> دبي «الأيام» أ ف ب
تطلق الامم المتحدة في جنيف الخميس مشاورات جديدة بين أطراف النزاع اليمني في محاولة للتفاهم حول إطار لمفاوضات سلام تنهي "الحرب البشعة" في أفقر دول شبه الجزيرة العربية والذي يشهد أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم.
واستبق المتمردون والسلطة المعترف بها دوليا جولة المشاورات التي دعا اليها مبعوث الامم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث، بالتقليل من احتمال حدوث اختراق ما، مؤكدين أنها تهدف الى بناء الثقة قبل الدخول في مفاوضات جادة.
وهي المرة الاولى التي تجري فيها محادثات بين أطراف النزاع منذ آخر جولة مشاورات في أغسطس 2016 في الكويت، حين فشلت مساعي الامم المتحدة المتحدة في التوصل الى حل ينهي النزاع المستمر منذ 2014 بعد نحو 108 أيام من المفاوضات.
وتقول الأمم المتحدة إن ثلاثة من بين كل أربعة يمنيين بحاجة لمساعدة غذائية، في وقت تهدد موجة جديدة من الكوليرا البلاد التي تفتقد لقطاع صحي فعّال دمرته الحرب.
ومنذ التدخل السعودي، قتل في اليمن نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين، وبينهم أكثر من ألفي طفل لقي 66 منهم مصرعهم في ضربات جوية في أغسطس الماضي وحده. وأغرق النزاع أكثر من ثمانية ملايين شخص في شبه مجاعة وتسبب بـ"أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
ووصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الحرب في اليمن ب"البشعة" عقب غارة للتحالف في التاسع من أغسطس في صعدة قال الصليب الأحمر إن 40 طفلا قتلوا فيها، بينما اعتبر المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي أنه "لا يوجد حرب من دون أضرار جانبية".
- "جرائم حرب" -وكانت بعثة خبراء مفوضة من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلنت في 28 أغسطس أن كل أطراف النزاع في اليمن يحتمل أن يكونوا ارتكبوا "جرائم حرب"، معددة ضربات جوية قاتلة والعنف الجنسي وتجنيد أطفال للقتال.
وتتهم السعودية إيران بإرسال أسلحة الى المتمردين، ومساعدتهم في إطلاق الصواريخ، لكن طهران تنفي هذا الاتهام وتؤكد أن دعمها للمتمردين ينحصر بالسياسة فقط.
ويرى دبلوماسي أميركي أنه "لا يجب توقع الكثير"، مضيفا أن المشاورات "قد تؤدي الى تحقيق أمر ما" في حال نجح المبعوث الدولي في التوسط للإفراج عن أسرى، وإعادة فتح مطار صنعاء.
وغريفيث ثالث مبعوث دولي لليمن منذ بداية النزاع.
وتدخل عبر الميناء غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية المرسلة إلى ملايين السكان. لكن التحالف يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ومهاجمة سفن في البحر الأحمر.
لكن قرقاش أكد ان التحالف مستمر في عمليات عسكرية في مناطق أخرى من محافظة الحديدة "في مسعى لإبقاء الضغوط (...) من أجل تحقيق تغيير استراتيجي في الوضع الحالي".
- الاستثمار في السلام -ويتمسك طرفا النزاع الرئيسيان بمطالبهما، فالسلطة تدعو الى الالتزام بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 الذي يعترف بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ويطالب الحوثيين بالانسحاب من الاراضي التي سيطروا عليها وتسليم الاسلحة الثقيلة. بينما يطالب الحوثيون بوقف عمليات التحالف قبل الموافقة على إجراءات محددة، وبينها احتمال تسليم إدارة ميناء الحديدة الى الأمم المتحدة.
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون اليمنية فارع المسلمي إن مشاورات جنيف "مهمة لأنها الاولى منذ عامين ولأنها تجري برعاية مبعوث أممي جديد"، متوقعا رغم ذلك ألا تؤدي لأي اختراق فعلي خصوصا أن القوى الكبرى غير مستعدة بعد للاستثمار في عملية السلام في اليمن.
وأقرّ التحالف السبت بوقوع "أخطاء" لدى تنفيذ غارة صعدة التي أثارت تنديدا دوليا واسعا، متعهدا بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأخطاء ومراجعة قواعد الاشتباك.