تعبر نادية برجي، وهي من سكان جزيرة جربة بالجنوب التونسي، عن الأسى إزاء ظاهرة التمييز العنصري التي تعتبر نفسها من ضحاياه كما أمثالها من أصحاب البشرة السوداء في تونس، وتقول لوكالة فرانس برس بنبرة حزينة "من المحتمل أن يتم دفني في مقبرة العبيد".
ويشكل التونسيون السود، وبينهم من يتحدر من أشخاص كانوا مستعبدين، أقلية غير بارزة في الحياة العامة التونسية. ولكن العديد منهم على غرار نادية، يأملون في مساواة أكبر منذ المصادقة على قانون القضاء على كل أشكال التمييز العنصري في تونس الشهر الفائت.
وتتابع الأربعينية العزباء "اعتدنا على التمييز".
وتفصح قريبتها درة دويري، متأملة قبورا من تراب مكسوة بالاعشاب الجافة أمامها، عن غضبها من تمييز "عنصري ومؤلم".
ويقر مراد الميساوي الذي يدير إحدى الدوائر البلدية بحومة سوق "ظاهرة تواجد مقابر للعبيد وأخرى للأحرار صحيحة وتتطلب الدراسة".
ويوضح الميساوي أنه، على عكس ما يحصل في المدن الكبرى على غرار صفاقس وتونس، يدفن سكان جربة الموتى دون الحصول على تراخيص من البلدية، ما يسمح لهم بتقسيم المقابر وفقا للانتماء العائلي والمستوى الاجتماعي وحتى استنادا للون البشرة.

وتقول رئيسة منظمة "منامتي" للدفاع عن الأقليات سعدية مصباح إن إقرار الدولة بوجود تمييز عنصري يعني أن على المؤسسات تطبيق القانون المتعلق به.
كما يؤكد الميساوي أنه "لا يوجد انسجام بين النصوص القانونية والواقع".
في منطقة القُصبة، لا يزال الزواج بين رجل أسود وامرأة بيضاء البشرة مرفوضا. ويقول الستيني والتاجر علي كودي "مهما تكن وسيما وغنيا ستبقى دوما كحلوش (أسود) ولن يقبلوا بك زوجا لبيضاء".
ويختم "نحن تونسيون فقط على بطاقة الهوية".