> موسكو «الأيام» أ ف ب
خلال الحقبة السوفياتية عمل كبار علماء المعلوماتية والمبرمجين الروس على نطاق واسع لمصلحة الاستخبارات الروسية، ويبدو أن البلاد استعادت هذا التوجه في عهد الرئيس فلاديمير بوتين مع تزايد الاتهامات الموجهة لروسيا بشن حملة هجمات الكترونية عالمية.
واتّهمت هولندا الخميس أربعة عناصر في الاستخبارات العسكريّة الروسيّة بمحاولة قرصنة مقرّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي.
وكانت دول منطقة البلطيق أول من اتّهم موسكو بشن هجمات الكترونية ضدها في 2007.
ومنذ ذلك الحين تزايدت الاتهامات الموجهة إلى موسكو بشن هجمات الكترونية.
ووُجّهت اتهامات لمجموعة القرصنة المعلوماتية الروسية المعروفة باسم "فانسي بير"، "إيه بي تي 28"، و"سوفاسي" بالارتباط بالمديرية العامة للاستخبارات الروسية وبشن هجمات استهدفت الحزب الديموقراطي الأميركي خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016 بالاشتراك مع جهاز الأمن الفدرالي الروسي "إف إس بي"، جهاز "كاي جي بي" سابقا.
ويقول أوليغ ديميدوف الخبير في مركز "بي أي آر" المستقل للدراسات ومقره موسكو إن "هيكلية الاقتصاد برمّتها كانت تميل نحو القطاع العسكري".
- الجرائم المصرفية -بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، تفتتت قواته المسلحة وتوجه كبار العلماء بغالبيتهم نحو القطاع المصرفي الروسي، بعضهم للعمل وبعضهم لشن هجمات الكترونية.
وبحسب ديميدوف فإن "قراصنة المعلوماتية الروس باتوا مدربين ومجهّزين بشكل ممتاز وهم من بين الأبرز في مجال الجرائم المصرفية".
ويقول دينيس كوسكوف الخبير في مركز "تيليكومديلي" للأبحاث المتخصصة إن علماء المعلوماتية الروس يتلقون تعليمهم في "جامعات عالية المستوى في سان بطرسبرغ، وموسكو، ونوفوسيبرسك، وكازان، وكراسنويارسك".
ويتابع كوسكوف "يمكنهم العمل أينما كان في العالم، وفي أي شركة عالمية"، لكن في السنوات الأخيرة قرر عدد متزايد منهم البقاء في روسيا، مشيرا إلى "تزايد اهتمام أجهزة الاستخبارات بالمبرمجين المَهَرة الذين بات أسهل عليهم العثور على عمل في روسيا".
ويقول الخبير إن "هذه الجهود... بدأت تؤتي ثمارها".
وفرضت الولايات المتحدة في 2017 حظرا على استخدام الإدارات الفدرالية الأميركية لبرنامج "كاسبرسكي" المضاد للفيروسات الإلكترونية بسبب مخاوف من ارتباط الشركة بالاستخبارات الروسية.
وفي حين قد تختار غالبية الشبان الروس العمل لمصلحة الجيش والاستخبارات لأسباب وطنية، إلا ان أقلية منهم قد تكون أكثر اهتماما بالمردود المادي.
وأفاد تقرير لصحيفة "كومرسانت" بأن الأربعة متّهمون بنقل معلومات سرية عن التكنولوجيا الإلكترونية التي تستخدمها الاستخبارات الروسية إلى مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي مقابل مبلغ عشرة ملايين دولار.