> «الأيام» عن «العرب»
حملت العملية النوعية التي نفّذها التحالف العربي ضدّ أهداف عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء إنذاراً شديداً للجماعة، بأنّ تحرّكاتها للاستفادة من التهدئة في جبهة الحديدة واستغلالها لإعادة تجميع قواها، مرصودة بدقّة، وأنّ المضي في جهود السلام ودعمها لا يعنيان غض الطرف عن محاولة المتمرّدين المدعومين من إيران كسبَ الوقت، وأنّ خيار استخدام القوّة ضدّهم سيظلّ قائماً.
ولا تزال الهدنة المعلنة في محافظة الحديدة على الساحل الغربي اليمني والناتجة عن محادثات السويد التي رعتها الأمم المتحدة قائمة رغم هشاشتها، لكنّ تنفيذ الاتفاقات التي تمّ التوصّل إليها خلال تلك المحادثات يتعثّر بشدّة حتّى في أكثر الجوانب سهولة، وهو المتعلّق بتبادل الأسرى.
ويُتّهم الحوثيون بعرقلة تنفيذ الاتفاقات وباتباع تكتيك هادف إلى ربح الوقت والاستفادة من التهدئة في جبهة الحديدة بعد أن كانت قد مثّلت طيلة الأشهر السابقة مصدر ضغط شديد عليهم، حيث تسبّبت مواجهتهم لقوات كبيرة هناك مدعومة من التحالف العربي في إرهاق لقدراتهم ولجهدهم الحربي.
ودعّمت بلدان التحالف جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيثس، لإطلاق مسار سلام يُخرج اليمن من واقع الحرب التي يعيشها منذ قرابة الأربع سنوات بسبب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية وغزوهم عدّة مناطق يمنية على رأسها العاصمة صنعاء التي لا يزالون يسيطرون عليها، ويديرون الحرب انطلاقاً منها.
وبحسب مصدر سياسي يمني فإنّ عملية التحالف الأخيرة في صنعاء، ذات هدف مزدوج يتمثّل في إحباط محاولة الحوثيين تطوير ترسانتهم من الطائرات المسيّرة، وتوجيه رسالة سياسية لهم، وللمجتمع الدولي، بأن صبر التحالف على الحوثيين وعرقلتهم لمسار السلام ليس من دون سقف زمني.
وقال المالكي: «إن قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي نفذت عملية نوعية لتدمير أهداف عسكرية مشروعة لقدرات الطائرات دون طيار في سبعة مرافق عسكرية مساندة تقع في أماكن متفرقة بصنعاء».
وأوضح أن «عملية الاستهداف جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة جارية منذ وقت طويل، شملت رصد ومراقبة نشاطات الميليشيا الحوثية وتحركات عناصرها الإرهابية بهذه الشبكة، لمعرفة وربط مكونات النظام وبنيته التحتية عملياتيا ولوجستيا وكذلك منظومة الاتصالات وأماكن تواجد الخبراء الأجانب».
وسبق العمليةَ بيومين الإعلان عن مقتل «قائد القوات الجوية» للمتمرّدين، اللواء الركن طيار إبراهيم الشامي، في عملية استخباراتية دقيقة للتحالف العربي تمكّن من خلالها من الإيقاع بالشامي الذي يحمل الرقم 19 ضمن قائمة المطلوبين من قِبل التحالف باعتباره المسؤول الأول عن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المهرّبة من إيران.
وشرح المالكي أن «الأهداف المدمرة شملت أماكن التخزين للطائرات دون طيار وورش التصنيع وقطع الغيار، وورش التركيب والتفخيخ، وأماكن الفحص وتجهيز منصات وعربات الإطلاق، وكذلك مرافق التدريب لتنفيذ العمليات الإرهابية».
واختتم المتحدث باسم التحالف العربي تصريحه بتأكيد «التزام قيادة القوات المشتركة للتحالف بتطبيق القانون الدولي الإنساني بكافة العمليات العسكرية واستمرار التزام التحالف بمنع وصول واستخدام الميليشيا الحوثية الإرهابية وكذلك التنظيمات الإرهابية لمثل هذه القدرات النوعية التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي»، مؤكّدا أنّ قيادة القوات المشتركة للتحالف اتخذت كافة الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة لحماية المدنيين وتجنيبهم الأضرار الجانبية.