> «الأيام» عن «ميديل إيست»
█ المعارك دفعت مئات العائلات إلى النزوح من منازلها
ظنّ محمد أبكر أنّه سيقضي شهر رمضان هذا العام في منزله الذي نزح عنه قبل عام، لكنه ورغم اتفاق الهدنة الذي تمّ التوصل إليه منذ خمسة أشهر في الحديدة في غرب اليمن، سيصوم مع أفراد عائلته في خيمة هذه السنة.
وتستمرّ المواجهات المتقطعة قرب القرية التي كان يقطن فيها محمد، جنوب مدينة الحديدة. وبدأ شهر رمضان في اليمن أمس الإثنين في ظل أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم، وفقا للأمم المتحدة، تسبّب بها نزاع بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين دفع بملايين الأشخاص إلى النزوح عن منازلهم، ووضع ملايين آخرين أمام خطر المجاعة.
ويقول الأب اليمني: «سوف نصبر والباقي على الله».
ويزيد من مصاعب محمد وعائلته أن أبناءه الثلاثة هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، بينما يعاني هو من مشاكل في قدميه، ما يجعلهم غير قادرين على العمل.
وبعد أيام من بداية المعارك واشتداد القصف من المتمردين على قريته التي يبلغ عدد سكانها (3500) شخص، غادر محمد أبكر وعائلته منزلهم بسرعة، مكتفياً بحمل ملابسه وعكّازه، نحو مخيّم الخوخة.

ويتابع: «هنا نحصل على مساعدات كل شهر، أو كل نصف شهر. أنا معاق وأبنائي يعانون من الإعاقة أيضاً، لذلك نحن لا نعمل. رسالتي للعالم أن ينظروا إلى حالتي أنا وأولادي».
وبدأ النزاع في اليمن عام 2014م، وتصاعد مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري دعماً للقوات الحكومية وللشرعية اليمنية في مواجهة المتمردين المدعومين من إيران.
وتسبّبت الحرب بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة. ولا يزال هناك 3,3 مليون نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة.
وقال مسؤول في القوات الحكومية ومصدر في التحالف: «إن المتمردين قاموا في الأيام الماضية بحفر عشرات الأنفاق الجديدة تحت المدرج الرئيسي لمطار الحديدة وتلغيم المباني داخله، وفي ميناءي الحديدة والصليف، شمال وداخل مدينة الحديدة، استعداداً لاحتمال استئناف المعارك.
بالنسبة إلى هدى إبراهيم (39 عاماً)، وهي أم لأربع فتيات ومقيمة في وسط مدينة الحديدة، «فإن أمل السكان الوحيد هو ألا تندلع مواجهات في شهر رمضان، وأن تستمر الهدنة».

وتقول هدى: «نبحث باستمرار عن الغاز والوقود والكهرباء، ولم يعد لدينا الوقت لنعيش روحانيات هذا الشهر، رمضان هذا العام مليء بالقذائف، لكننا نتمنى ألّا يسوء الوضع أكثر».
ويخشى أن يترافق حلول رمضان كالعادة مع ارتفاع في أسعار المواد الغذائية التي يدخل معظمها عبر ميناء الحديدة، ويتم توزيعها على المناطق الأخرى، وبينها صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويعاني الكثير من سكان العاصمة من صعوبة في شراء السلع الغذائية نظراً لخسارة العديد من أرباب العائلات مصدر رزقهم، وعدم دفع رواتب الغالبية العظمى من الموظفين الحكوميين، منذ نقل المصرف المركزي في أغسطس 2016م من صنعاء إلى عدن، مقر الحكومة المعترف بها.
لكن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات، ريم الهاشمي، قالت، في لقاء مع صحافيين في دبي الخميس الماضي: «إن المتمردين يمنعون دخول المساعدات الإماراتية إلى مناطق سيطرتهم، وبينها صنعاء».