> تغطية/ رعد الريمي
خلصت ندوة حوارية سياسية نظمها مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب بمشاركة قيادات وممثلين من مختلف المكونات الجنوبية وشخصيات سياسية وحقوقية ومدينة إلى تبني مسارين اثنين لإيجاد مقاربة بين المكونات لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الجنوبية هما: حوار وشراكة جامعة تستوعب كل الاهتمامات والقضايا العامة والمحلية، ومشاركة خارجية تستوعب كل الطاقات والقدرات الجنوبية على أسس ومعايير وطنية مرشحة المجلس الانتقالي للقيام بهذه المهمة كونه المؤهل لهذا الدور.
كما أكد المشاركون في ختام الندوة التي بدأت، الأربعاء واختتمت أمس، في مقر مركز عدن خور مكسر عدن على ضرورة وضع ثوابت العمل الحواري الجنوبي الجنوبي القادم، والعمل على اختيار شخصية لإدارة الحوار الجنوبي الجنوبي والخروج بميثاق شرف ينسجم مع كل المكونات.

فرصة فاصلة
فيما أكد رئيس مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب قاسم داود أن «أهمية هذه الفرصة الفاصلة من تاريخ الجنوب منطلقة من كونها متعلقة بقضية أساسية هي الحوار الجنوبي الذي يفترض أن يفضي لتوافقات ومقاربات مشتركة لمواجهة تحديات مصيرية وأولويات لا تقبل التأجيل ويشكل ضرورة قصوى أكثر من أي وقت مضى، لكون هذا الأمر مرتبطا ارتباطاً وثيقا بتطورات جوهرية وتحديات غير مسبوقة ومخاطر لا يمكن الاستهانة بها وفرص لا يجوز خسارتها».
وأضاف في مداخلته: «إننا نشهد اليوم أحداثا وتحولات من شأنها أن تقرر مستقبل المنطقة ومن ضمنها الجنوب، وفي مقدمتها عملية المفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وكل ما يتصل بها وهي مسألة مصيرية وحاسمة سواء للجنوب أو لغيرهم من الأطراف».

وقال: «إن الجنوب يواجه اليوم مشكلتين أساسيتين هما: مشكلة إقصاء الجنوب نهائياً في المفاوضات وتهميش دورة، والسعي لتجزئة تمثيله في المفاوضات الدولية، والنتيجة واحدة إما للتهميش، أو للتجزئة والتي ستقود لتجزئة قضية الجنوب والمشروع السياسي وستحول الجنوب إلى قضايا ومشاريع وأطراف ضعيفة يسهل ابتزازها».
وقال: «جميع هذه المشاكل وإن كانت قضايا ذات أهمية إلا أنه لن يتم تأطيرها إلا بالحوار، فالحوار هو الذي سيُعزز القضية الجنوبية من جهة وسيحل القضايا الجزئية، كما أنه سيمنح القضية قوة أكثر، كونه المدخل الطبيعي لتمثيل الجنوب في المفاوضات الدولية».
غياب الجدية
من جانبه قال رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر القاهرة عبد المجيد وحدين: «موضوع الحوار الجنوبي الجنوبي مهم جداً، ولكنه تحول إلى هاجس وإلى شعار، لكون القلة من لديهم النية الصادقة والاستعداد للمتابعة والوصول إلى آليات عمل تنفذ على أرض الواقع من شأنها أن تخرجنا من دائرة التمنيات والأمنيات.. ولهذا نُعيب على الكثير من الشخصيات سواء أكانت في مكونات السياسية أم المستقلة إلى عدم القدرة على التقارب مع الآخر للوصول إلى آليات عمل تُحدّد موضوعات الحوار وآلياته».

الابتعاد عن التخوين
وقال المحامي جسار مكاوي: «المشاركة في الحوار بين مكونات الجنوبية يتوجب أن تكون من كل الأطياف دون تخوين، وأن يعطى لكل منطقة خصوصياتها التاريخية والاقتصادية والثقافية مع تمكين أبنائها من تمثيل أنفسهم فيها وإدارة شؤونها العامة، فمثلاً مدينة عدن يجب أن تُدار من أبنائها ولهم الأولوية في التوظيف وتولي المناصب».
أداة سياسية
بدوره أكد عقيد ركن د.عبدربه محمد عمر المحرمي أن «الشارع الجنوبي دائما ما يتقدم على النخب السياسية والتي تحاول جاهدة قطف ثماره لمصلحتها، ولهذا السبب لم يجد الشارع الجنوبي الأداة السياسية التي تُعبر عنه، وهي حقيقة يجب على الجميع الاعتراف بها أولاً».
وأضاف: «لا يمكن لأي شخص يقول أنا المُمّثل الوحيد للحراك الجنوبي، كون هذا مصدر قوة الحراك».

حوار مفتوح
من جهته قال رئيس الدائرة السياسية بالمجلس الانتقالي خالد بامدهف: «حينما انطلقت الثورة السلمية أو الحراك السلمي الجنوبي 2007 و2008م خضنا حوارًا طويلا أمام مجالس تأسيس الفعالية في المحافظات الست، وكان حواراً جاريا وظاهرة حية لدى كل النخب والطبقة السياسية الجنوبية، ومنذ تأسيس المجلس الانتقالي لم يتجاهل هذا الحوار واهميته».
وأضاف في كلمته التي ألقاها في الندوة السياسية «يجب أن يكون أي حوار مفتوحا وكافة الأبعاد، وليس ملزماً كونه ليس تفاوضا، مع ضرورة الابتعاد عن الحوار الفضفاض والذي يُعد الأساس في إفشال هذه المكونات، كما أفشل منذ قبل إيجاد حالة سياسية ناضجة للقضية الجنوبية».
وأضاف: «المجلس ليس دولة ولكن يمتلك بعض الإمكانيات والتي توفرت له نتيجة لطبيعة المرحلة ومنها الدعم الإقليمي، وهذا يُعد تميزا وفرادة لم تظهر في المكونات السابقة، واليوم هو في مسار كفاحي تمثل في المقاومة الجنوبية والنخب والحزام الأمني والتي تمنحه ولاء وشرعية لعملها القتالي أو الكفاحي في الأرض، وهذه ظاهرة جديدة إيجابية ومتطورة وتقدمية لمصلحة القضية الجنوبية».