> بيروت «الأيام» أ ف ب
تستهدف الطائرات الحربية الروسية اليوم الثلاثاء محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، غداة تحذير واشنطن دمشق من شن عملية عسكرية قد تؤدي إلى "مأساة إنسانية".
وتزامنت الغارات مع إعلان موسكو أن الجيش السوري "يستعد لحل" مشكلة "الإرهاب" في إدلب، كما تأتي قبل أيام من قمة بين موسكو وطهران وأنقرة من المفترض أن تحدد مستقبل هذه المنطقة، التي تُعد آخر أبرز معاقل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والفصائل المعارضة في سوريا.
ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية بداية على مناطق محدودة ولكن أيضاً استراتيجية مثل جسر الشغور لمحاذاتها لمحافظة اللاذقية (غرب)، التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن القصف يأتي "بعد توقف استمر 22 يوماً ويطال مناطق عدة في جنوب وجنوب غرب المحافظة" تسيطر عليها هيئة تحرير الشام مثل جسر الشغور أو فصائل معارضة مثل أريحا.
وتأتي الغارات، بحسب عبد الرحمن، "غداة استهداف الفصائل المقاتلة في إدلب مواقع لقوات النظام في محافظة اللاذقية ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر".
وفي بلدة محمبل في جنوب غرب إدلب، شاهد مراسل فرانس برس حريقاً كبيراً في محطة محروقات استهدفتها ضربة جوية وكان فريق الدفاع المدني يعمل على اخماده. وأشار إلى أن الطائرات الحربية لا تزال تحلق في أجواء المنطقة.
وتأتي الغارات الروسية قبل أربعة أيام من قمة تجمع الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني والتركي رجب طيب اردوغان. ومن المتوقع أن تحدد القمة مستقبل إدلب، التي تٌعد مع أجزاء من المحافظات المحاذية لها آخر مناطق اتفاق خفض التوتر الذي ترعاه الدول الثلاث.
كما تأتي غداة تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب دمشق من شن هجوم في إدلب. وقال في تغريدة على موقع تويتر إن "على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهوّر محافظة إدلب. سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة".
- "موضع اهتمام" - ويرى محللون أنه لا يمكن التحرك عسكرياً في إدلب من دون التوافق بين الدول الثلاث، وبينها أنقرة التي تخشى أن يتسبب أي هجوم بموجة جديدة من اللاجئين إليها.
واعتبر أن "بؤرة ارهاب جديدة تشكلت هناك (...) وهذا الأمر يقوّض الجهود الهادفة إلى التوصل لتسوية سياسية-دبلوماسية" في سوريا و"الأمر الأساسي هو أنها تشكل تهديدا كبيرا لقواعدنا" العسكرية في سوريا.
ومنذ بداية العام 2017، بدأ تنسيق واسع بين موسكو وأنقرة وطهران حول الملف السوري انطلاقاً من جولات محادثات تجري منذ عام ونصف في استانا.
- "مأساة إنسانية" -حذرت الامم المتحدة ومنظمات إنسانية بدورها من أن هجوماً واسع النطاق على المحافظة سيؤدي الى كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء النزاع في العام 2011.
وحذرت الخارجية الفرنسية الإثنين أيضاً من "انعكاسات كارثية" لهذا الهجوم.
وتخشى الأمم المتحدة أن تدفع أعمال العنف بنحو 800 ألف شخص للنزوح من المحافظة، التي تؤوي مع مناطق المعارضة المحدودة المحاذية لها نحو ثلاث ملايين نسمة.
والوضع في محافظة إدلب يبقى أكثر تعقيداً من مناطق أخرى استعادتها قوات النظام، كونها آخر معاقل هيئة تحرير الشام، المصنفة مجموعة "إرهابية"، كما تُعد منطقة نفوذ تركي، وتنشر أنقرة فيها نقاط مراقبة بموجب اتفاق أستانا.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما تتواجد الهيئة والفصائل في مناطق محاذية في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي (وسط) واللاذقية الشمالي (غرب).
وطالما شكل تحالف هيئة تحرير الشام مع الفصائل المعارضة عائقاً أمام وقف إطلاق النار أو تخفيض التوتر، إذ إنه كان يتم استثناؤها من كافة تلك الاتفاقيات إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية كونها تُعد مجموعة جهادية برغم محاولاتها فصل نفسها عن تنظيم القاعدة.