> تقرير/ وئام نجيب
الفئة المستضعفة في المجتمع هي من فقدت معيلها وفلذات أكبادها،
أناس ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن في مواجهة العدو الحوثي وصالح، اللذين
لطالما استباحوا الأرض والعرض.
سمسرة
وحاولت «الأيام» مراراً وتكراراً التواصل مع وكيل أسر الشهداء والجرحى، علوي النوبة، واكتفى بالتأكيد بعدم معرفته أو علاقة المحافظة بهذه الجمعية، واصفاً إياها بأنها “تمارس عملية السمسرة على حقوق واستحقاق الشهداء”، وهو ما ينبغي أن يطرح سؤال عن “ماهية وأهداف هذه الجمعية”، وفق تسريبات بأنها تحظى بدعم ونفوذ قوي من جهات في الحكومة، الأمر الذي يتطلب توضيحاً شفافاً من قبل المحافظة والجمعية.
قرار مستقل
وقال
رئيس الهيئة بالنيابة، أمين الجمعية التعاونية السكنية لأبناء الشهداء
ومناضلي الثورة اليمنية، علي عبد الرب العسيري: “تم إنشاء الجمعية حتى يكون
لديها قرار مستقل وتستطيع أن تحصل على أراضي، إما من الدولة أو شراء أراضي
من الملاك، من خلال دفع رسوم رمزية من أسر الشهداء أو أبنائهم أو من
الداعمين، وأن تنشئ مشاريع سكنية أو استثمارية لصالح أسر الشهداء، وذلك يعد
من المهام الأساسية للجمعية”.
وأضاف لـ«الأيام»
"جاءت فكرة تأسيسها وفقاً لقانون رعاية أسر الشهداء رقم (5) لعام 1993م،
والذي يلزم فيه الدولة بتقديم الرعاية المعيشية والسكنية والتعليمية
والصحية لأسر الشهداء، حيث أننا في الهيئة العامة لأسر الشهداء لم نجد
طريقاً للحصول على أراضي لمنحها إليهم، إلى أن قمنا بالمتابعة في مصلحة
أراضي وعقارات الدولة، ومع ذلك لم نتمكن من التعامل معها، والتي كفلها
الدستور والقانون، ويتمثل ذلك بإعطاء أسر الشهداء أراضي من أراضي الدولة
سواء كانت أراضي سكنية أو زراعية، أو منحهم من أراضي الدولة مجاناً أو بسعر
رمزي".
شهداء عدن
واستطرد
“بالنسبة لأسر الشهداء والمعاقين يتم منحهم مجاناً، أما بالنسبة للأعضاء
من أبناء الشهداء أو المناضلين أو أبناءهم، يتم أخذ رسوم رمزية منهم ما
يعادل التكلفة، ولا تتجاوز 10 % من قيمة الأرض، ويتم إنفاق هذه الرسوم في
تسيير أعمال الجمعية إلى جانب أننا عملنا على تخصيص 20 % من المشروع لغرض
تجاري استثماري تذهب عوائده لخدمة أسر الشهداء”.
وتابع
“خصصنا 50 % من المساحة المخصصة لصالح شهداء عدن، ولدينا أربعة مواقع
للأراضي، إحداها في بئر فضل (مدينة 14 أكتوبر السكنية بئر فضل بالمنصورة)،
وتقدر بأكثر من 15 وحدة جوار، وتقدر مساحتها بأكثر من 600 هكتر، أي ما
يقارب 2000 فدان، تستوعب من 15 ألف إلى 20 ألف قطعة أرض، كما توجد لدينا
مواقع ملحقة بعدن في طور التجهيز والإعداد ولم نعلن عنها، حفاظاً عليها من
العصابات والمتنفذين”.
التنسيق بين الفروع
وأشار
إلى أنه تم "استهداف إقليم عدن وضم شبوة لارتباطها بعدن، كما لدينا تنسيق
مستمر مع فروع الجمعية، وهناك رعاية مركزية للمشاريع، وفروعنا في إقليم تعز
وإب، وإقليم تهامة، وإقليم حضرموت، وإقليم الجند، ولديهم مشاريع للأراضي
كلاً ومنطقته، وفي تعز توجد مساحة 4 مليون متر مربع من الأرض، وستستوعب
أكثر من 11 ألفاً من أسر الشهداء والمعاقين، وفي انتظار انتهاء الحرب للبدء
في العمل”.
وقال: "تسلمنا الكشوفات وعليها
ختومات وتوقيعات من فروع الهيئة العامة لأسر الشهداء بالمحافظات، وموقع
عليها من قبل محافظي المحافظات الخمس وهي (عدن، أبين، لحج، الضالع، شبوة)،
وكشف عن عدد الجرحى المعاقين المستفيدين يقدر بـ 3 آلاف، فيما يبلغ عدد
المستفيدين من أسر الشهداء 27 ألفاً على مستوى عدن حتى الآن، كون التسجيل
لا يزال مستمراً".
آلية عمل
وعن
الآلية قال العسيري: “الجمعية تابعة للدولة، وعملنا يخلو من العشوائية،
وجميع البيانات نأخذها من مصادرها، ونعتمد على تخطيطات عمرانية سليمة،
والتراخيص من قطاع الإسكان التعاوني، وجميع ملفات أعمالنا جاهزة، كما أننا
لم نقم بصرف أرض لأسرة الشهيد دون التأكد بأن اسم الشهيد تم تقييده في
الدولة براتب شهيد، ونفس الحال للمعاق الجريح”.

وأوضح أن “مشروع مدينة 14 أكتوبر السكنية في بير فضل هو عبارة عن هبة رئاسية، حيث أن الراعي الأول للمشروع هو الرئيس هادي، ولابد من تنفيذ قراره من اتجاهين هما (إن كان للدولة علاقة في الأرض فيجب عليها تخصيصها لأسر الشهداء، وإن كنا قد اشتريناها بأن يتم تسهيل الإجراءات إلينا).
عراقيل
وعن
الأمور التي تعرقل عمل الجمعية قال العسيري: "عانينا من مشكلة حماية
الأراضي من المتنفذين والسماسرة والعصابات المسلحة، حيث وصل الأمر بقيام
بعض المعتدين بإنشاء مكاتب عقارية وهمية يدعمها مسلحون يقومون بالتعدي على
أراضي أسر الشهداء من خلال تزوير وثائق، تعمد على ممارسة النصب والإحتيال
على الناس، وبيعها بمئات الملايين رغم أن جميع مخططاتنا قمنا بالإعلان عنها
والإحتفال والتدشين بأن هذه الأرض مخصصة لأسر الشهداء، ونتيجة للأوضاع
الاستثنائية التي مرت بها البلد، وبالأخص عدن نتيجة للحرب، ظهرت عصابات
تبيع وتشتري بأراضي الشهداء”.
وتابع "تم إغلاق المكاتب العقارية الوهمية من قبل أمن عدن خلال الأسابيع الماضية، كما أن هناك إجراءات من قبل النيابة العامة والنائب العام، علي الأعوش، والقاضي قاهر مصطفى بحماية الأرض، كما توجد اللجنة العليا لمعالجة قضايا الأراضي برئاسة القاضي صالح ناصر، الذي أبدى تعاونه مع مشروع أسر الشهداء، ودعم الجمعية وجهودها”.
مشروع استراتيجي
وتابع
"المشروع ليس عادياً، وإنما مشروع استراتيجي كبير، ناهيك أنه سيعمل على
التخفيف من البناء العشوائي في عدن، وتقدر تكلفة البنية التحتية للمشروع
بأكثر من 200 مليون دولار، هذا العمل نظرنا فيه 30 سنة للمستقبل، لتكون
البنية والعمران يتناسبان مع المرحلة القادمة، أضف إلى أن مشاريعنا معفية
من أي رسوم وفقا للقانون، ويمنع إقامة أي عشوائيات فيه، وبوجود الدولة يكون
المشروع منظماً ومحمياً، وسيأتي إليه الداعمون سيما وأنه ستكون هناك عوائد
كثيرة للدولة من المشروع”.
واختتم العسيري حديثه
“أملنا كبير في الحكومة ممثلة برئاسة د. معين عبدالملك، بأن يتم إعطاء
الاهتمام الخاص بهذا المشروع، وقد سبق وأعطى أوامر، حينما كان وزير
الاشغال، بإيقاف أي تصرف بحق الشهداء وأبناء بحقهم، خاصةً وأنها أعطت
للجانب الاقتصادي والإنساني والأمني أهمية كبيرة، ولم تقحم نفسها بالصراعات
السياسية”.
خاص «الأيام»