> تكتبها: خديجة بن بريك
يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد فضل عبدالله محسن علي التومة من مواليد عام 1978 في منطقة (صفروت) مديرية حبان محافظة شبوة، وينتمي إلى أسرة (آل التومه)، وهو شخصية اجتماعية مشهود لها بالعمل الخيري والاجتماعي وإصلاح ذات البين، وقد اشتهرت أسرة بهذه الميزة.. كما أن الشهيد حفيد الشيخ علي بن محسن التومة، من أهم مرجعيات قبيلة لقموش.
ونتيجة لجهوده ومثابرته في العمل التربوي تم توظيفه مدرسا أساسيا، واطلعت إدارة التربية على أعماله ونشاطاته وجهده وحبه لمهنته وتم تعيينه وكيلا ثم مديرا لمدرسة «هدى» وتمكن بجهوده وجهود مجلس الآباء وبعض التربويين من افتتاح فصلي ثانوية قسم أدبي وأدخل مزيدا من وسائل التعليم فيها، ثم التحق بالتعليم الجامعي في جامعة العلوم والتكنولوجيا قسم الدراسات الإسلامية عن طريق «التعلم عن بعد» وحصل منها على درجة بكالوريوس، ونتيجة لحبه لمنطقته ظل الشهيد مديرا لمدرسة «هدى».. والشهيد أب لولدين هما: أبوبكر وأسامة وثلاث بنات».
ويردف قائلا: «يقول أخوه صالح عبدالله التومة: اشتهر الشهيد فضل بإسهامات في كل مجالات الحياة المختلفة في منطقة هدى، حيث تجده خطيبا في المسجد ومعلما في المدرسة وساعيا في كل أعمال الخير فلا تجد مشكلة إلا وله نصيب في حلها ولا طريقا إلا وله نصيب في ردمه وتصليحه، ولا يسمع بمسكين أو أرملة أو يتيم إلا وسعى لما يفرحهم، كما إنه المدير التنفيذي لجمعية وصال الاجتماعية الخيرية التي تقوم ببناء المساجد ومساعدة الفقراء وتقدم عددا من المشاريع الخيرية المختلفة.
ويختتم العميد صالح بلال قائلا: «علم الشهيد بتقدم الحوثي واحتلال مدينة عتق وعندها عاد من جبهة عكد إلى جبهة الضلعة بالقرب من جبهة مفرق الصعيد، وفي هذه الجبهة صمد الشهيد مع عدد من رفاق السلاح بقيادة قائد اللواء جبلي العميد الركن الشهيد مهدي للثم، وظل مرابطا في موقعه حتى استشهد في صباح يوم الجمعة 29/5/2015م في مواجهات شرسة وقوية مع مليشيات الحوثي واستشهد مقبلا غير مدبر ونحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحد، ونقل جثمانه الطاهر إلى مسقط رأسه ودُفن في مقبرة الحامضة، وكان يوم استشهاده يوما حزينا لم تخسره فقط منطقته وأهله ولكن خسرت المقاومة بطلا مقداما وخسره طلابه ومجتمعه والمحتاجين من الفقراء والمساكين وخسرته منابر المساجد وحلقات العلم والمشاريع التي أسهم فيها وسعى لها، ورغم الحرب وشحة المواصلات لعدم توفير المحروقات شيع الشهيد تشييعا مهيبا وحضرت جموع غفيرة من محبيه..
وفي ذلك اليوم ساد الحزن الكبير جميع مناطق شبوة وخارجها، لكن استشهاده غير مجرى المعركة وكانت دماء الشهيد قد فتحت وأشعلت جبهات عدة كانت أهمها جبهة قرن السوداء والعملية الفدائية في مفرق النقبة، وقد اشتدت المعارك ودفع العدو ثمن دماء الشهيد ورفاقه الشهداء الأبطال.. رحم الله رجل الخير والصلاح التربوي والمصلح الشيخ الشهيد فضل عبدالله محسن التومة وأسكنه فسيح جناته».