> منبج «الأيام» أ.ف.ب
يعيش سكان مدينة منبج السورية حالة من القلق والترقب، غداة اعلان الجيش انتشاره في المنطقة بطلب كردي، بعد قرار واشنطن سحب قواتها من المنطقة وتصعيد تركيا وتيرة تهديداتها باقتحام المدينة.
ويقول أبو عزيز جابر (48 سنة) الذي يعمل طباخاً، متحدثا لفرانس برس «لدى الناس خوف كبير من الانسحاب الأميركي أولاً ومن الدخول التركي ثانياً».
وأثار اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي قراره سحب قواته من سوريا بعدما أنجزت مهمتها على حد قوله بإلحاق «الهزيمة» بتنظيم الدولة الاسلامية، خشية الأكراد من أن يشكل ذلك ضوءاً أخضر لتركيا كي تبدأ هجومها، بعدما أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة الى سوريا وعززت تواجدها مع فصائل موالية لها في محيط منطقة منبج.
ويوضح أبو عزيز «حتى الآن لم نر الجيش السوري في المدينة لكننا نسمع أنه سيدخل» مضيفاً «الناس في حالة رعب ويخشون على مصالحهم».
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، انتشرت قوات النظام الجمعة في أرياف مدينة منبج من جهتي الغرب والشمال، حيث شكلت ما يشبه «طوقاً عازلاً» عند خطوط التماس.
قرب عربته المحمّلة بالخضار في سوق منبج، لا يخفي محمد المحمد (22 عاماً) قلقه ازاء التطورات الأخيرة.
ويؤكد الشاب الذي يرتدي سترة بنية وتتوسط وجهه آثار حروق «نحن شعب درويش نركض وراء لقمتنا فقط وهذا ما نعرفه (..) ما نريده هو الأمان والسلام».
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، لم يغادر محمد مدينته. ويقول بحزم «لا يهمني من سيسيطر على المدينة. ما يهمني شخصياً هو أن أخرج صباحاً الى عملي وأعود مساء الى منزلي من دون أن يضايقني أحد».
وشاهد مراسل فرانس برس السبت دورية تابعة للتحالف الدولي مؤلفة من أربع شاحنات بيضاء تسبقها عربة أميركية مصفحة عند مدخل المدينة. وقال إن آليات وسيارات تابعة للتحالف كانت مركونة أمام قاعدة أميركية وسط منبج.
وشهدت المدينة الواقعة تحت سيطرة فصائل منضوية في صفوف قوات سوريا الديموقراطية السبت حركة اعتيادية في أسواقها، وسط استنفار أمني وفق مراسل فرانس برس الذي شاهد قوات محلية تقوم بالتدقيق في هويات الداخلين الى المدينة وتفتيش سياراتهم. وقال إن سيارات مزودة برشاشات من طراز دوشكا تنتشر في الشوارع الرئيسية والساحات العامة وقربها مقاتلون ملثمون ومدججون بسلاحهم.
ولطالما أثار مصير منبج توتراً بين أنقرة التي هددت مراراً باقتحامها، وواشنطن الداعمة لقوات سوريا الديموقراطية التي يعد الأكراد مكونها الرئيسي.
وأعلن الجيش السوري الجمعة أن وحدات تابعة له دخلت منطقة منبج، بعد وقت قصير من اعلان وحدات حماية الشعب الكردية دعوتها دمشق الى نشر قواتها بهدف «حماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية».
وذكرت مسؤولة محلية في منبج لفرانس برس الجمعة أنه بموجب الاتفاق مع دمشق الذي تمّ برعاية روسية، لن يدخل الجيش السوري الى مدينة منبج بل سينتشر عند خطوط التماس بين قوات سوريا الديموقراطية والقوات التركية مع الفصائل السورية الموالية لها.
ولم يعاين مراسل فرانس برس السبت أي مظاهر لوجود قوات النظام داخل المدينة.
ويقول بانفعال لوكالة فرانس برس «نسمع كل يوم أخباراً متضاربة. البعض يقول إن التركي سيدخل وربما قوات النظام، ويردد آخرون أن الوحدات الكردية خرجت. ونحن لا نعرف ما سيكون مصيرنا».
ويضيف «الناس خائفون ولا أحد يعلم ماذا سيحصل، ثمة من يجهّز نفسه للمغادرة وآخرون يلزمون منازلهم».
وشاهد مراسل فرانس برس السبت دورية تابعة للتحالف الدولي مؤلفة من أربع شاحنات بيضاء تسبقها عربة أميركية مصفحة عند مدخل المدينة. وقال إن آليات وسيارات تابعة للتحالف كانت مركونة أمام قاعدة أميركية وسط منبج.