أيام ويبدأ شهر رمضان الكريم.. شهر اليُمن والبركات، شهر الدعاء والتوجّه
إلى الله، وكما يقول رسولنا الكريم: "لو علمت أمتي ما في رمضان من الخير،
لتمنّت أن يكون الدهر كله رمضان"، فندعو الله أن يتقبل الصيام والقيام، وأن
يغفر لنا وللمسلمين ما تقدم من ذنوبنا، وأن يعيننا على تحمل الصيام، كما
أن الشهر الكريم فرصة للجميع لإعادة ما انقطع من صلة الرحم، ولأن الصيام في
حد ذاته متعة روحانية كبيرة، فإن الله سبحانه وتعالى يعيننا جميعاً على
صيامه وقيامه.
رمضان كريم وكل سنة وأنتم طيبون، والشعب اليمني في شماله
وجنوبه طيبٌ، والحكومة أيضاً طيبة، بالرغم من الغلاء الفاحش والاختلالات
الأمنية بين حين وآخر.
ولكن رمضان الكريم يقبل علينا
هذا العام وأحوالنا وأحوال المسلمين لا تسر، وأمورهم عجب، البعض منهم
يعيشون في أتعس حال كحالتنا في بلادنا وفي بقية بلاد المسلمين..
أقبل رمضان شهر الصوم، شهر الصيانة والترميم للنفوس، وشهر تدريب الحواس التي تغذي العقل بالمعلومات.
الصوم
أيضاً علاقة مباشرة بين الصائم وربه، لا يتدخل فيها أحد، هاهو الشهر
الفضيل، وهاهي أيامه ولياليه المباركة مقبلة علينا بالبشرى.
فعلينا أن
نغتنم في الشهر المبارك فضله، هنيئاً لمن صلىّ خاشعاً صلاة صادقة دون نفاق
أو رياء في جوف الليل، يعود إلينا شهر رمضان هذا العام ونحن أكثر قدرة على
العطاء وعلى النجاح وعلى مواجهة الفساد وعتاولته، وهموم الناس ومآسيهم التي
يعانون منها ومن تجار الحروب وأعداء الوطن وأهله.
يعود إلينا الشهر
الكريم لنواصل مسيرة الكلمة الجريئة، والمسيرة الديمقراطية، والأفكار
الحرة، للأسف إن أغلب الناس يعتقدون أن الصيام مجرد انقطاع عن تناول الطعام
والشراب، لفترة زمنية محدودة، من ساعات النهار ويركزون فقط على تناول أشهى
المأكولات وألذها، خلال ذلك الشهر الفضيل شهر رمضان، ويتوقف الأمر عند هذا
الحد.
إن شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية عظيمة ليكفر الإنسان عن بعض من
أخطائه طوال عام كامل، ليقف أمام نفسه بصدق يواجهها بما ارتكبته من ذنوب
وخطايا في حق نفسه وحق الآخرين.