> تقرير خاص
بات أهالي محافظة الحديدة يعيشون أياماً عصيبة تزداد مأساوية يوما بعد يوم، ولا انفراجة قريبة تلوح في الأفق لانتهاء الحرب الضروس فيها.
وفي الوقت الذي طوقت فيه القوات المشتركة مشارف المدينة جميعها باستثناء طريق الشام الذي تركته لانسحاب قوات الحوثي منها، يُعلن الانقلابيون تمسكهم بالمحافظة وباستماتة، وهو ما يعني أن معاناة المواطنين ستستمر إذا لم تحسم المعركة فيها من قبل قوات الشرعية.
ضحايا مدنيين
وتزايدت أعداد الضحايا في أوساط المواطنين جراء القصف العشوائي ورصاص مضادات الطيران التي تطلقها القوات الانقلابية على أحياء وشوارع المدينة بشكل مكثف ويومي، كان آخرهم المواطن سعيد صديق وإصابة أحمد حزام.
واضطر المواطنون للنوم على منازلهم وفي أمكان مكشوفة بسبب موجة الحر وانقطاع الكهرباء، وهو ما يجعلهم عرضة للإصابة بالرصاص الراجع التي تطلق على سماء المنطقة باستمرار.

عمليات نهب وسرقة
وأوضح أحد المواطنين أن «منازل الكثير من النازحين تعرضت لعمليات سرقة ونهب، خصوصاً ألواح الطاقة الشمسية، والمكيفات والدينمات وأسلاك الكهرباء وغيرها».
وقالت امرأة مسنة من حي الربصة: «تعرض منزلي للسرقة بعد نزوحنا إلى صنعاء، ونهبوا كل شيء فيه ولم يتركوا منه إلا الجدران، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم».
ويُعد حي الربصة من أكثر الأحياء التي تعرضت للنهب والخراب، إذ نصب الحوثيون دباباتهم بين منازله ومنه وجهوا فوهاتها نحو المطار، وهو ما جعله عرضة لاستهداف طيران التحالف العربي.

ونتيجة لما تشهده المدينة من حرب ضروس بين الانقلابيين والقوات التابعة للشرعية، بات طيران التحالف العربي يلقي باستمرار تحذيرات للصيادين بعدم الاصطياد في الأماكن المعرضة للقصف.
يقول سكان في الحديدة لـ«الأيام»: «إن الأسماك في أسواق المدينة لم تعد متوفرة وإن توفر منها قليل لا يستطيع أحد شراءها لارتفاع قيمتها، بسبب الحرب وتلغيم الانقلابيين لبعض الشواطئ ونشر قواتهم ومعداتهم العسكرية في أمكان أخرى».
بطش الحوثيين
ودفع الكثير من المواطنين ضريبة بقائهم في منازلهم إما بالقتل أو بغيره من قبل الحوثيين.
يقول مصدر لـ«الأيام»: «إن مسلحا حوثيا قتل بائع الثلج في شارع الأربعين وسط المدينة، لرفضه تزويده بكمية منه بشكل مجاني، أحمد محمد صغير الزبيدي قتل هو الآخر من قبل الحوثيين بحي غليل، بينما كان قاعدا مع أصحابه الذين تم اعتقالهم دون أي سبب».
وكانت عناصر من الانقلابيين قد قتلت قبل شهرين الشاب عمرو محمد ثابت في ذات الحي ضمن حملة اختطافات وملاحقات واسعة للشباب الذين يتجمعون في أحيائهم السكنية بالحديدة لتعاطي القات، بذريعة أنهم دواعش ويجتمعون بهدف تشكيل مقاومة ضد الحوثيين.
مخيمات النازحين في الخوخة هي الأخرى لم تسلم من القصف الذي تسبب بقتل امرأتين وإصابة ثلاثة آخرين، وفي قرية منظر سقط عبده محمد وهبان ووالده ضحايا قذيفة سقطت عليهما وهما أمام مخبز في القرية، ونالت مدينة الدريهمي أغلب الضحايا المدنيين جراء الألغام المزروعة من قبل الانقلابيين على امتداد ساحلها.