> علي ثابت القضيبي

المياه مشكلة تعصف بعدن بكاملها اليوم، والتي تأتي مع تفاقم موجات النزوح والتوافد "العبثي" إليها من كل حدب وصوب. ومشكلة المؤسسة العامة لمياه عدن هي في عقلية إدارة هذه المشكلة أو في لجوئها إلى حلول ترقيعية أو ارتجالية، وبحسب ضغط المشكلة في هذه المنطقة أو تلك، وكثيراً في اللجوء إلى المحاباة وتحت ضغوط نافذين بنقل إمدادات المياه من هذه المنطقة إلى تلك، وبالتالي الوقوع في محظور الظلم لمواطنين في منطقة على حساب أخرى.

طبعاً من حق كل مواطن الحصول على المياه، وهذا حقٌ شرعي أصلاً، ومن صُلب مسؤولية المؤسسة العامة للمياه أن تدير هذه المسألة بشكل عقلاني وعادل ومنطقي، لا أن تلبي هذه الحاجة لمواطنين على حساب مواطنين آخرين!.

في الخيسة بمديرية البريقة في العاصمة عدن، عانينا من الانقطاع الكلي للمياه ولشهورٍ طويلة ومتتابعة، وهذا مرهق جداً دون شك، فاضطررنا للخروج الغاضب إلى الشوارع، بل وإغلاق الطرقات أمام مبنى المديرية السابق، وهذا جاء بعد متابعاتٍ روتينيةٍ طويلة ومضنية وغير مجديةٍ أيضاً، ولكن بعد ذلك تمّ التجاوب باستحداث خط إمداد مباشر من خزان للمياه في مصفاة عدن إلى منطقة الخيسة، وحُلت المشكلة كاملة في بداية الأمر، ولكن يا فرحة ما تمت، حيث تم عمل خطوطٍ فرعية من هذا الأنبوب، وأول خطٍ كان لمنطقة كود النمر، وبعد ذلك فرع آخر إلى العمارات حديثة البناء في آخر شارعٍ في الجهة الشرقية لمنطقة كود النمر! وهكذا أصبحت المياه تصل لساعتين أو ثلاث في اليوم فقط، بل وأقل من ذلك بالنسبة للمساكن الواقعة على مرتفعات أو في الأدوار العليا.

اليوم هناك مشكلة مياه لدى إخوتنا في منطقة الكسارة الملاصقة للجهة الشمالية من منطقة كود النمر، وهذا بسبب ازدياد الكثافة السكانية والنزوح، وطبعاً من حق إخوتنا هنا الحصول على المياه، ولكن حل هذه المشكلة بالضرورة أن لا يكون على حساب أهالي الخيسة بالمطلق، أي حل مشكلةٍ بخلق مشكلة أخرى، خصوصاً ومنطقة الخيسة مرتفعة أصلاً، والسحب من أنبوب إمدادها بالمياه معناه الانعدام الكلي للمياه في الخيسة، لماذا لا يكون سحب المياه لإخوتنا في الكسارة من الخط الرئيسي لإمداد البريقة عموماً ليتساوى الإمداد بالمياه لكل أحياء البريقة.

لذلك نقول لإخوتنا في المؤسسة العامة لمياه عدن إن الحلول لمشكلة المياه في كل البلاد لابد أن تكون منطقية وعقلانية وعادلة، وليس عن طريق الارتجال والعشوائية أو بالمحاباة، فكل هذا غير منطقي وغير أخلاقي أيضاً.. نفس الكلام نقوله لإخوتنا في قيادة مديرية البريقة، خصوصاً والمسألة ليست بالفرحة والتباهي بافتتاح مشروع للمياه في منطقة وهو على حساب ضياع المياه نهائياً عن منطقة أخرى. فتعاملوا بمنهجية وإدارة حقة للأزمات والمشاكل.