> باريس «الأيام» أ ف ب
ترافق الانهيار السريع لسعر صرف الليرة التركية مع تراجع كبير لأسعار صرف الراند الجنوب أفريقي، والبيزوس الأرجنتيني، والريال البرازيلي، والروبل الروسي، ما يكشف هشاشة إقتصادات هذه الدول التي تبقى مرتبطة كثيرا بالرساميل الأجنبية.
وبعد أن كانت الأزمة بين واشنطن وانقرة في البداية ذات طابع سياسي قضائي بسبب محاكمة قس أميركي في تركيا بتهمة "الارهاب والتجسس"، انتقلت سريعا الى الميدان الاقتصادي.
واذا كانت الليرة التركية قد فقدت 16% من قيمتها مقابل الدولار خلال يوم الجمعة وحده، فان عملات عدد من الدول الناشئة اهتزت ايضا.
ولامس مؤشر "ام اس سي اي" الذي يضم سلة من عملات نحو 20 دولة ناشئة أدنى مستوى له خلال عام.
ويتم حاليا التبادل بالروبية الاندونيسية بأدنى سعر لها مقابل الدولار منذ اكتوبر 2015، بعد أن كانت البلاد أعلنت نهاية الاسبوع الماضي عن أكبر عجز لها منذ اربع سنوات، ما يكشف عن ارتباط أندونيسيا بشكل كبير بالاستثمارات الأجنبية.
واعتبر الاقتصادي الجنوب افريقي غافين كيتون في صحيفة "بيزنيس داي" أن "الاجواء الحالية مقلقة جدا للاسواق الناشئة، وخاصة لجنوب أفريقيا لاننا اصبحنا مرتبطين بتدفق الرساميل الاجنبية".
- الحلقة المفرغة-ومنذ مطلع السنة ومع تسارع وتيرة رفع نسب الفائدة في الولايات المتحدة بدأت عملات هذه الدول بالتراجع.
وأنعكست هذه السياسة النقدية الاميركية سلبا على الدول ذات الاقتصادات الناشئة التي تتمول من الاسواق الدولية لدعم نسبة النمو فيها وتنميتها، ما يكشف عن هشاشتها الداخلية.
وأدى هذا الوضع الى نشوء ما يشبه الحلقة المفرغة: العملة المحلية تفقد من قيمتها بمواجهة الدولار، فتزداد كلفة الواردات بشكل آلي لترتفع معها نسبة التضخم، الأمر الذي سيشجع المستثمرين الاجانب على الانسحاب.
وتابعت "اذا اضفنا الى ذلك ارتفاع نسب الفائدة في الولايات المتحدة نصبح أمام وضع سلبي ومدمر".
وفي تركيا ساهم التوتر القائم بين انقرة وواشنطن في تفاقم وضع الليرة التي بدأت تتراجع بشكل سريع منذ مطلع العام (فقدت 40% من قيمتها منذ مطلع السنة). وخلال شهر يوليو بلغت نسبة التضخم 16% على حساب سنوي.
ولم يقرر المصرف المركزي التركي بعد زيادة نسب الفائدة لدعم الليرة وهو أمر تقول نورا نوتيبوم من المصرف الهولندي "اي بي ان - اي ام ار او" إنه عائد إلى رفض الرئيس التركي الشديد انتهاج سياسة مالية متشددة.