتها التي بدأت في العام 2004، بخلاف "ب أس أ" التي انسحبت تحت ضغط شريكتها الأميركية حينها جنرال موتورز، وإن كانت المجموعة موجودة في إيران منذ العام 1979.
من جهته، قال رئيس غرفة التجارة الإيرانية غلام حسين شافعي "إذا كف الفرنسيون عن العمل معنا، لدينا خيارات أخرى" لإقامة شراكات صناعية متحدثاً عن "دول شرق آسيا" وخصوصا الصين.