> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة صالح

يقع سد (الجرايب) في منطقة المسيمير بمحافظة أبين، وشيدته بريطانيا عام 1950م في أسفل وادي بنا، لحفظ مياه الأمطار وتوزيعها على الأراضي الزراعية التي تقدر بـ 60 ألف فدان.
ويتميز السد بتفرد رهيب ورائع وبشكل هندسي زراعي مميز يدل على براعة الهندسة الإنجليزية في تشييد السدود والقنوات الزراعية.. ويتكون من 12 بابا كبيرا لحفظ المياه وتوزيعها.

واليوم أصبح هذا السد الزراعي المميز في خبر كان منذ عام 1982م، جراء السيول الجارفة التي حدثت منذ تلك الفترة، وهو بحاجة إلى ترميم وإعادة تأهيل ليستفيد منه المزارعون في ري أراضيهم الزراعية لإعادة الحياة إلى تلك الأراضي الجدباء في دلتا أبين الخصب، بدلا من إهدار مياه السيول وذهابها إلى البحر.

ويُعد سد (الجرايب)، الذي أبدع الإنجليز في تصميمه الفريد، من أكبر السدود الزراعية ليظل شاهدا على روعة الإبداع الهندسي الزراعي للإنجليز.

إحباط المزارعين
«الأيام» زارت سد (الجرايب)، والتقت بأمين عام جمعية سد الجرايب الزراعية، جمال علوي الفضلي، الذي قال إن «سد الجرايب الذي شُيد في عام 1950م من قبل بريطانيا لحفظ وتوزيع مياه السيول لري أكثر من 60 ألف فدان من الأراضي الزراعية، تعرض عام 82م للخراب جراء السيول الجارفة التي جرفت التربة».

وأضاف الفضلي لـ «الأيام»: «إن المزارعين استبشروا خيرا بمنظمة الهجرة الدولية بأنها ستقوم بإعادة تأهيله وترميمه، ولكن انصدموا بواقع مرير بعد أن رصدت المنظمة مبلغا ضئيلا جدا لا يساوي قيمة باب واحد من أبواب هذا السد العملاق الذي يتم عبرها حفظ وتوزيع السيول، وكنا نعول كثيرا على المنظمة لكي تعيد السد إلى سابق عهده».


وأضاف أن «محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم زار السد أكثر من مرة ووعد بإعادة تأهيله لكن تلك الوعود لم تنفذ، وكل ما نتمناه من الدولة أن تقوم بتأهيل وترميم سد الجرايب لكي يستفيد منه المزارعون في ري أراضيهم».

إعادة أبين للواجهة الزراعية
من جانبه، قال مدير مكتب الزراعية والري في أبين د.حسين الهيثمي إن «سد (الجرايب) بحاجة إلى الكثير من العمل لإعادة تأهيله، كونه ذا قيمة زراعية كبيرة للمزارعين لري أراضيهم الزراعية عبر وادي (بنا) بعد أن تعرض للخراب بسبب السيول الجارفة التي وقعت عام 82م، وهو بحاجة إلى لفتة من قبل الدولة من إجل إعادة البسمة على شفاة المزارعين في أسفل وادي بنا بدلتا أبين الخصب».


وأضاف الهيثمي لـ «الأيام»: «إن مكتب الزراعة والري وضع سد (الجرايب) في أولويات مهامه، وهناك منظمات دولة مهتمة بإعادة تأهيله وترميمه، ومنها منظمة الهجرة الدولية التي أبدت اهتمامها، وحاليا تجري المسوحات الميدانية من إجل إعادة هذا الصرح الزراعي إلى الواجهة، الذي تم تشييده من قبل الإنجليز بتفرد وروعة هندسية زراعية مميزة، وأصبح بحاجة إلى لفتة من قبل الدولة، كون أبين مشهورة بإنتاج المحاصيل الزراعية».

وأشار إلى أنه «تم عمل التصورات من أجل إعادة تأهيل سد (الجرايب) والعديد من السدود والقنوات والأعبار لإعادة أبين إلى الواجهة في الجانب الزراعي عبر دلتا أبين الخصب، وهناك جهود يبذلها محافظ أبين اللواء أبو بكر حسين لتحريك المياه الراكدة وإعادة الاعتبار لزراعة أبين من خلال الاهتمام الدائم بإعادة أبين إلى الواجهة، ونثمن تلك المواقف والجهود التي تبذل من قبل المحافظ في جميع المجالات الزراعية والخدماتية».​