> كتب/ فؤاد باضاوي

​الكابتن طاهر حاج باسعد نجم نادي المكلا والمنتخبات الوطنية .. طائر الكناري الأخضر إبن حضرموت والعاصمة الساحلية المكلا .. ولد في حي الشهيد خالد .. ومارس لعبة كرة القدم في ساحل سيف حميد ، ومن هناك غازلته العيون وكانت موهبته الصريحة حديث المكلا ، لتجتذبه الفانلة الخضراء (شعار نادي المكلا) ، وما إن مثل فريق النادي لكرة القدم للمرة الأولى إلا وتعلقت به الجماهير حباً فيه وخرجت تهتف بإسمه وتعني ذلك الفتى الأسمر ، الذي كان عملاقاً في خط الدفاع ، ليتسلم الراية من الكابتن عوض باني المدافع العملاق ، الذي أوشك على وداع معشوقته ولم يجد له النادي بديلاً .. وحين ظهر طاهر في هذا المركز إطمأن ومعه الجماهير على مستقبل خط الدفاع الأخضر واعتزل الكابتن باني الكرة وسلم لطاهر مركز الليبرو .. آمنا مطمئناً وسرعان ما ذاع صيته في ملاعب حضرموت والجنوب حينها ، ليتم اختياره لاعباً فذاً في خط دفاع منتخب الشباب ، ويصبح بعدها أيقونة المنتخبات الوطنية : الشباب والأولمبي والأول .. وصال وجال في الملاعب المحلية والعربية ، ونال الثناء والتقدير والمحبة ، من قبل المدربين والجماهير ..

كما لعب لفريق الجيش خلال تأديته للخدمة الوطنية العسكرية ، وتألق كعادته هناك .. وقد تم اختياره ضمن تشكيلة فريق نادي التلال الذي شارك في كأس العرب في العاصمة المصرية (القاهرة)، وكان عند حسن الظن به وبمستواه ، حيث تألق مع نجوم التلال وكان صمام الأمان والاطمئنان في خط الدفاع، وقد تحدثتُ معه قبل رحيله وخلال إصابته وبُعده عن الملاعب وكان يتحدث بفخر وحب عن التلال ونجومه ومشاركته معه ، دوناً عن لاعبي الوطن قاطبة ، وكان البعض يتمنى أن يحظى هذا الطاهر بمهرجان توديعي لكرة القدم ، واقترح البعض قدوم أهلي صنعاء للعب في المكلا مباراة توديعية ، ورفض الكابتن طاهر ، وقال لو كان هناك نادي سيلعب في مباراة اعتزالي ، فلن يكون إلا (تلال عدن) ، لأن هذا النادي العميد ، عرف قدري في يوم من الأيام ، وهو عشقي بعد المكلا .. فيا له من وفاء وعشق للتلال عند هذا المكلاوي الأصيل .. وعند وفاة الطاهر .. جاء فريق التلال إلى المكلا ، لتقديم واجب العزاء في منزله بحي الشهيد خالد ، في لفتة طيبة ، من ناد عشق النجم طاهر باسعد ، وبادله طاهر الحب والوفاء بالمثل وأكثر.

 طاهر باسعد أسطورة الملاعب وعاشق الكرة تألم كثيراً عند إصابته ، وبعده عن الملاعب ، وتألمت معه الجماهير لبعده الذي طال وعاد بعد غياب طويل ليمثل أخضر المكلا وخاض معه تصفيات الدرجة الثانية وكان (رمانة الميزان) في وسط الملعب ، بدلاً من الدفاع ، وأجاد كعادته ، ولكن الإصابة اللعينة عاودته ، وحرمت الأخضر وجماهير حضرموت من إبداعاته وغادر إلى جمهورية العراق الشقيقة للعلاج ، وفرحت الجماهير بعودة معشوقها ، ومرة أخرى تعاوده الإصابة مجدداً ، ليبتعد مكرهاً عن ممارسة هوايته وكان محل حب وتقدير واحترام الناس أين ما حل وارتحل.

 وكان طاهر متابعاً شغوفاً لمباريات كرة القدم في ملعب الفقيد بارادم بالمكلا .. وذات يوم كان واقفاً في منصة الفقيد بارادم ، أثناء إقامة مباراة (شعب حضرموت ووحدة صنعاء) في إطار مباريات الدوري العام ، فقلت له يا كابتن طاهر : "تفضل إجلس" .. فقال : "عفواً ما أقدر أجلس لأن ركبتي تؤلمني عندما أجلس خلينا واقف أحسن" .. فقلت له:"براحتك يا كابتن"، وحز في نفسي هذا الموقف لنجم أحبته الجماهير وتشاهده يتألم أمامها.

 ماذا سنحكي عن المرحوم الكابتن طاهر باسعد وإذا حكينا سنحتاج إلى مجلدات ، تسرد موهبة هذا الرجل الفريد ، لأن موهبته يجب أن تدرس للأجيال القادمة .. وسيرة حياته عطرة مليئة بالإبداع والعطاء الجزيل والجميل .. أنت يا طاهر لم تمت .. لأنك ستظل عائشاً في قلوبنا ووجداننا إلى ما شاء الله .. رحمك الله أيها الطاهر المحبوب وغفر لك ، وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان .. وستظل القلوب تتذكرك وتشتاق إليك كل ما ذُكرت كرة القدم يا فارس فرسانها الكبار.