> لندن «الأيام» أ ف ب
أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الخميس أن مفاوضات بريكست باتت في مرحلة "حاسمة"، قبل ثلاثة أيام من قمة يفترض أن تصادق على اتفاق الانفصال والإعلان السياسي حول العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وقالت ماي في مجلس النواب إن "المفاوضات بلغت الآن لحظة حاسمة" داعية إلى "تركيز كل جهودنا على التعاون مع شركائنا الأوروبيين من أجل إنجاز هذه الآلية بعد أجل بما يخدم مصلحة جميع المواطنين".
وأكدت ماي "سنحمي السيادة البريطانية على جبل طارق" بعد بريكست، وذلك غداة مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وكتب سانشيز على تويتر قبل وصوله إلى هافانا أمس الخميس "بعد محادثاتي مع تيريزا ماي، تبقى مواقفنا بعيدة. ستدافع حكومتي دائماً عن مصالح إسبانيا. إذا لم يحدث أي تغيير، سنستخدم الفيتو" لتعطيل الاتفاق حول بريكست.
وقالت ماي بهذا الصدد "رفضنا إقامة أي رابط بين دخول مياهنا الإقليمية والوصول إلى الأسواق" مضيفة "سنتفاوض في إمكانية الدخول والحصص على أساس سنوي كما تفعل دول ساحلية مستقلة أخرى" ذاكرة مثل النروج وإيسلندا.
"شراكة واعدة"
ووزع مشروع "إعلان سياسي" من 26 صفحة أعده فريقا التفاوض على العواصم الأوروبية الخميس، غداة زيارة خاطفة لماي إلى بروكسل.
وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الأحد خلال قمة في بروكسل إن النص "تم الاتفاق عليه على مستوى المفاوضين والقبول المبدئي به على المستوى السياسي بشرط موافقة القادة" عليه خلال قمة خاصة تعقد الأحد في بروكسل.
والإعلان السياسي الذي اطلعت عليه فرانس برس "يحدد أسس شراكة واعدة وموسعة ومعمقة ومرنة" في مجالات التجارة والسياسة الخارجية والدفاع والامن.
واتفق مفاوضو الطرفين على إمكانية تمديد الفترة الانتقالية ما بعد بريكست لمدة تصل إلى سنتين بعد نهاية 2020، التاريخ المحدد أساسا في اتفاقية الانسحاب.
وسجل الجنيه الاسترليني ارتفاعا بأكثر من 1% الخميس مقابل الدولار بعد الإعلان عن التقدم في المفاوضات حول بريكست.
وعلق النائب المحافظ مارك فرنسوا العضو في مجموعة الأبحاث الأوروبية، كتلة نواب محافظين مشككين في أوروبا، أن "اتفاق الانسحاب لن يمر أبدا أمام مجلس العموم".
"توازن دقيق"
وتعود ماي السبت إلى بروكسل لإنجاز تفاصيل المفاوضات عشية القمة.
وشددت عدة دول أوروبية في الكواليس على وجوب تسريع المفاوضات ومنح العواصم مهلة كافية للنظر في الوثائق، وإلا فقد يتم تأجيل القمة، بحسب ما حذر عدة دبلوماسيين.
وأوضح مصدر دبلوماسي آخر "إنه توازن يصعب إيجاده"، فالدول الـ27 لا تريد نصا يوزع "في اللحظة الأخيرة" لكنها "تدرك أن ماي بحاجة إلى بعض التشويق لتثبت أنها تفاوضت حتى اللحظة الأخيرة".