> عبود الشعبي
قال محسن العيني «لو أراد اليمنيون إيقاف الحرب لفعلوه في أسبوع».
لا شيء يفسر كلام رئيس الوزراء في حكم الرئيس عبد الرحمن الإرياني عدا أن الوطن يتمزق وأن «البيت اليمني» لم يعُد حاضراً في هذه المرحلة.. لاسيما بعد جنيف واستوكهولم!
شيءٌ من التمزيق أصاب هذا البلد قبل الانقلاب وبعده واللحظة الراهنة، بينما تهتف الشرعية «لن نسمح بتفكيك اليمن»!
هذا الحوثي من يقنعهُ بالعودة إلى «البيت اليمني» وقد شَرَد.. لكن سيد الجماعة، الزعيم الأثيم، يقول إنه من البيت اليمني وآل البيت، ويريد أن يكون سيد البيت وزعيمه، وإن اضطره الحُلم العريض هذا إلى أن يعصي كومارت ويرفض الاتفاقات..!
كانت 5 كيلو فقط تفصل «الرامي» عن هدفه الأخير في بلاد التهائم ليتحقق النصر ويستريح الشعب وتضع الحرب أوزارها.
هل صلُحَ الآن حال خصوم الشرعية في شمال الشمال حتى لا تسمع هي لصوت الجنوب فتقصيه، لأنها لا تريد تفكيك اليمن بزعمها، بينما شرّ التمزيق ينالها بالغداة والعشي!
افتحوا كيلو 16 بلا مراقب حوثي، وسلِّموا الميناء من غير «أبو علي الكحلاني»!
اعصدوا الآن في مشاورات «الوهم»، على قول المثل الشعبي «هذي عصيدتكم وأنتو متّنوها».. أو قل «كل عام وأنتم في مشاورات»!
فالحوثيون بحسب مارتن جريفيثس ليسوا مليشيا انقلابية بل هم «الوفد القادم من صنعاء».. وصنعاء يا كرام مدينة البرود التي يلائم طقسها المبعوثين القادمين من عواصم أوروبا.. وهي أيضاً للسياحة.. مدينة «العقيق» وسوق الملح!
لكن الحكومة المعترف بها دولياً قالت إنها جنحت للسلام ومدّت يدها من أجله، بينما «الوفد المدلّل القادم من صنعاء» لايبدو أن أحداً في العالم يمنعه من السعي من أجل سلام يفصّلهُ على مقاسه!
إن سيء الخُلُق الذي ركب في السفينة مع الهولندي كومارت ووقف من وراءه على المنصة إنما كان ينشد السلام الذي يحفظ له سلاحه ومصادر المال التي تقوّيه وتعضده للبقاء كسلطة أمر واقع!
وقد رأينا كيف تُفكّك «ملازم السيد» - المفكّك أصلاً - عقول ووجدان طلاب المدارس، وتشحذهم إلى الجبهات طاعة لـ «سيدي حسين» ليأكلوا من تفاح الجنة في حضرته!
وحدهم العمالقة الجنوبيون كانوا على استعداد لإنهاء هذه المحنة التي تؤرق اليمنيين.
لكن الشرعية أصدرت الأمر بالتوقف تحت ضغط أُممي ألجأها للمشاورات المرهقة!
لتُقنع الشرعية أو حتى هيئة الأمم عبد الملك الحوثي بالوحدة مع الرئيس هادي وطي صفحة التمرُّد والخصام.. وسيبارك الجنوب الخطوة ويؤيدها!
سيدي الرئيس، كان «العمالقة» يتمنون عليك أنْ «دعنا نقاتل»، فسيكفيكهمُ الله.. ويشفي صدور قوم مؤمنين.. لكن يبدو أن «الشفقة» على الانقلاب طُعم أُممي جرى في دم الساسة تحت ذريعة السلام وبيع الوهم!
لقد مضى 2018 «عام الحيلة» على الجنوب وأهله، لكن بدت الحيلة عند كل مفاوضات تحيق بأهلها!
إن التسوية السياسية المزعومة بين وفدي الشرعية وسلطة الأمر الواقع فحسب سوف تخبّئ في قابل الأيام صراع الأيدلوجيا الكامن بين ضلوع الفريقين إلى أجلٍ غير مسمى!
كذا يفعل السلام المنقوص المغطّى بلحاف الحيلة!!
يارب اكتبهُ 2019 عام الحب والسلام!!