> معاذ منصر

كان العام 2018، عام انفتاح دبلوماسي وسياسي واسع النطاق على صنعاء، حيث شهدت العاصمة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، العديد من الجولات السياسية والدبلوماسية لوفود أوربية وسفراء ووزراء خارجية دول، وزيارات عديدة للمبعوث الأممي مارتن جريفيثس.
بداية العام وفي 19 مارس من العام 2018، وصلت بعثة للاتحاد الأوربي إلى صنعاء والتقت قيادات في حركة «أنصار الله»، وكانت الزيارة ملفتة وحملت الكثير من الرسائل والأبعاد، وهي بعثة تعمل في سياق البحث عن حلول سياسية.

وفي 24 مارس المبعوث الأممي مارتن جريفيثس وصل إلى صنعاء في أول زيارة له بعد تعيينه، والتقى العديد من القيادات السياسية في جماعة أنصار الله (الحوثيين) وبحث معهم سبل وامكانات السلام.
وفي سياق المواجهة السياسية توعد قائد الجماعة الحوثية في الـ18 من أبريل السعودية بـ «استراتيجية عسكرية جديدة». وفي الـ25 من أبريل من العام 2018، تم تعيين مهدي المشاط رئيسا لـ «المجلس السياسي الأعلى» خلفا للصماد الذي قُتل في غارة جوية للتحالف العربي في مدينة الحديدة.

وفي الـ14 من يونيو رحبت صنعاء بدعوة مجلس الأمن الدولي بشأن السلام وإبقاء ميناءي الحديدة والصليف مفتوحين لوصول المساعدات الإنسانية. وفي الـ16 من يونيو وصل المبعوث الأممي إلى صنعاء للقاء الحوثيين، وذلك لبحث مسألة الحديدة وإدارة الميناء وعلى أن يكون للأمم المتحدة دورا إشرافيا في ذلك.
وفي 20 يونيو من العام 2018، أعلن زعيم حركة «أنصار الله»، عبدالملك الحوثي، الموافقة على أن يكون هناك دور إشرافي للأمم المتحدة في الحديدة، وأنهم يرحبون بالسلام.

وفي الـ30 من يونيو من العام 2018، وصل إلى صنعاء المبعوث الخاص لوزارة الخارجية السويدية، والتقى قيادة حركة «أنصار الله»، وكانت زيارة ملفتة وحملت الكثير من المعاني والدلائل التي رسمت خطة وطريق الذهاب إلى السويد لبحث السلام لاحقاً.
وفي الـ2 من يوليو من العام 2018، وصل المبعوث الدولي، مارتن جريفيثس، إلى صنعاء التقى العديد من القيادات السياسية في صنعاء وبحث معهم ملف الحديدة وملف السلام بشكل عام.



وفي الـ 4 من يوليو التقى رئيس «المجلس السياسي» مهدي المشاط في صنعاء بعثة الاتحاد الأوروبي، وبحث معهم سبل وامكانية السلام. وفي الـ25 من يوليو وصل المبعوث الاممي مارتن جريفيثس والتقى حركة «أنصار الله»، وبحث معهم جولة سياسية قادمة، وفي تلك الزيارة تم التنسيق على امكانية البدء بجولة مشاورات جديدة، وهي تلك التنسيقات التي نجحت مؤخراً في نهاية العام للذهاب إلى السويد.

وكان من المفترض أن يذهب وفد الحوثيين إلى جنيف للمشاركة في جولة السلام التي تم الترتيب لها في الـ6 من سبتمبر في جنيف، وتعرقل الوفد بسبب منع «التحالف» وصول طائرة عمانية لنقل الوفد المفاوض، حيث اشترطوا على الوفد عدم نقل الجرحى، وفقا لما أدعاه الحوثيون حسنها.
وبعد ترتيبات وتنسيقات ظلت الوفود الدبلوماسية تصل الى صنعاء، وزيارة بعد أخرى للمبعوث الدولي مارتن جريفيثس، التقى خلالها زعيم «انصار الله»، عبدالملك الحوثي، وبعد جهود بذلت خلال الشهرين الماضيين، وانتهت بعقد جولة سياسية في السويد في الـ6 من ديسمبر الماضي، ووصل المبعوث الأممي، مارتن جريفيثس، إلى صنعاء في الـ2 من ديسمبر وغادر الوفد المفاوض لحكومة الحوثيين في صنعاء إلى السويد في الـ3 من ديسمبر.

انطلقت المفاوضات السياسية في السويد وخلالها تم الاتفاق على ملف المعتقلين وملف الحديدة، وتعرقلت بقية الملفات السياسية المتعلقة بتعز ومطار صنعاء الدولي ومعالجة الملف الاقتصادي. ولصنعاء رؤيتها بذا الشأن.
وشهد العام 2018، العديد من الاجراءات في صنعاء التي من خلالها حاولت جماعة الحوثي تسوية خلافاتها مع الحليف، حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وسمحت للحزب أن يطلق دعوة للقيادات السياسية المؤتمرية بالعودة إلى صنعاء، بما فيهم أحمد علي نجل صالح الأكبر.

وأفرجت صنعاء عن نجلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وسمحت لهم بالمغادرة على متن طائرة إلى الأردن ومن ثم إلى ابو ظبي. وفي اواخر ديسمبر وصل فريق الأمم المتحدة إلى صنعاء برئاسة العسكري الهولندي باتريك كاميرت، ومن صنعاء توجه إلى الحديدة وذلك لبدء مزاولة مهامه المتعلقة بالإشراف على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات من مواقع الميناء والصليف ورأس عيسى.

عن (العربي)