> تكتبها: خديجة بن بريك
يقول العميد صالح علي بلال، أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية، ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد القائد البطل عبدالسلام عوض صالح فهيد بن شليل الحارثي من أبناء بلحارث مديرية عسيلان محافظة شبوة، ومن أسرة مناضلة قدمت قافلة من الشهداء منذ انطلاقة ثورة 14 أكتوبر حتى مقاومة المد الحوثي ومليشيات صالح في بداية العام 2015م، ولد في محافظة شبوة مديرية عسيلان منطقة العكدة في العام 1947م، وتربى فيها وارتوى من عاداتها وتقاليدها الخصال الحميدة كالتواضع والكرم والجود، وهو أب لستة أبناء وثلاث بنات.
كان الشهيد من أوائل المناضلين والمؤسسين للحراك الجنوبي، وتشرب حب الوطن والدفاع عنه على يد والده المناضل والشخصية السياسية الجنوبية المعروفة الشيخ عوض صالح فهيد، الذي تبوأ عددا من المناصب السياسية والأكاديمية الرفيعة، وكان آخرها عميد معهد باذيب للعلوم السياسية والاجتماعية، وسكرتير الحزب في المحافظة».
ويردف: «في الحرب الظالمة على الجنوب عام 1994م كان والد الشهيد مسؤولا عن جبهة بيحان في مواجهة القوات الشمالية أثناء تقدمها لاحتلال محافظتي شبوة وحضرموت، وبعد انتهاء الحرب واحتلال الجنوب غادر إلى الخارج ورفض العودة إلى الوطن حتى الخلاص من الاحتلال المتخلف.. رحل الوالد وبقي الابن، فهذا الشبل من ذاك الأسد، حيث انتقل شهيدنا البطل للعمل إلى جانب عمه الشيخ القائد ناجي صالح فهيد، وواصل مشوار أبيه وكان الساعد الأيمن لعمه».
ويضيف: «الشهيد عبد السلام رجل تكتمل فيه الصفات الحميدة والأخلاق العالية، وله محبة في مجتمعه وكانت لديه القدرة على تحشيد الجماهير للمشاركة في المسيرات والمهرجانات التي كان يقيمها الحراك، وكان حاضرا في جميع فعاليات الحراك في شبوة وجميع محافظات الجنوب، كما استقبل واستضاف في منزله وفد الحراك الجنوبي المكلف بإعداد تقرير مظاهر نهب ثروات النفط والغاز من قبل متنفذي وحكام صنعاء في وقت كان النظام السابق في أوج قوته وغطرسته وجبروته، لكن الشهيد كان ثابتا وصامدا وهو أول من رفع علم الجنوب على حفار نفط في وادي عسيلان، وكان مؤمنا بعدالة قضيته ويرى فرج الخلاص قادما ويلوح في الأفق».