> باريس «الأيام» أ ف ب
تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضربة سياسية موجعة اليوم الثلاثاء عندما أعلن وزير البيئة استقالته من الحكومة التي كان أحد أعضائها الأكثر شعبية، على الهواء مباشرة بدون إبلاغ الرئيس مسبقاً.
وفاجأ الوزير نيكولا أولو حتى المذيعين الذي كانوا يجرون مقابلة معه عبر إذاعة "فرانس إنتر" بإعلانه قرار الاستقالة.
وأضاف "آمل أن تدفع استقالتي مجتمعنا إلى محاسبة عميقة للنفس بشأن الحقائق المرتبطة بعالمنا".
وقال "نقوم بخطوات صغيرة وتنجز فرنسا أكثر بكثير من دول أخرى لكن هل الخطوات الصغيرة كافية؟ (...) الجواب هو كلا".
وأضاف "إنه قرار صادق ومسؤول".
وتضاف استقالته إلى المشاكل المتفاقمة التي يواجهها الرئيس الوسطي ماكرون (40 عاما) والذي وصل إلى السلطة في مايو العام الماضي متعهدا بمعالجة النمو الاقتصادي البطيء المستمر منذ عقود وارتفاع نسب البطالة في فرنسا وإصلاح الاتحاد الأوروبي.
وتواجه الحكومة الفرنسية صعوبات في وضع ميزانية للعام 2019 جراء تراجع النمو الاقتصادي حيث أعلن فيليب نهاية الأسبوع الماضي التخلي عن هدف خفض العجز في الميزانية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يعمل ماكرون جاهدا لإقناع شركائه الأوروبيين بالحاجة إلى اتحاد أوروبي أكثر تكاملا في وقت تحقق الأحزاب القومية مكاسب في أنحاء القارة.
- فشل في التأثير - يرجح أن يتلقى ماكرون، الذي بدأ الثلاثاء زيارة إلى الدنمارك للترويج لأجندته بشأن الاتحاد الأوروبي، إعلان أولو بمرارة.
وخلال الصيف، واجه ماكرون أول فضيحة سياسية كبرى في ولايته التي بدأت قبل 15 شهرا بعدما انتشر تسجيل مصور أظهر مساعدا أمنيا له يرتدي خوذة للشرطة وهو يضرب متظاهرا في باريس.
وقال الناطق باسم الحكومة بنجامين غريفو لقناة "بي إف إم" الإخبارية إن "أسس اللياقة كانت تقتضي تنبيه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء".
ورفض أولو، الذي كان مقدما لبرنامج تلفزيوني يعنى بالبيئة، في الماضي مرارا عروض رؤساء فرنسيين سابقين لتولي حقيبة وزارية.
ونفى أولو الاتهامات بشدة معتبرا أنها تسيء له ولعائلته.
وواجه انتقادات من ناشطين في مجال البيئة اتهموه بالفشل في التأثير على حكومة ماكرون بشكل كاف بعدما خسر معارك أمام نظرائه في وزارتي الزراعة والاقتصاد.
لكن غريفو علق بالقول "هل تحقق ثورة بيئية خلال عام واحد؟ الجواب هو كلا. أفضل الخطوات الصغيرة على عدم التحرك".
ويعد سجل ماكرون المتعلق بالبيئة غير واضح حيث أنه جعل مكافحة الاحتباس الحراري من أولويات سياسته الخارجية وألغى مشروع إقامة مطار مقترح في غرب فرنسا لأسباب عدة بينها المخاوف البيئية.